كيفية المحافظه على الحياه الاجتماعيه
العلاقات الاجتماعية هي الحياة فكيف نحافظ عليها؟
يجب أن تعلم أن تختلي بنفسك ولو لقليل كل يوم، وبعدها ستكتشف أن ما يحدث بينك وبين الغير من مشاحنات سيذوب بشكل طبيعي
تحتاج علاقاتنا مع الآخرين كثيرا من الجهد والعمل لأهميتها الكبرى في حياة كلا منا، بالرغم من كونها جوانب تعطي للحياة مزيجا من البهجة، والروعة والأهمية، لكن من الصعب جدا الحفاظ عليها، وتتمثل جوانب الصعوبة هنا في أن العلاقة بين الناس لفترة طويلة لا تخلو من بعض الاختلافات والمجادلات.
ولما لهذه العلاقات من أهمية كبيرة يقول رسولنا الكريم أن "الدين هو المعاملة" أي أن الطريقة التي نتعامل ونتعايش بها مع غيرنا من الناس هي التي تحدد مستوى ديننا وإيماننا بالله، ولحسن الحظ هنا بعض النصائح التي يمكن لكل منا الالتزام بها وممارستها لتحسين ورفع مستوى وجودة العلاقة مع الآخرين، فعندما تلتزم بها وتصبح كعادات ثابتة في حياتك الاجتماعية اليومية ستجد أن علاقاتك في تحسن مستمر:
1- حافظ على قضاء وقت وفير مع نفسك:
الخطأ الأول الذي يقع به معظم الناس والذي يدمر علاقاتهم هو عدم قضاء وقت مع أنفسهم، ووضع هذا المبدأ كبند أولي ضمن قائمة اهتماماتهم، لذلك يجب أن تكون علاقتك مع نفسك في أحسن حالاتها إذا كنت ترغب في إنجاح علاقاتك بالآخرين.
وأنت بحاجة لهذا الوقت لتكوني زوجة جيدة أو تكون زوجا جيدا أو والدا أو والدة أو حتى طفل جيد، كما يجب أن تعلم أن تختلي بنفسك ولو لقليل كل يوم، وبعدها ستكتشف أن ما يحدث بينك وبين الغير من مشاحنات سيذوب بشكل طبيعي.
2- فكر في كلامك قبل أن تقوله:
تعتبر المشكلات التي نواجهها في علاقاتنا مشكلات صغيرة وتتمثل في:
- الشعور بالضيق من بعض الأشخاص.
- مقاطعتهم.
ويرجع هذا إلى تفوهنا بأشياء لا نعنيها حيث تكون تلك الكلمات نابعة من انفعالات عاطفية بدلا من التعبير بطريقة منطقية توصل ما نعني بصورة حقيقية بعد التفكير بها، فإذا توقفت كل يوم وتدربت على التفكير في كل شيء قبل التفوه به ستتحسن طرق التعامل لديك وتتحسن علاقاتك.
3- يجب أن تلوم نفسك قبل أن توجه اللوم للآخرين:
أنت بالطبع لا تحب أن تلوم نفسك على أي شيء، ومع ذلك يجب أن تبذل جهدا واعيا لتتوقف عن التركيز على الأخطاء التي يرتكبها الناس في حقك، وبدلا من محاولاتك لتغيير الناس من حولك عليك التفكير في الأشياء التي يمكن أن تسعد نفسك بها.
فعلى سبيل المثال، إذا كان زوجك يأتي إلى البيت دائما ويشغل التلفاز بصوت عال وأنت تقرأين كتابا ما، يمكن أن تلوميه وتطلبي منه التوقف عن ذلك..أو يمكن الانتقال إلى غرفة أخرى.
كل ما عليك ألا تدعي الغضب يسيطر عليك، فقط انتقلي من غرفة لأخرى حتى تحلي المشكلة، ومن هنا علينا التساهل وحل المشكلات الصغيرة التافهة وذلك لنوفر الوقت لما هو أكثر أهمية ويحتاج حقا للمناقشة، فعليك بالتوقف عن لعبة إلقاء اللوم وحاول حل مشكلاتك بنفسك.
