انواع الزواج الاضطرارى وفوائده
هل تعلم انواع الزواج الاضطرارى وفوائده
في مجتمعنا الشرقي تقف العادات والتقاليد والأفكار الرجعية حاجزاً في طريق الكثير، فالرجال قادرون على الزواج في أي وقت، فهم أقل عرضة للنقد واللوم، ولكن النساء؟! فهل يسهل عليهن اتخاذ هذا القرار؟ وما مدى قبول المجتمع للزيجات الاضطرارية التي تحاول بها أن تحمي المرأة نفسها من براثن الوحدة والفتن.
الباحثات عن المال
نرى الآن معظم الفتيات تبحث في الشريك عن المال، وبالطبع لا يوافقها الشاب الذي يبدأ حياته، فهي تريد أن تصل إلى رفاهية الحياة بأسرع وقت ممكن، ومن هنا تقبل الزواج من الكبير في السن سواء مطلق أو أرمل من اجل تحقيق أحلامها المادية، التي لا يستطيع أي شاب أن يحققها لها، ومن هنا انتشر زواج المصريات من أثرياء الخليج، أو الزواج السري من رجال أعمال وأثرياء، وهذا من نقرأه في الصحف والمجلات، ونشاهده أيضاً في اروقة المحاكم في حال فشل هذه الزيجات.
الزواج من أجل الانجاب
تروي زوجة قصتها مع الزواج التقليدي فقط من أجل الانجاب حيث تقول تزوجت بطريقة تقليدية من رجل أكبر من في العمر بكثير، ولكنه يشغل مركزاً مرموقاً، وكنت أعاني من تأخر سن الزواج، فوافقت على الزواج من زوجي من أجل أن ينعم علي ربي بنعمة الانجاب، لكن ومنذ بداية زواجي أعاني اختلاف طباعنا وحدة مزاجه وعدم توافقنا الاجتماعي، لكنني وخوفاً من الفشل والطلاق كنت أقول لنفسي لعل الأيام كفيلة بإصلاح بعض الأمور خصوصاً مع وجود أطفال.
رزقنا الله بثلاثة أولاد أصبحوا كل حياتي وشعرت بأن الله عوضني بهم خيراً عن متاعب كثيرة واجهتها في بداية زواجي، وتغاضيت عن إهانات زوجي لي وفرط عصبيته على كل صغيرة وكبيرة، وعدم تواجده في المنزل كثيراً أو مشاركته لي في تربية الأولاد، وتفرغت لهم ولمراجعة دروسهم ووجدت في ذلك سلوى عن أشياء أفتقدها في علاقتي الخاصة بزوجي.
الآن وبعد أن كبر الأولاد، لم يهدأ زوجي أو يتراجع عن معاملته السيئة لي، بالعكس ازداد سوءا وأخذ يسبني بألفاظ لا أحتملها أمام أولادي، فاضطررت دفاعاً عن نفسي أن أسبه وأرد له الصاع صاعين، وذات مرة تشاجرنا بسبب أنه لا يريد أن يدفع اشتراك ابنه الأكبر في النادي الذي يتعلم فيه الكاراتيه وهي لعبة يحبها وتحميه من أن يهدر وقته في أي سلوك سلبي أو التعرف على أصدقاء السوء. حاولت إقناعه باللين لكنه كالعادة لا يسمع وبدأ في السب لي وللأولاد، وحين رددت عليه ضربني ضربا مبرحا.
يستغل زوجي عدم معرفة أهلي بمعظم هذه الخلافات أو الجحيم الذي أعيش فيه. يطردني من المنزل فأضطر للعودة تحت إلحاح الأولاد عليه، وحين أعود يقول لي: "أنت زوجة حقيرة وليس لديك كرامة"، لأنه يعلم أنني لا أستطيع أن أذهب عند أسرتي، لأنهم إذا عرفوا كل هذه الأمور سيتطور الأمر إلى الطلاق. أخاف على أولادي ولا أحب أن أتركهم أو يربيهم غيري وهذه هي نقطة ضعفي. الآن أشعر بالاشمئزاز من زوجي ومن نفسي لأننا نعيش كزوجين غير محترمين وأشعر بالإهانة، والحزن من أجل نفسي وأولادي، لم أتمن أن تكون حياتي الزوجية هكذا، وهذا درس لكل امرأة تلقي بنفسها في جحيم لم تحسب له حساباً.
