انحاز يسرى فودة لباسم يوسف لتلك الاسباب

انتظر الملايين في مصر والوطن العربي حلقة برنامج «آخر الكلام» ليسري فودة علي قناة «أون تى ڤي» التي استضاف فيها باسم يوسف مساء الأربعاء الماضي.
لكن الحلقة لم تخرج بالمستوي الذي كان ينتظره الناس لأسباب كثيرة أبرزها أن إعداد الحلقة جاء وكأنها للرد علي البيانات التي أصدرتها CBC سواء البيان الأول الذي جاء عقب عرض الحلقة الأولي من «البرنامج» أو البيان الثاني الذي جاء عقب منع عرض الحلقة الثانية، حيث ظهر «فودة» وهو ممسك بالبيانين وقام بقراءتهما وقام «باسم» بالرد عليهما، والشيء الثاني الذي يؤكد أن الحلقة متفق علي كل الأسئلة والأجوبة، أما «باسم» فتشعر وكأنه جاء لكي يطرح قضية حبس والد منتج البرنامج، وشقيق منتج «البرنامج» وحاول في الاجابة أن يبرهن علي أن حبسهما جاء كنتيجة للحلقة التي تم عرضها وأحدثت هذه الزوبعة، رغم أن «باسم» نفسه أكد خلال الحلقة أن الأب و الابن ينتميان لجماعة الإخوان المسلمين، وأن الأب كان يعلم مستشارا لوزير التربية والتعليم خلال عام حكم «مرسي» وشقيق منتج البرنامج هو خالد القزاز كان يعمل مستشارا لـ«مرسي» نفسه وبالتالي فهما من العناصر الإخوانية المقربة لمكتب الإرشاد بدليل وجودهما في منظمة الحكم، و«باسم» يعلم كما يعلم مقدم البرنامج يسري فودي الذي ظهر مستسلما لإجابات باسم يوسف أن الإخوان منذ عزل «مرسي» وهم يقومون بأفعال زادت من كراهيتهم لدي الشعب المصري بأكمله، ونحن هنا لسنا بصدد الحكم علي أفعال والد وشقيق منتج البرنامج لأن القضاء هو صاحب الرأى الأول والأخير، لكن اجابة «باسم» التي أعاد تكرارها أكثر من مرة حاولت أن يجعل من صلة القرابة سببا للحبس.
وجاء أيضا في كلام باسم يوسف وعدم رد يسري فودة عليه ما يؤكد حيثيات الاتفاق فالأخ «باسم» يري أن الدولة في عهد «مرسي» كانت أكثر سعة صدر في تلقي النقد من المرحلة الحالية رغم الفارق الشديد بين المرحلتين خلال عهد «مرسي» لم يكن يمر أسبوع إلا وتحدث كارثة موجعة موجهة للشعب كاملا بداية من نكسة احتفالات أكتوبر 2012 التي حضرها قتلة السادات ومجموعة من الإرهابيين مرورا بقتل الجنود في سيناء واختطاف آخرين ومؤتمر نصرة سوريا والإعلان الدستوري المشبوه وقتل الأبرياء أمام وداخل قصر الاتحادية وتعذيب المصريين داخل مقر الرئاسة في الواقعة نفسها، كل هذه الأمور يا سيد «باسم» تجعل «مرسي» لا يمكن أن ينطق، ورغم ذلك فهل نسيت أن «مرسي» أول من حولك للنيابة.
أما المرحلة الانتقالية فلم يحدث فيها ما يجعلك تسخر من الرئيس عدلي منصور أو من الفريق أول عبدالفتاح السيسي أو تجعل من مصر امرأة لعوبا لأنهما أنقذا مصر بالفعل من خراب كبير وظلام حالك.
الأخ «باسم» قال إن البعض يعتبر الشعب قاصرا وأن البعض غير متقبل كلامه وأن آخرين سيحبونه وأنه لا يحب الإخوان المسلمين لكن هذا ليس معناه أن يغض الطرف عما يحدث في الوقت الحالي، وهي اجابة تثير الدهشة لأن الشعب الذي خرج لعزل «مرسي» والذي قدر بين 33 و40 مليونا أكد أن الجميع علي رأي واحد وهو مساندة كل من يعمل في هذه المرحلة الانتقالية وبالتالي عندما تحدث البعض عن حالة غضب عارمة ضد البرنامج فهو أمر لم يكن مبالغا فيه.
«باسم» تحدث أيضا عن رموز الدولة تعني بالنسبة له العلم والسلام والوطني فقط، وهو أمر غريب لأن رئيس الدولة رمز ووزير الدفاع رمز ثم إن الناس لم تعترض علي النقد بدليل ما يحدث الآن في الصحف وبعض البرامج، لكن السخرية والإيحاءات الجنسية لا تبني لكنها تصنع حالة من السخط لدي العامة، وهم يشاهدون وطنهم في صورة امرأة لعوب تدعي جماهير، والغريب أيضا أن «باسم» مازال يشعر أن أمر إيقاف «البرنامج» قرار سياسي، رغم أنه حاول أكثر من مرة تأكيد أنه يصدق أن السلطة لم تمنعه.. لكن كلامه شيء وتعبيرات وجهه كانت تعبر عن شيء آخر.
أما مقدم البرنامج يسري فودة ففي هذه الحلقة لم يكن «يسري» ولا «فودة»، لأننا تعودنا منه دائما أن يواجه ضيفه بالسلبيات لكنه في هذه الحلقة وجدناه يتعامل مع «باسم» وكأنه شخص لا يخطئ ليس له سلبيات.. كنت أتصور قبل عرض الحلقة أن هناك سيل من الاتهامات سوف يواجه بها ضيفه مثل المبالغة في الإيحاءات الجنسية والسخرية من الرموز في وقت لا تحتمل فيه الدولة مثل هذه المهاترات.. أيضا قدم «يسري» خلال الحلقة تقريرا مصورا من أمام المسرح الذي تصور فيه الحلقات بدا من التقرير وكأن عدم تصوير البرنامج ساهم في تراجع اقتصاديات شارع طلعت حرب ومن خلال بائع أكد أن أيام التصوير تشهد رواجا في الشارع، ثم توقف «يسري» عند جملة قالها البائع تقول: «إحنا عرفنا ان السيسي ورا وقف البرنامج».
يسري فودة في هذه الحلقة تعامل مع باسم يوسف علي أنه الصديق الذي يجب أن يقف بجواره في أزمته.. وحق الصديق يحتم عليه أن يظهر للناس لكي يعبر عن رأيه، والنتيجة أن الاثنين خسرا الجماهير في هذه الليلة.


بحث مفصل



المقالات ذات صله