4- اجعل لسانك ينطق دائما بماهو جميل:
بالطبع نرغب جميعا في سماع الكلمات الجميلة من الآخرين، ومع ذلك لسنا مضطرين للمبالغة بالتعليقات الجميلة التي يمكن أن تصل إلى حد النفاق، كل ما علينا هو التعامل والتحدث مع الغير بطريقة تتسم بالذوق والاحترام والابتسام في وجوههم، ولقد قال رسولنا الكريم: "تبسمك في وجه أخيك صدقة"، فهل رأيت قيمة البسمة التي لا تكلفنا الكثير إنما هي سلوك يعود علينا وعلى الآخرين بالخير؟
5- استمع جيدا لما يقال ولا تتسرع في الحكم عليه:
عليك الالتزام بما يلي حتى تقي نفسك من سوء التفاهم:
- لا تتسرع في وضع تفسيرات لما تسمع من الغير دون أن تتأكد.
- لا تتسرع في وضع تفسيرات لما تسمع من الغير دون أن تتأكد.
- لا تحاول قراءة ما بين السطور.
- لا تحاول أن تفسر المعني الحقيقي وراء ما يقوله الشخص لك.
- عليك الاستماع فقط وتقييم ما تسمع.
- عليك أن تطرح عليه الأسئلة التي تجول بخاطرك حتى تفهم ما يقصد.
- يجب أن تأخذ الأمور على علتها وحاول بث الطمأنينة في علاقتك بالآخرين.
- اذهب للتمشية فهي حل مفيد:
يصبح الناس في صحة جيدة وسعادة عندما يمارسون الرياضة على أساس يومي منتظم، وعند سماعك هذا ربما لا تجد فيه كثيرا من المتعة، كما تعتقد عدم وجود وقت لعمل ذلك، على أي حال حاول أن تمارس المشي فسوف تشعر بتحسن أكيد. فكلما شعرت بتحسن كلما تحسنت علاقتك بالآخرين وكلما تحسنت علاقة الآخرين بك، وحاول أن تمارس المشي مع الناس حتى تقوي علاقتك بهم.
7- التسامح:
لا تكن قاسي القلب وتقف لكل شخص على هفوة، فأنت تتعامل مع بشر والبشر بطبعه خطاء لذلك عليك أن تكون شخصا متسامحا، ولا تستمر في العزف على الوتر الحساس فقط واترك الأمر يمر بسلام لكن لا تسمح لأحد بتعدي الحدود الأساسية، فنحن نسامح نعم، لكن لا نسمح لأحد أن يجرح كرامتنا وكبريائنا لأنهم أغلى ما نملك في هذه الدنيا، ولأن الله خلقنا أحرارا والكرامة هي من أهم صفات الحرية.
تعود على نسيان وغفران الأشياء التي لا تمثل قيمة هامة ولا تؤذِ مشاعرك لتكون أكثر سعادة في تعاملاتك.
8- هون على نفسك ولا تقسُ عليها:
يقوم العديد من الناس بمعاقبة أنفسهم على ما يواجهون من فشل خلال حياتهم وعلاقاتهم، حيث يرون أنفسهم دائما هم المخطئون في مقاطعتهم أو غضبهم من غيرهم، ويكمن داخلهم شعور قوي بالذنب، لذا دع الأمور تسير ودائما ابدأ يوما جديدا وانس ما مضي.
وكن صديقا جيدا ولا تعاقب نفسك على أخطاء قد لا يكون لك ذنب بها، فالحياة لا تستحق كل هذا العناء فهي ليست دائمة.
9- قم بشيء مرح كل يوم مع شخص مختلف:
خصص وقتا يوميا للاستمتاع بالأشياء البسيطة في الحياة مع أصدقائك، لأن الحياة تصبح أكثر قسوة ومللا إذا حاولت دائما التفكيير في المشكلات وتقييمها، مثل التحدث عن المال، والقلق بشأن تربية الأطفال، وتحديد الخطوة التالية التي يجب عليك اتخاذها.
هون عليك وحاول أن تقضي ولو حتى عشر دقائق يوميا في عمل شيء مرح يبعد كل البعد عن الهموم مع شخص تحب أن يكون بجانبك في الحياة، وهناك الكثير والكثير من الأشياء الممتعة التي تنتقي لنفسك منها ما تبغي، فافعل ذلك وستلاحظ فرقا كبيرا في مستوى السعادة الذي ستصل إليه علاقاتك.
10- كلمة شكر دواء سحري:
أهم من يجب عليك أن تشكره هو الله فهو العاطي الذي لا يمكن أن نعد ولا نحصي نعمه، وبعده يأتي البشر، قم في نهاية أو بداية كل يوم بعمل قائمة واكتب بها كل الأشياء الجيدة التي فعلها لك الغير وتستحق أن تقدم لهم الشكر عليها، وبعد هذه الخطوة ستتحول نظرتك إلى الآخرين إلى الشكل الإيجابي وستزدهر علاقتك بهم أمام عينيك.
