طفلك الأصغر يتمتع بصحة أفضل من إخوته الكبار
كشفت دراسة أميركية أجرتها مجموعة من باحثي جامعة «كولومبيا» في ولاية نيويورك الأميركية أن الطفل الأصغر والذي يعرف بآخر العنقود، يحظى بالنصيب الأكبر من كل شيء، سواء كان ذلك من حنان الأبوين أو حتى الحالة الصحية.
أقل عرضة للإصابة بمرض السكري
تشير الدراسة إلى أن الابن البكري يكون أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري، إذ يكون أقل استجابة للأنسولين وهو الهرمون الذي يساعد خلايا العضلات على حرق السكر في الدم، ما يجعله أكثر عرضة للسكري من النوع الثاني، ويمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية والعمى وبتر الأطراف في وقت لاحق من العمر إذا ترك من دون علاج.
ووفقاً للباحثين، وعلى عكس الابن الأكبر، يكون الابن الأصغر أقل عرضة للإصابة بداء السكري، إذ إنه لا يتعرض لنفس الحرمان من المغذيات الذي يحدث في الحمل الأول بسبب ضيق الأوعية الدموية.
أقل عرضة لارتفاع ضغط الدم
عادة ما يرتبط ارتفاع الضغط بالابن الأكبر، وهو أمر طبيعي نظراً لكونه من يتحمل المسؤولية في الأسرة، وعلى عكسه، غالباً ما يتم تدليل الطفل الأصغر وإعفاؤه من معظم المسؤوليات، ما يساهم في استقرار ضغط دمه ويحميه من مشاكل صحية تصاحب اضطراب ضغط الدم.
أقل عرضة للإصابة بالسرطان
كشفت الدراسات أن الطفل الرابع أو الخامس يكون أقل عرضة للإصابة بسرطان الخصيتين بنسبة 70 في المائة مقارنة بالطفل الأكبر، وذلك يرجع لتعرض الطفل الأصغر لنسبة أقل من هرمونات الأستروجين والتي تؤدي لتطور أورام سرطانية في الخصيتين.
أقل عرضة للحساسية
في معظم الأحيان تنتج الحساسية من فرط الأم في تنظيف وتعقيم طفلها وبيئته، ما يمنعه من التعرض للجراثيم والملوثات وتطويره للقدرة على احتمالها، لكن بحلول إنجاب الطفل الأصغر تكون الأم قد اعتادت على أمور الأمومة وقللت من قلقها المفرط، ما يقلل بدوره من خطر إصابة الطفل بالحساسية.
ويعلق الدكتور «عاطف أحمد علي»، وخبير علم الوراثة قائلاً: «إن الابن الأكبر «قائد» أشقائه، غالباً ما يكون الولدُ الأول منظّماً وناجحاً، ويسعى بطريقة لا واعية إلى السيطرة عليهم. يتمتع بتفكيرٍ حكيم في معظم الأحيان،
ما يشرح اعتماد أشقائه عليه للمساعدة. كذلك يسعى لأن يتمثّل بوالديه، ما يشرح تصرّفَه كالبالغ حتى عندما لا يزال يافعاً. يجتهد في دراسته وفي عمله لأنه يظل مريداً أن يكون الأفضل، تماماً كما كانت تربيته في الصغر».
أما الذي يتوسط أشقاءه، بحسب الدكتور، فيشعر أغلب الأحيان بأن أهله غافلون عنه، وهو ما يدفعه للبروز في مجموعة الأصدقاء، بما أن اهتمام الوالدَين غالباً ما ينصبّ على الولد الأول والولد الأصغر. وتكون شخصيتُه ثورية إلى حدٍّ ما بما أنه يبدأ بمعاندة أهله. يكون لديه عددٌ كبيرٌ من الأصدقاء عندما يكبر وعددٌ أكبر من المعارف.
يتابع الدكتور:« فيما الولد الأصغر والمدلّل يتمتع باستقلالية أكبر من أشقائه، ولا يكون مقيّداً بقواعدَ صارمة بقدرهم. عندما يكبر، يعشق المناسبات الاجتماعية والحفلات الراقصة، ويسعى لأن يكون محط الاهتمام، ويتطور لديه حسٌّ من الأنانية، لأنه اعتاد الحصول على ما يريده منذ الصغر،
جرّاء تربيته المدللة، هذا الانفتاح في حياته الأولى يكسبه الصحة والعافية الكافية لاستكمال حياته دونما ضغوط عليه ممن حوله ومبتعداً عن المسؤوليات التي دائماً ما تورث الضغوط النفسية والعصبية التي بالتالي تؤثر على صحته الجسمانية».