متى تسمحين لطفلك باللعب دون رقابة؟

تُعدّ فترة اللعب عند الطفل من أسعد أوقاته، فهي بجانب متعتها الخاصة تعزّز أيضاً من مواهبه وقدرته على الإبداع والابتكار، وتُنمي مهاراته وسلوكياته كذلك.

ويحتاج الطفل والدته دائماً بجانبه في هذه الفترات، لتراقبه عن كثب؛ إذ ربما يضرّ نفسه بالألعاب، أو يجرب شيئاً خطراً يتسبب في إيذائه، لذلك قد يمنعك من إتمام مهامك اليومية.

وكشف تقرير صادر عن الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال عام 2018. دور اللعب في تعزيز نمو دماغ الطفل وتطور سماته البدنية والاجتماعية، كما أنه يحميه من الإجهاد ويساعده على تطوير المهارات الاستكشافية.



أهمية اللعب لطفلك:


وتؤكّد خبيرة الطفولة المبكرة والأمومة، سيسيليا ماتسون، على السماح للطفل باللعب بمفرده لفترات قصيرة، في حال شعرت الأم باستعداد طفلها للاعتماد على نفسه، وتأكّدت من خلو المكان من الأشياء الضارة والخطرة، كالألعاب الصغيرة التي يُمكن أن يبتلعها.



وتقول الدكتورة مها عماد الدين- استشاري الطب النفسي للأطفال والمراهقين: «اسمحي لطفلك باللعب بمفرده في مرحلة مبكرة من حياته، واستكشاف الألعاب الآمنة بأشكالها المختلفة، وبمرور الوقت قدّمي له الألعاب التي تعتمد على حل الألغاز والمكعبات وغيرها، لكن الأطفال الذين يعانون من فرط النشاط والحركة المستمرة، يحتاجون للإشراف المستمر، وذلك بسبب شغفهم المستمر لاكتشاف كل شيء حولهم».

وهو ما تؤكده بعض الدراسات بأن فوائد السماح لأطفالك بالمخاطرة، قد يفوق خطر الإصابة؛ لأنها تعزز لدى الطفل مهارات التواصل الاجتماعية وصنع واتخاذ القرار.



وأضافت: «لا توجد قواعد محدّدة للوقت الذي يقضيه الطفل للعب بمفرده، فالأمر يختلف من طفل لآخر بحسب طبيعته، فالطفل الذي يتحرك باستمرار ويسعى للاكتشاف المستمر، يحتاج للإشراف الزائد؛ لذا أنصح بالتركيز على قدرة الطفل بدلاً من التركيز على السن».

فليس هناك سن معين للسماح لطفلك باللعب دون رقابة، وعلينا إدراك المتغيرات في حياة الطفل وتفاعله مع البيئة المحيطة به، فشجّعي طفلك بلطف على تجربة كل ما هو جديد، طالما توفرت عناصر الأمان والسلامة.



وقد أوضح مؤلف كتاب «Free to Learn» والمؤسس المشارك لـLet row الدكتور بيتر جراي، في سن الرابعة يستطيع الطفل اللعب في حديقة المنزل بمفرده دون رقابة، وقتها يميل الطفل للاستغناء عن الألعاب الملموسة والتحكم في النفس، وبالتالي يمكنك ترك طفلك يلعب في غرفته بعيداً عنك.



وأوضح أنه يجب منح طفلك فرصاً للتعبير عن نفسه، مشيراً إلى أن الاستقلال والاعتماد على النفس هو الطريقة المثلى للتربية السليمة؛ لمساعدته على بناء ثقته في نفسه، ومنحه بعض المساحة الخاصة ليكون شخصاً طبيعياً؛ لأنه كلما زاد تقديرك لاستقلاليته وحريته، تطوّرت شخصيته بشكل أفضل، واعتمد على نفسه أكثر.




المقالات ذات صله