عصير البرتقال يسجل أعلى نسبة بالأسعار منذ 5 سنوات.
في ظل تداعيات مرض فايروس كوفيد-19 كورونا حول العالم وتأثيره على النظام الاقتصادي العالمي الذي تسبب بخسارة أكثر من 3 ترليون دولار في أسواق الأسهم والبورصات العالمية، فمنذ ظهوره في 20 يناير الماضي وحتى نهاية مارس وبحسب BBC فقد انخفض مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 23 في المئة ومؤشر فوتسي في لندن إلى 25 في المئة ويعد هذان الانخفاضان أكبر الانخفاضات الفصلية منذ عام 1987.
ووفقاً لصحيفة نيويورك تايمز الأميركية قد تسببت أزمة انتشار فيروس كورونا المستجد في شلل الاقتصاد العالمي، وأصبح في حالة من الركود المدمر، إلا أن المخاوف تزداد من استمرار هذا الانكماش لفترة طويلة حتى بعد انتهاء كورونا، وقال كينيث روغوف الباحث الاقتصادي في جامعة هارفارد الأميركية والمؤلف المشارك لتاريخ الأزمات المالية: “هذه المرة مختلفة، أشعر أن الأزمة المالية لعام 2008 كانت مجرد تجربة لما يحصل الآن”.
عصير البرتقال يسجل أعلى نسبة بالأسعار منذ 5 سنوات
لم تغب أسعار عقود عصير البرتقال ودورها في ملعب “كورونا” حيث سجلت في نهاية شهر مارس الماضي صعود بنسبة 30 في المئة لتصل في بورصة نيويورك إلى 121.65 دولار للعقد الواحد منذ عام 2015 ويمثل قياس حجم العقد الواحد بـ15000 رطل وتسمى بالعقود الآجلة وتعني الأسعار التي سيباع بها المنتج في الاشهر المقبلة.
حرب الأسعار وتفاقم الأزمة.. النفط خارج اللعبة
لم يستطيع النفط الهروب من مواجهة مرض كورونا الذي تسببت بانخفاض الطلب عليه وهبوط أسعاره في البورصات العالمية مع تصريحات السعودية بزيادة الانتاج والتصدير وعناد روسيا وتضرر أمريكي إذ شهد سعر نفط برنت العالمي انخفاض بنسبة 60 في المئة ليصل إلى 22.58 دولار في أواخر شهر مارس الماضي وهو أدنى مستوى منذ عام 2002 كما انخفض سعر خام تكساس الأمريكي إلى دون 20 دولار ليقترب إلى أدنى سعر منذ 18 عام حسب ما نشرت BBC البريطانية.
وبعد هذه الانخفاضات والمواجهة بين السعودية وروسيا في حرب الأسعار التي شنتها بعد فشلها في الوصول إلى اتفاق في تخفيض الإنتاج الذي تسبب بأضرار كبيرة على البلدان الريعية التي تعتمد ميزانياتها الحكومية على تصدير النفط بنحو 90 في المئة كما هو الحال في العراق.
زيادة الطلب على البرتقال وقلته على النفط
لعب الطلب في ملعب كورونا دوراً مهماً في تغيير الأسعار لتنقلب النتيجة لصالح البرتقال ضد النفط بعد الإقبال الواسع من قبل المستهلكين للبرتقال جاء هذه الارتفاع بتغيير أنماط الاستهلاك التي سببها هجوم فايروس كورونا اذ أصبح الجميع يبحث عن المنتوجات التي تحتوي على فيتامين C لتقوية الجانب الدفاعي للجهاز المناعي للإنسان، حيث يساهم كوب واحد من عصير البرتقال في قتل فايروس كورونا في بعض الحالات لاحتوائه على 124 ميليغرام من فيتامين C.
لم يغب العرض من تأثير كورونا حيث قال كبير إستراتيجيي السوق العالمية لدى “وسيط AxiCorp” ستيفن إينيس: “إن تفشي مرض Covid 19 يضرب كل من العرض والطلب لعصير البرتقال حيث تشكل خصائص تعزيز المناعة هي عامل الجذب في جانب الطلب، في حين لا توجد مساحات ناقلة كافية مع شركات الطيران التي لا تطير لجلب المنتج إلى الأسواق.
وفي الوقت الذي نشاهد زيادة الطلب على البرتقال وارتفاع أسعاره يواجه هذا الارتفاع الانخفاض الحاد للطلب على النفط بعد توقف حركة السيارات في أغلب دول العالم التي فرضت الحجر الصحي وعدم الحركة والاختلاط والنقل من مدينة إلى أخرى وتوقف الطائرات والبواخر في نقل السلع والخدمات نتيجةً لأغلاق المصانع الكبيرة والصغيرة بنسبة 80 في المئة في الدول الصناعية الكبرى نتج عن الانخفاض الكبير على طلب الوقود كذلك غلق المصانع الكبرى للسيارات وغيرها في الولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية الصين الشعبية اللذين يشكلان من أكبر البلدان المستوردة للنفط في العالم.