رحلة الإيشارب من الرأس الى الحقيبة
أثارت النجمة وأميرة موناكو الراحلة، غريس كيلي، الكثير من الاهتمام عندما استعملت إيشاربا من دار هيرميس كرباط لدعم ذراعها المكسورة.
كان ذلك في عام 1956، أما هذا العام فإن العارفين بخبايا الأمور يهمسون ان بطلة فيلم "الشيطان يلبس برادا" The Devil Wears Prada (ميريل ستريب) الذي استوحيت الكثير من معالمه من شخصية عرابة صناعة الموضة ومحررة مجلة "فوغ" النسخة الأميركية.
أنا وينتور، لا تغادر بيتها من دونه مربوطا حول حقيبة يدها، مما يؤكد ان رحلة هذا الاكسسوار جد ممتعة منذ الخمسينات إلى وقتنا.
وهذا ما أكدته أيضا عروض أزياء الربيع والصيف الأخيرة، التي أكدت أنه فعلا تجاوز وظيفته الأولية ولم يعد مجرد وسيلة لربط الشعر وحمايته من أشعة الشمس الحارقة، بل قطعة زينة بحتة، والدليل أنك بمجرد ان تربطينه على شكل حزام او تلفينه حول عنقك مع قميص عادي أو حول معصمك سيتحول مظهرك من عادي إلى انيق في لحظات.
مصمم دار جيفنشي ريكاردو تسيكي فسر الحضور القوي لهذا الاكسسوار في عروض باريس بقوله: "كلما تطرق الحديث إلى اناقة المرأة الأوروبية، وأسلوبها المتميز، أو إلى الاناقة الرومانسية عموما، يتبادر الإيشارب إلى الذهن، خصوصا ان الموضة هذه الأيام تحن إلى الماضي، وإلى أناقة الخمسينات بكل ديناميكيتها وجمالياتها".
وتابع: "الجميل فيه انه لا يقتصر على تزيين أو حماية الرأس، بل يمكن ان يزين معصم اليد، أو العنق كما يمكن ان يربط حول حقيبة يد ليزيدها تميزا، مثله مثل المجوهرات تماما".
المصمم كريستيان لاكروا بدوره أسهب في طرحه في تشكيلته الباريسية، بحيث كان اهم قطعة اكسسوار استعملها سواء في تشكيلته الخاصة أو تلك التي قدمها للمرة الأخيرة لدار بوتشي.
والحقيقة ان تشكيلة الوداع التي قدمها لدار بوتشي، كانت أكثر رسوخا في الذاكرة، ليس لأنها الأخيرة فقط بل لأنه عاد فيها إلى إرث الدار من خلال الإيشارب الغني بالنقوشات الهندسية والرومانسية بالوانها الزاخرة ورسوماتها التي ميزت الدار عبر تاريخها