أنواع المشاكل الزوجية
كثيراً ما يتخيل الزوجان أن الحياة الزوجية هي حياة وردية خالية من المشكلات، حياة كلها رومانسية، وإذا كانت هناك مشاكل بينهما فهذا يدل على عدم التوافق! والصحيح أن الحياة الزوجية هي حياة طبيعية بها مشكلات، ولكن نوعها يختلف عن تلك التي كنا نواجهها قبل الزواج.
التقى المستشارة الأسرية والحاصلة على ماجستير توجيه وإصلاح أُسري لتحدثنا حول المشكلات الزوجية، وتقدم بعض النصائح لحلها، وقالت:
«يجب أن يعلم الزوجان أن علاقتهما لن تكون على وتيرة واحدة، فهناك أيام سيكونان في قمة التوافق، وأيام أخرى سيكونان فيها مختلفين وهذا أمر طبيعي جداً».
• يمكن تصنيف المشكلات الزوجية من حيث مصدرها إلى:
• مشكلات خاصة وهي التي تحدث داخل الأسرة بسبب سلوك أحد أفرادها؛ مما يُسبب اضطراب العلاقة داخلها.
• مشكلات عامة وتكون نتيجة بعض الظروف الاقتصادية والسياسية التي تكون مرتبطة بالمجتمع وتتأثر بها الأسرة.
• تصنيف المشكلات الزوجية
- مرحلة التكوين وما قبل الزواج:
وهنا المشكلات تكون مرتبطة بالمهر، الهدايا، الاحتفالات، السكن... الخ.
- مرحلة الأسرة بدون أطفال:
أغلب المشكلات في هذه المرحلة بسبب اختلاف المفاهيم المرتبطة بالحياة الزوجية والحقوق والواجبات، وتأثير البيئة التي نشأ فيها كل من الزوجين.
- مرحلة الأسرة بأطفال:
أغلب المشكلات في هذه المرحلة بسبب عدم الاتفاق على التربية وتدخل أهل الزوجين، عدم الوعي بكيفية رعاية المولود، وتوزيع المهام بين الزوجين.
- مرحلة الأسرة المتقاعدة:
هي المرحلة التي يتزوج فيها الأطفال أو يستقلون بأنفسهم، وفي هذه المرحلة أغلب المشكلات تكون بسبب مرض أحد الزوجين بسبب كبر السن، وهناك مشاكل اقتصادية بسبب انخفاض الدخل ومشاكل أوقات الفراغ والعزلة عن المجتمع وكذلك حاجتهم إلى الرعاية من أبنائهم.
- مرحلة ما بعد إنهاء الزواج:
هي المرحلة التي يكون فيها طلاق وانفصال بين الزوجين، وتكون أغلب المشكلات بسبب حضانة الأطفال والنفقة.
• متى نعرف أن هناك مشكلة في العلاقة؟
قد يُعاني أحد الزوجين ويكتم معاناته؛ اعتقاداً منه أن ذلك في مصلحة الأسرة وهذا خطأ؛ لأن أول مؤشر على وجود مشكلة زوجية هو عدم راحة وسعادة أحد الطرفين أو كليهما، وهنا يجب على الزوجين أن يتحاورا حول ذلك؛ للوصول إلى أفضل الحلول الممكنة، ويُمكن الرجوع لمستشار أُسري في حال تعذر الوصول لحل أو كانت المشكلة تعوق الطرفين، أو أحدهما عن ممارسة حياته بشكل طبيعي.
• نصائح لحل المشكلات الزوجية
1. تحديد موعد يكون فيه الزوجان قادرين على الاستماع لبعضهما دون وجود ما يشغلهما؛ إذ يجب أن يتفرغا للإنصات والتحدث ويكونا معاً قلباً وقالباً.
2. يجب على الزوج أو الزوجة التحدث عن المشكلة التي يعاني منها هو فقط دون وضع افتراضات واتهامات على سلوك الشريك مثال على ذلك: بدلاً من أن تقول الزوجة أنت لا تهتم بي.. تقول: أريد أن أتحدث إليك أو اشتقت للجلوس معك؛ لأن اتهام الشريك يجعله في حال دفاع عن النفس، وهنا يتحول الحوار إلى تعداد للأخطاء.
3. التركيز على مشكلة واحدة وعدم التشعب في أكثر من مشكلة، أو الرجوع للمشاكل التي كانت في الماضي.
4. يجب عليهما وضع الحلول الممكنة للمشكلة ومناقشتها حتى يتم الاتفاق على الحل الذي يناسب الطرفين ويقبل التطبيق. من الأفضل كتابة الاتفاق الذي توصل له الزوجان في ورقة، ويكتب التاريخ ويوضع في مكان بارز.
5. من الأمور الهامة التي يجب مراعاتها الاهتمام بشكوى الشريك وعدم الاستهتار بها؛ لأن ذلك سوف يعقد المشكلة.
6. وأخيراً على الزوجين أن يعرفا أنه كلما نجحا في تجاوز المشكلات زادت علاقتهما قوة ومتانة، وزاد الحب والترابط والتفاهم بينهما، واستطاعا تجاوز ما يصادفهما من مشكلات مستقبلاً، وكلما فشلا في تجاوزها ضعفت علاقتهما وأصبحت هشة وانعزلا عن بعضهما.
وفي النهاية تقول «جيلاني»: إن نجاح الحياة الزوجية يتطلب الصبر والمرونة والتكيف والحوار، والاستماع والتنازل إلى جانب إظهار الحب والتقدير والاحترام، ومراعاة حاجات الطرف الآخر وتقبل عيوبه، فلا يوجد نجاح دون بذل الجهد والتعب.