ما هي الأسباب الداخلية لتساقط الشعر؟

ان 90% من شعر فروة الرأس في حالة نمو مستمر واما نسبة الـ 10% الباقية فتظل في حالة سكون تستمر لمدة شهرين الى ثلاثة اشهر.
وبعد مرحلة السكون هذه يبدأ هذا الشعر بالتساقط ويعتبر تساقط ما بين 50 و100 شعرة في اليوم ضمن الحدود الطبيعية. ولدى تساقط شعرة واحدة تحل محلها شعرة اخرى جديدة من نفس البصيلة الواقعة مباشرة تحت سطح الجلد، علما بأنه لا تنمو بوصيلات جديدة خلال فترة حياة الانسان.


وينمو شعر الرأس بمعدل سنتيمتر واحد او نصف بوصة تقريبا في الشهر الواحد. وكمية الشعر اكبر عادة لدى السمر (140000 شعرة في المتوسط)، اما الشقر فيبلغ معدل عدد الشعر لديهم 105000 شعرة، ومع تقدم العمر تتضاءل نسبة نمو الشعر الجديد عند الانسان وتتضاءل تدريجيا كمية الشعر في الرأس.


ويتشكل الشعر بصفة اساسية من بروتين «الكريتين» وهي نفس المادة الموجودة في اظافر اليدين والقدمين، ومن الضروري لجميع الناس وفي مختلف الاعمار ان يتناولوا كمية كافية من البروتين للمحافظة على نمو الشعر الطبيعي.
ويتوفر البروتين في اللحوم والدجاج والسمك والبيض والحليب والجبن وفول الصويا والحبوب والمكسرات.


تساقط شعر المرأة
عادة لا يسبب تساقط الشعر لدى النساء الصلع الكامل، الا انه قد يسبب قلة كثافة الشعر. ويحدث تساقط الشعر غير الطبيعي لاسباب عديدة يمكن تقسيمها الى عوامل خارجية وعوامل داخلية.


العوامل الخارجية
وتتمثل باستعمال المستحضرات الكيمياوية التجارية بشكل مفرط وعشوائي مما يؤثر في نمو الشعر ويغير صفاتة كملمسه وليونته وبريقه، ومن هذه المستحضرات صبغة الشعر الحاوية على نسبة عالية من المواد القلوية.


كما تؤثر على الشعر الادوية المنقصة للشحوم وادوية معالجة النقرس ومضادات تخثر الدم والعقاقير المستخدمة للتحكم في الغدة الدرقية او لمعالجة بعض انواع السرطان. وتؤدي بعض العقاقير المستخدمة في العلاج الكيميائي لمرض السرطان الى منع تكاثر الشعر، حيث تصبح الشعرة هشة وقابلة للسقوط بمجرد بروزها من فروة الرأس. وهذه الظاهرة قد تحدث بعد اسبوع واحد الى ثلاثة اسابيع من بدء علاج السرطان وقد تفقد المريضة حوالي 90% من شعر فروة الرأس.


وتعالج هذه الحالات بالاعتدال في استخدام مواد زينة الشعر والامتناع عن الادوية المذكورة ما امكن وبعد استشارة الطبيب.


العوامل الداخلية
فقر الدم
يؤثر نقص الحديد على نمو الشعر فيسبب تساقطه، خاصة عند النساء اللاتي يعانين من شدة الحيض، حيث يفقدن كمية كبيرة من الحديد.
كذلك اثناء الحمل والرضاعة مما يؤدي احيانا الى تساقط الشعر. ويمكن الكشف عن نقص الحديد بأجراء فحوصات مخبرية. والعلاج يتضمن اعطاء اقراص الحديد ومتابعة نسبة ارتفاعه في الدم.


اضطرابات الغدة الدرقية
ان اي اختلال في نشاط الغدة الدرقية من زيادة او نقصان يؤثر في الشعر، ففي حالة فرط النشاط يكون التساقط بشكل منتشر ويصبح ملمس الشعر دقيقا. اما عند نقص افرازاتها فيكون ملمس الشعر خشنا وسميكا، ويترافق مع سقوط شعر الرأس تساقط شعر منطقة العانة وزاوية الحاجبين الخارجية. وعلاج ذلك يكون باعادة افرازات الغدة الى المعدل الطبيعي عن طريق العلاج الدوائي، وفي حالات معينة عن طريق الاستئصال الجراحي للغدة.


الهورمونات الجنسية
هناك سببان يؤديان لتساقط الشعر عند المرأة:
1 ـ نقص هورمون الانوثة (الاستروجين) ويحدث هذا عقب الولادة وبعد منتصف العمر.
في العادة عندما تحمل المرأة يتوقف سقوط الشعر نسبيا، لكن خلال شهرين الى ثلاثة اشهر عقب الولادة تلاحظ بعض النساء تساقط كميات كبيرة من الشعر لدى تصفيفه وتمشيطه، وتتلاشى هذه الحالة تلقائيا في معظم الاحيان، ولا تشكو جميع الوالدات من هذه الحالة، كما انها قد لا تتكرر لدى كل حمل.
وتعد هذه الحالة طبيعية ولا تدوم طويلا وسرعان ما يستعيد الجسم التوازن الطبيعي للهورمونات من دون تدخل علاجي، كما يمكن استخدام الفيتامينات ومركبات الحديد لمساعدة الجسم على استعادة عافيته.