الأرملة والاضطرار إلى الزواج للكفالة
في بعض الأحيان تضطر الأرملة التي توفى عنها زوجها إلى الموافقة على الزواج من رجل في أواخر عمره من أجل الحصول على المال المناسب لتربية أطفالها، واستكمال رسالتها تجاههم، الأمر الذي يرهق نفسية الأبناء في كثير من الأحيان، وربما يرهق نفسية الزوجة نفسها، فهي لا تتزوج رغبة منها في الزواج في حد ذاته، ولكنها تتزوج بغرض الانفاق عليها وعلى أطفالها، وهو أمر معقد يجعل الحياة الزوجية تعيسة في أحيان كثيرة، بسبب أن المرأة ليس لديها القدرة على اعطاء مشاعر كاملة للزوج الجديد، ومن هنا تأتي المشاكل.
العنوسة
تنتشر العنوسة في مصر بدرجة كبيرة وحسب الإحصاءات الرسمية يوجد في مصر 13 ملايين شاب وفتاة تجاوزت أعمارهم 35 عاماً لم يتزوجوا، منهم 2.5 مليون شاب، و 10.5 مليون فتاة فوق سن الـ35 ومعدل العنوسة في مصر يمثل 17% من الفتيات اللاتي في عمر الزواج، ولكن هذه النسبة في تزايد مستمر وتختلف من محافظة لأخرى، ومن هنا تضطر فتيات عانوا من شبح العنوسة الزواج من أول رجل يطرق الباب، الأمر الذي يجعل الرجل يستغل ظروف الفتاة وانتهاك جزء من حقها المادي، وربما المعنوي، فهناك رجال يتخذون من أزمة العنوسة وسيلة للتعدد، ولزواج السر، وغيره من الزيجات الاضطرارية التي يمكن أن توافق عليها المرأة هرباً من شبح العنوسة، الأمر الذي انهك البنية الاجتماعية للمصريين، واضعف العلاقات الاسرية، وفرض علينا واقع الطلاق، الذي يتكرر يومياً على مسامعنا وأبصارنا.
التسرع في الاختيار اهانة
من جهتها، تقول الدكتورة والمستشارة النفسية رضوى فرغلي "التسرع في الاختيار يجلب على الحياة الزوجية الكثير من المشاكل التي يصعب حلها، وهو يمثل إهانة لأي امرأة تتزوج للاضطرار، والتأني في اختيار الشريك أمر هام جداً، وجانب لا يمكن تجاهله عندما نختار أزواجنا، فالمادة ليست هي الوسيلة التي يمكن أن ينعم بها الفرد بحياة هادئة، كما أن انجاب الأطفال سبب غير كافي من أجل اتخاذ قرار الزواج" مضيفة "ما يضمن لأي علاقة أن تستمر، وخصوصاً العلاقة الزوجية، هو الاحترام وتقدير كل طرف للآخر بغض النظر عن وجود الحب، ثم إن التوافق العمري أمر يغفل عنه النساء، فماذا تتوقعين عند معاشرة رجل يفوق عمرك بعدة سنوات"، موضحة أنه " في حالة وُجود الأطفال أصبح الاحترام واجباً وحتمياً لأنه عامل أساسي في تربيتهم، فكما يقول سيدني هاريس: "أفضل ما تمنحه لأولادك العادات الصالحة والذكريات الجميلة"، وهذا لا يمكن تحقيقه إلا في ظل وجود تكافؤ معنوي ومادي بين طرفي العلاقة الزوجية".