تعلم أصول الدردشة .. نصائح لإجراء المحادثة القصيرة

شتوتغارت/دوسلدورف 24 آيار/مايو (د ب أ) – تُعد الدردشة جزءاً لا يتجزأ من الحياة الوظيفية، سواء كان المرء بمفرده في المصعد مع زميل العمل أو في الصُحبة الكبيرة خلال حفل الشركة أو في المفاوضات مع العملاء. وعلى الرغم من ذلك يتجنبها البعض ويشعرون بعدم الارتياح أثناء المزاح والمداعبة مع زملاء العمل. وأوضحت كارولين لوديمان، مدربة إدارة الأعمال بمدينة شتوتغارت جنوب ألمانيا السبب في ذلك قائلة :”البعض يقول إنه لا يحب الدردشة لأن الحديث يكون سطحياً للغاية، بينما يشعر البعض الآخر بعدم الأمان ولا يعرفون ماذا ينبغي عليهم أن يقولوا”.
‫ وتنصح لوديمان، التي تساعد الأشخاص على أن يظهروا بمظهر واثق في العمل، :”من المهم للغاية أن يكون بمقدور المرء تكوين علاقات والاقتراب من الآخرين”. ويتفق ديتر تسيتلاو مدرب البلاغة بمدينة دوسلدورف غرب ألمانيا مع هذا الرأي، ويقول :”لا يمكن للمرء الاستغناء عن الدردشة في الحياة الوظيفية”، موضحاً أن من لا يجيد فن “الحديث القصير” على نحو مبتدىء على الأقل، سرعان ما يبدو بغيضاً، لأن الدردشة تُعد بمثابة مفتاح لكل الأبواب المغلقة، كما أنها تسهم في خلق جو لطيف في بيئة العمل.
‫ ولتحقيق هذا الغرض يكون من المهم اختيار الموضوعات ذات الطابع الإيجابي. ومن لا يرغب في الحديث عن حالة الطقس، يمكنه على سبيل المثال البحث عن اهتمامات مشتركة بينه وبين طرف الحديث الآخر، وتقول لوديمان :”تكون هناك على الأقل نقطة مشتركة، فالمرء ذهب مع شريكه في الحديث إلى نفس المكان وفي نفس الوقت”. وأوضحت لوديمان أنه ربما كان هناك تكدس مروري في الطريق إلى العمل أو أن المبنى الذي يتواجد فيه المرء يتم تجديده في هذا الوقت.
‫ وكتمهيد للدردشة ينصح تسيتلاو أخصائي علم النفس بأن يتحدث المرء عن نفسه والأشياء التي يحبها ويفضلها، ويقول :”من الجيد دائماً أن يتم التمهيد للحديث وإفشاء بعض المعلومات الشخصية”، ومن الجمل المحتملة “يعجبني اللون الجديد لحوائط المكاتب”. ولكن ينبغي ألا يتعمق المرء في تفاصيل حياته الشخصية، كما أن الأمور السلبية يكون لها تأثير سيء، ومنها مثلاً الشجار مع الزوجة أو مرض الأطفال أو الشكاوى الشخصية التافهة. فمن يبدأ الحديث بمثل هذه الأشياء، فسرعان ما يحصد صمت الطرف الآخر، مما يسبب له إحراجاً.
‫ كما تُعد السياسة والدين والمسائل المادية من الموضوعات المحظورة. ويفسر خبير الإتيكيت هانز مايكل كلاين السبب في ذلك بقوله :”مرحلة الدردشة تخلو من المضمون”؛ حيث ينبغي أن يتناول «الحديث الصغير» موضوعات غير محرجة. ولاحظ كلاين :”أن هذا يمثل صعوبة بالنسبة للبعض، حيث إنهم يجدون ذلك أمراً تافهاً وأحمقاً للغاية”. وإذا ما استشعر الطرف الأخر ذلك، فإنه ينسحب أو يتسم رد فعله بشكل يفتقر للثقة والأمان، ويُعد هذا الأمر سيئاً، لاسيما عند التحدث مع العملاء أو المدير.
‫ وينبغي أيضاً على من يرغب في مناقشة موضوعات هامة مع المدير أن يلطف الجو من خلال دردشة بسيطة في بادىء الأمر. ويحذر مدرب البلاغة الألماني تسيتلاو :”لا يجوز أبداً الدخول في الموضوع مباشرة دون تمهيد”. فالتحدث مع المدير في بادىء الأمر عن المِقصف الجديد أو الطقس الصيفي كتمهيد أفضل من سؤاله عن زيادة الراتب مباشرة.




المقالات ذات صله