2 ـ زيادة هورمونات الذكورة، ويبدأ عادة بعد سن اليأس ويحدث بسبب نقص هورمونات الانوثة، وبالتالي يصبح تركيز الهورمونات الذكورية اعلى نسبيا، وبالتالي يؤثر في بصيلات الشعر ويؤدي الى تساقط الشعر بشكل خفيف وبسيط.
ويكون العلاج في هذه الحالة بتعويض النقص كما يفيد استخدام الفيتامينات المقوية والكالسيوم واستخدام مواد غسل الشعر التي تحتوي على نسبة معينة من الاستروجينات.


حبوب منع الحمل
تحتوي حبوب منع الحمل على مادتين هما الاستروجين والبروجستين الاصطناعيان، والنساء اللاتي يصبن بتساقط الشعر اثناء تعاطيهن اقراص منع الحمل هن في الغالب النساء المعرضات أصلا للاصابة بتساقط الشعر لاسباب وراثية. وقد تحدث هذه الحالة في وقت مبكر نتيجة لتأثيرات الهورمونات شبه الذكورية لدى المرأة على مركبات البروجستين التي تحتوي عليها هذه الاقراص.
وفي حالة حدوث هذه الحالة ينبغي على المرأة استشارة طبيبها لكي يصف لها نوعا آخر من اقراص منع الحمل.


قلة البروتين في الطعام
ان النباتيين الذين يتناولون اغذية خالية تماما من البروتين ومرضى القولون العصابي الذين يتناولون كمية ضئيلة من الطعام، قد يصابون بسوء التغذية، ولدى حدوث هذه الحالة، يحاول الجسم الابقاء على البروتين بتحويل الشعر النامي الى مرحلة السكون.
كذلك بالنسبة للاشخاص الذين يتبعون نظاما غذاىا قاسيا، حيث يبدأ تساقط الشعر بعد شهرين الى ثلاثة اشهر من بدء التغيير في نظامهم الغذائي، فيصبح الشعر قابلا للانتزاع من جذوره بسهولة، ويمكن منع حدوث هذه الحالة او علاجها بتناول كمية كافية من المواد البروتينية.


الأمراض المزمنة والجراحات
يصاب بتساقط الشعر في كثير من الاحيان المرضى الذين تجرى لهم عمليات جراحية رئيسية، لان مثل هذه الجراحات قد تعرض الاجهزة الحيوية للجسم للصدمة.
وقد يحدث تساقط الشعر خلال شهرين او ثلاثة اشهر من تاريخ العملية، الا ان الحالة تعود الى وضعها الطبيعي خلال بضعة اشهر، كما يصاب من يعانون من الامراض المزمنة الشديدة بتساقط الشعر ما داموا يعانون من تلك الامراض.


مرض الثعلبة
في حالة الثعلبة تظهر بقع دائرية خالية تماما من الشعر وقد يؤدي الداء الى تساقط تام لشعر الرأس وتساقط جزئي او كامل لشعر الجسم، وهذا الداء قد يصيب الرجال والنساء في اي مرحلة من مراحل العمر.
واسباب الاصابة به غير معروفة، علما بأن الاشخاص الذين يصابون يكونون في حالة جسدية وصحية ممتازة باستثناء معاناتهم من تساقط الشعر، ويمكن لاختصاصي الامراض الجلدية علاج بعض هذه الحالات باستخدام الكريمات او الحقن الموضعية المحتوية على مشتقات الكورتيزون.
كما يمكن استخدام محلول المينوكسيديل موضعيا، الا انه في جميع الحالات يجب استشارة اختصاصي الجلدية.


تساقط الشعر الوراثي
ان الصلع الوراثي الذي يصاب به الذكور هو السبب الاكثر شيوعا لتساقط الشعر عموما. ويمكن ان تكون الوراثة من جانب الام او من جانب الاب.
والنساء اللاتي يصبن بهذا الداء الوراثي يشكين من تضاؤل كمية الشعر، لكن لا يصبن بالصلع الكامل. وتبدأ الحالة في فترة المراهقة وفي العشرينات او الثلاثينات من العمر.
وهناك عدة طرق لعلاج تساقط الشعر الوراثي تعتمد على عمر المريضة ودرجة تساقط الشعر.


وفي البداية، عندما تكون درجة التساقط خفيفة او متوسطة تستخدم محاليل المينوكسيديل الموضعية مرتين في اليوم ويجب الاستمرار عليها، حيث ان النتيجة لا تظهر الا بعد اربعة اشهر من الاستخدام المتواصل.


اما في الحالات الشديدة فإنه من الافضل اجراء عملية زراعة للشعر الطبيعي، وهي تتم بأخذ شريحة غنية بالشعر من فروة الرأس.




المقالات ذات صله