11- التواصل المستمر:
التواصل عنصر محوري في كل العلاقات الإنسانية وبدونه سرعان ما تنهار، حيث يؤدي نسيان فن التواصل بين العلاقات إلى وصولها لنوع من العذاب، ويمكن أن تقوي روابط العلاقة بين شركائك بواسطة التعبير عن نفسك معهم لكن لا تحاول إرهاقهم بمشكلاتك أو ما يجول بداخلك من موضوعات، فقط ناقشها معهم بطريقة هادئة حين تجد لديهم الاستعداد لذلك.
عندما تجد من تتحدث إليهم يختلفون معك في الرأي لا تأخذ الموضوع على محمل الهجوم الشخصي، ولكن بدلا من ذلك كن مستمعا جيدا وتفهم وجهة النظر المقابلة بعقل مفتوح.
12- التجاذب:
جميعنا يعلم أهمية التجاذب الجسدي الذي يلعب دورا هاما في العلاقات الإنسانية، وتذكر أن أول شيء يجذب إليك أحدا يكون مظهرك الخارجي لذلك من الهام أن تبذل أفضل ماعندك لدعم جاذبيتك البدنية.
ويتركز هذا الجانب أكثر بين الأزواج، فعند بداية العلاقة بينهما يكون كل شيء مناسبا من الجانب المظهري، ويحدث بعده تغير في المظهر وإهمال يؤدي إلى تحول بصر الجانبين عن بعضهما البعض.
13- غير من نفسك إذا تطلب الأمر:
إذا كنت تعاني من مشكلة ما تسبب بعد الآخرين عنك وفشل علاقاتك بهم حاول أن تغيرها إذا أمكن، ولا نقصد هنا تغيير جانب إيجابي في شخصيتك من أجل أحد، لكن التغيير هنا يكون في الصفات السلبية وتشمل:
- العناد.
- التسرع.
- عدم الصبر.
- اللامبالاة.
- عدم احترام رأي الغير.
- الصوت المرتفع عند المناقشة وغيرها من الصفات السلبية التي تنفر منك الآخرين.
14- واقعية التوقعات:
الحياة ليست بها عصا سحرية تحقق ما نتمنى في لمح البصر، فيجب أن نتحلى بالواقعية في علاقاتنا، فمهما كانت العلاقة مثالية لابد أن يحدث بها بعض المشكلات وهذا شيء طبيعي.
عندما يقابل الأشخاص أول مشكلة يظنون أن تلك العلاقة غير سليمة ويجب أن تنتهي، أنت بحاجة إلى التمتع بنظرة واقعية تؤهلك لما سيحل على مدار العلاقة وأنك أنت وشريكك من لديهم القدرة علي استمرارها.
كما ينبغي أن تدرك أن الحياة مزيج بين الأيام الحلوة والأيام المرة، وعلينا أن نتعايش معها ونأخذ حلوها ونحاول أن نتغلب على مرها.
15- المساندة والتآزر:
يمكن أن تنهار علاقة ما إذا اعتقد أحد طرفيها أنه يحمل أعباء تزيد عن قدرته، ومن المهم أن يتبادل الأطراف تحمل الأعباء معا والتواجد الدائم لتأييد بعضهم البعض خلال ما يواجهون من عقبات على مدار الحياة وخبراتها.
فعندما تعطي الكثير ستحصل في المقابل على الكثير أيضا، فكون أطراف العلاقة متعاونين ومصدر قوة وأساس ثابت لبعضهم يقود إلى رابطة قوية تحافظ على دوام العلاقة.
16- إضافة لمسة من روح التجديد:
العلاقات تشبه المنتجات التي لابد لها من لمسة تجديد حتى لايشعر الشخص بالملل، ويكون هذا ببعض المفاجآت والنزهات وقضاء بعض الوقت معا، وهذا يضيف لهذه العلاقة بعض الخبرات والذكريات الجديدة، كما يساعد الأشخاص على اكتشاف أوجه جديدة في شخصية أطرافها لم يلاحظوها من قبل.
17- احصل على النصيحة إذا كنت بحاجة إليها:
أحيانا يكون من الضروري السعي للنصيحة الخارجية من الأصدقاء، أفراد الأسرة، وحتى لمتخصص في العلاقات الإنسانية، ويكون من الصعب في بعض الأوقات أن تعبر عما بداخلك من مشاعر لشريكك، لذلك عند استشارة الآخرين ستحصل على نصائح، ولكن من زوايا مختلفة ويعطيك فرصة لحل مشكلاتك بحلول لم تخطر على بالك.