احمى طفلك من خطر الاصابة بالسمنة
خطر إصابة الأطفال بالسمنة يبدأ منذ الصغر، عندما يكون الطفل رضيعاً ويستمر بخيارات الحمية التي يقدمها الأهل وحتى أسلوب الحياة. هذا ما أكدته دراسة جديدة تلقي الضوء على ما يمكن أن يفعله الوالدان لحماية أولادهما.
والآن هناك دراسةٌ ما زالت قيد الإعداد بجامعة ولاية نيويورك بمدينة بافلو وقد نُشرَت مؤخراً بالمجلة العلمية الأمريكية Obesity هي أولى الدراسات التي تستكشف كيف يؤثر التواصُل بين الأم ورضيعها أثناء وقت الإطعام واللعب على مستويات السمنة المفرطة في الرضَّع والأطفال.
أراد الباحثون اكتشاف ما إن كان يمكن لتغيُّر السلوك التربوي أن يقلِّل من خطر الإصابة بالسمنة المفرطة لدى الأطفال المعرَّضين بالفعل لخطر الإصابة بها بسبب تعرُّضهم لموادٍ ضارة وهم أجنَّة أثناء فترة الحمل.
وجد الباحثون أنَّ الأمهات اللاتي أبدَين حميميةً أقل تجاه أطفالهن خلال التفاعلات في غير أوقات الإطعام، مثل اللعب عندما يبلغ أطفالهن سن 7 أشهر، اكتسب أطفالهن وزناً زائداً أسرع.
هذه واحدة من أولى الدراسات التي تدرس أثر التواصل الأسري على شهيَّة الطفل ونظامه الغذائي.
وقالت كاي لينغ كونغ، وهي أستاذة طب الأطفال المساعدة بقسم الصحة السلوكة في كلية جيكوبز للطب وعلوم الطب الحيوي بجامعة بافلو، وواحدة من مُعدي الدراسة، متحدثة إلى موقع Heathline الأمريكي: «لحد علمنا، لم تُجرَ أي دراساتٍ عن أثر البيئة المنزلية غير المتعلَّقة بالطعام في سنوات التطوُّر المبكرة للطفل على دوافعه تجاه الأكل».
السلوك التربوي وخطر إصابة الأطفال بالسمنة
ازداد عدد الأطفال المصابين بزيادة الوزن في الولايات المتحدة زيادة كبيرة.
10% من الأطفال من سنّ 4 و5 سنواتٍ يعانون من زيادة الوزن. هذا الرقم يبلغ ضعف ما كان عليه منذ 20 عاماً لا أكثر، بحسب تقارير دائرة الصحة بولاية نيويورك.
وقال ريتشارد سيدمان، وهو طبيب أطفالٍ والطبيب المسؤول بوكالة L.A. Care Health Plan للتأمين الصحي: «يزداد لدى الأطفال المصابين بالسمنة المفرطة خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم والكوليسترول، وهي أعراضٌ عادةً ما ننسبها للأفراد البالغين. ويواجه هؤلاء الأطفال أيضاً زيادةً في خطر الإصابة بمشكلات التنفُّس وإصابات المفاصل، ناهيك عن التداعيات النفسها وأثرها على ثقتهم بأنفسهم».
لدراسة أثر التواصل الأبوي مع الأطفال على وزنهم، ركَّزت كاي وفريقها على الرضَّع ممَّن كانت أمهاتهم تدخنَّ، أو تشربن الكحول، أو تتعاطين غير ذلك من المواد الضارة، مثل الماريغوانا أو الكوكايين، أثناء فترة حملهن.
إنَّ تعرُّض الجنين لأيٍ من هذه المواد أثناء فترة الحمل به قد يعرّضه لسوء التغذية ونقصٍ في تدفُّق الدم والأكسجين قد يسبّب مشكلات في معدَّل الأيض ويزيد من خطر الإصابة بالسمنة المفرطة في سن الطفولة.
