اسباب اصفرار الوجه وشحوب البشره

ليس الهيموغلوبين هو السبب الوحيد للشحوب، بل هناك عوامل عديدة؛ ولذلك وقبل التفكير بالأسباب المرضية لاصفرار الوجه علينا أن نعرف ما هي طبيعة البشرة وما لونها الأصلي، ونقارن ما كانت عليه بما هو عليه الآن، علماً أن هناك عوامل متغيرة، فالجلد البشري ليس بلون واحد، فهناك البشرة البيضاء، والبشرة الصفراء، والبشرة البنية الفاتحة، والبشرة البنية الغامقة، والبشرة السوداء.

وإن ما يجعل البشرة تبدو شاحبة هو لون الشفاه وحواف الأجفان، فإن كانت الشفاه جافة وصفراء فيبدو الوجه شاحباً حتى ولو كانت البشرة غامقة.

وما يؤثر على لون البشرة عدة أشياء أولها الهيموغلوبين، وثانيها الأوعية الدموية بالشفوف، وثالثها مادة الميلانين أو القتامين في الجلد، ورابعها هو مادة الكاروتين.

فأما الهيموغلوبين (12.4) فهو طبيعي ولكنه في الحدود الدنيا، وينبغي أن يكون من 12- 16 ويجب تحري هذا النقص وعلاجه، كما سنفصل أدناه الأسباب العامة، ونعتقد أن تحسين الحالة العامة الصحية والغذائية، وممارسة الرياضة المناسبة، وتحسين نوعية الغذاء، وترك الريجيم القاسي لتخفيف الوزن، كل ذلك سيساعد بتحسين منظر الوجه، والإقلال من الشحوب بشكل عام.

وأما الأوعية الدموية فهي تؤثر فقط في البشرة الفاتحة وتعطيها اللون الوردي، وغالبا ما يظهر ذلك عند البهاق أو البرص.

وأما مادة الميلانين فهي تؤثر فقط على اللون ابيضاضا أو اسمرارا، وهذا أمر وراثي عرقي مقرر تؤثر فيه بعض العوامل مثل الشمس.

وأما الكاروتين فهو يغير لون الجلد إلى أصفر خاصة عند من يتناوله بكميات كبيرة سواء طبيا أم غذائيا، وهذه المادة موجودة في الجزر، ولكنها تظهر بسرعة بعد تناولها وتختفي بسرعة بعد انطراحها، أي أنها لا تستمر أياما، بل أقل من ذلك، وتتناسب والكمية المتناولة من الجزر وأشباهه.

وبشكل عام فإن أول ما يتبادر إلى الذهن عند سماع كلمة اصفرار الوجه غير المستحب هو الشحوب، ومن أهم أسبابه فقر الدم، سواء أكان بسبب المرض، أو سوء التغذية، أو بسبب النزيف الشديد أو الخفيف، وقد يكون الهيموغلوبين طبيعيا كنسبة حتى بعد فقدان كمية من الدم قد تسبب شحوبا.

ومن الأسباب المؤدية لنقص الوارد الغذائي ورفض الطعام، الحالة النفسية، والتي تؤدي إلى رفض الطعام بسبب عدم الاستقرار النفسي، أو بسبب مضايقات لا يستطيع تقديرها إلا صاحب العلاقة، والحالة النفسية قد تؤدي بشكل أو بآخر إلى عدم تمثل الغذاء وعدم الاستفادة منه؛ لذلك يجب موازنة الأمور، وعدم الاستسلام للمشاعر المزعجة، بل يجب أن نكون إيجابيين وواقعيين، أي ألا ندع الغضب يؤثر على غذائنا ورفضنا الطعام المتوازن.

ومن الأسباب المؤدية لسوء التغذية هي اضطراب الحالة الغذائية، أي نوعية أو كمية الطعام الذي تتناولينه قد لا تكون كافية، أي أنك قد لا تتناولين البروتينات (اللحوم) أو الخضروات أو الفواكه بالقدر الكافي أو أنك لا تتناولين غذاء صحيا طازجا، مثل تناول الوجبات الجاهزة، والمأكولات المعلبة أو المثلجة، أو غير الطازجة (أي البديل السيء).

وقد يكون السبب من الجهاز الهضمي وسوء الامتصاص، فلربما تحتاجين إجراء التحاليل الدالة على سوء الامتصاص، مثل تحليل البراز البسيط، فبوجود ألياف غير مهضومة نحتاج إلى متابعة مع طبيب الهضم لإتمام التحاليل والتدابير.

وقد يكون السبب وجود الطفيليات المعوية والذي يكشف بإجراء التحليل للبراز لثلاثة أيام متتالية، فالطفيليات تؤدي إلى سوء الامتصاص وسوء التغذية.

وقد يكون السبب وجود أمراض عامة مؤدية للشحوب، مثل الداء الزلاقي والإسهالات الدهنية.

وبشكل عام، يجب إجراء تحاليل عامة من دم (CBC, LFT, KFT, TG
, Cholesterole, Alb & protein, FBS) وبول وبراز وسرعة التثفل، وبعد قراءة النتائج نقرر المرحلة التالية.

يجب اعتماد حياة صحية بما تتضمنه من غذاء، فيتامينات، رياضة منتظمة، وتجنب الضغوط النفسية.

ختاماً: الغذاء الصحي الطبيعي المنوع، والفحوصات العامة، خاصة تحليل الدم البسيط لمعرفة الكريات والهيموغلوبين، والرياضة المتناسبة مع السن والجنس، والحالة الصحية، هي ما نرشحه لكم، وأما مع استمرار الوضع فعندها نفكر بالفيتامينات الخارجية.

وحتى نقول إن ما تشتكين منه هو من التفاوت الطبيعي بين الخلائق أو أنه مرضي، وننصح بزيارة طبيب عام للفحص المبدئي، وإجراء التحاليل العامة، فإن كان كل شيء طبيعياً فلا داعي للقلق، ويمكن تحسين الوضع العام بالسعادة والرياضة والغذاء المتوازن.

والله الموفق.




المقالات ذات صله