ضرورة مشاركة الاطفال فى اعمال المنزل
ع انتهاء المدرسة وجلوس الأطفال في المنزل، هذا يعني عدم انتهاء مهامي المنزلية اليومية، وعدم وجود وقت كافٍ أقضيه مع أطفالي لذلك يوجد ضرورة لمشاركة الطفل بالأعمال المنزلية فهي تجعلني أنتهي من مهامي، وأيضًا أمضي وقتًا مع صغاري فوجدتها وسيلة رائعة لتكوين صداقة بيننا (إن حاولت استغلاله بطريقة جيدة) بحيث تتخلّل الأعمال الابتسامة المتبادلة مع الأطفال، مع سرد بعض الدعابة أو الغناء سوية أو سماع الأغاني التي نحبّها، فيكون هذا الوقت ممتعًا لهم .ومن خلال مشاركتهم في الأعمال المنزلية أتمكّن من السيطرة على الشقاوة وفرط الحركة لديهم، وأستطيع تكوين وتنمية شخصيّتهم من خلال إدخال اللعب خلال فترة العمل.أول عمل كان عليّ القيام به هو التحلّي بالصبر، فالوقت اللازم لإنهاء أي عمل سيزيد، وربما لن ينتهي العمل كما أريد .وكنت حريصة على إظهار إعجابي بما فعله الطفل (حتى وإن كان ليس كما يجب)، لكني أشرح له كيف يجب أن يقوم بالعمل بالشكل الصحيح.كنت أكلّفهم بمهام ليقوموا بها وحدهم مثل ترتيب الألعاب أو الكتب، تعليق الملابس وترتيبها، إزالة الغبار، تحضير المائدة، ترتيب السرير، مسح الطاولة بعد تناول الطعام، وضع ملابسهم المتسخة في سلة الغسيل، وأحدّد مدة زمنية لانتهاء العمل فأعلّمهم بذلك أهمية تنظيم الوقت في حياتنا.استفدت من فكرة أن الطفل في سن صغيرة يحبّ تقليد ما يفعله والداه، فكانت فرصة لتعليمهم الطاعة وأنهم مهميّن في العائلة مما يعزّز لديهم شعورهم بالانتماء للمنزل فهذه هي ضرورة مشاركة الطفل بالأعمال المنزلية.ولتشجيعهم على المشاركة بالأعمال اليومية كنت أمدح ما يقومون به دومًا، وأعدهم بشراء ما يحبّون من الطعام أو الألعاب، أو اصطحابهم في نزهة لمكان يحبونه، وبحالات استثنائية كنت أعمل على زيادة في المصروف (عندما يقومون بعمل يفوق قدرتهم).ومن الأعمال التي كانوا يحبّون القيام بها هي المشاركة في إعداد مكان للجلوس وحضور التلفاز في المساء (هذا الوقت الذي نجتمع فيه كعائلة كل يوم تقريباً) وتنظيم توزيع العصير والفوشار والمكسرات، وأنا متأكّدة أن هذه اللحظات ستبقى في ذاكرتهم.من المؤسف أن معظم الآباء والأمهات اعتادوا فعل كل شيْ لأطفالهم، فيعتبرون أنفسهم مسؤولين عن تأمين كل ما يريده الطفل، ويحاولون توفير الراحة لأطفالهم إلى حد إعفائهم من مهامهم، مما ينتج عنه طفلًا اتكاليًا، لا يتحمّل مسؤولية، ويظنّون أنهم يبنون أبناءهم، لكنهم بهذه الحالة يدمّرونهم دون أن يعلموا، فالمسؤوليات الصغيرة التي يؤديّها الطفل في صغره تهيؤه للمستقبل ليكون أباً أو أماً متعاوناً.