صُنف 40% تقريباً من الأطفال المشاركين في الدراسة على أنَّهم مصابون بالسمنة المفرطة في سنّ 7 سنوات.
هذه النسبة تبلغ ضعف المعدَّل القومي للسمنة المفرطة بين الأطفال في الولايات المتحدة، وهو 18.5%.
وجد الباحثون أنَّ الأمهات اللاتي أبدَين دفئاً عاطفياً أقل تجاه أطفالهن خلال التفاعلات مثل اللعب النشط عندما كان الطفل رضيعاً كان أطفالهن أكثر عرضةً لزيادة الوزن بسرعةٍ أكبر.
يؤكد الباحثون أنَّ إيجاد الطرق لتشجيع اللعب النشط قد يمثّل طريقة جديدة وواعدة للوقاية من السمنة المفرطة لدى الرضَّع ذوي عامل الإصابة المرتفع.
وقد تؤدي مساعدة الآباء في تعلُّم كيفية التفاعل بطريقة إيجابي مع طفلهم على تقليل خطر إصابتهم بالسمنة المفرطة.
وقالت كاي: «تحسين جودة التربية أو العلاقة بين الوالد والطفل هو أحد جوانب إثراء بيئة الطفل، حيث تُثبت أدلة دامغة منافع التفاعلات الاجتماعية المفيدة والمتكرّرة على التطوُّر الإدراكي للرضَّع. تقدِّم البيئة المنزلية الثريَّة نشاطاتٍ كثيرة بديلة للطعام، وبهذا لا تقتصر متعة الأطفال على الطعام وحده».
6 طرق يمكن للآباء تجربتها
ما العمل فيما يخصُّ الأطفال الأكبر سناً؟ يقول الخبراء إنَّ إحداث تغييراتٍ بسيطة بالنظام الغذائي للطفل قد يأتي بنتائج ملحوظة.
وقالت لوسي سميث، وهي معالجة طبيعية متخصصة باللياقة البدنية بمستشفى هيلين ديفوس للأطفال: «يجب الحدّ من المشروبات السكّرية. انظر للمعلومات الغذائية المرفقة بأي عصائر يشربها طفلك، إذ أنَّ معظم أنواع عصير التفاح وعصير البرتقال مليئة بالسكر. كذلك لا حاجة للأطفال بمشروبات الطاقة الرياضية، وتلك أيضاً يحتوي معظمها على الكثير من السكر. ركّز على الأساسيات فيما يتعلَّق بالمشروبات، مثل المياه والحليب».
وقالت لوسي إنَّ هناك ستَّة تدابير محدَّدة يمكن للآباء اتخاذها للإبقاء على وزن أطفالهم ضمن الحدود الصحية:
راقب ما يأكله أطفالك لمنع زيادة الوزن غير الصحية. تنصح لوسي بسؤال الأطفال عمَّا تناولوه على الغداء في المدرسة والتأكُّد من تناولهم إفطاراً مغذّياً يومياً.
ركّز على أهمية تناول الفاكهة والخضراوات، وتشجيع الأطفال على تجربة أصناف جديدة.
التعرُّض الدائم للأطعمة الصحية مهم. لا تستسلم بعد محاولة واحدة. كلما زادت رؤية الطفل لشيءٍ ما، زادت فرص تجربته إياه أو حتى الاستمتاع به فيما بعد.
يجب الحدّ من كمية الأطعمة السريعة التي تأكلها أسرتك أسبوعياً، وحاول تحضير الوجبات مسبقاً لأيام الأسبوع إذا ما علمت أنَّك ستكون مشغولاً.
تأكَّد من وجود خياراتٍ صحية متاحة في المنزل على مستوى النظر في الثلاجة. يمكنك أيضاً تجنُّب وجود خياراتٍ غير صحية في مطبخك من الأساس.
ينبغي على الآباء تشجّيع أطفالهم على زيادة نشاطهم البدني بالمشاركة في نشاطاتٍ جسمانية معهم.
وقالت: «في ظلّ تفشّي التكنولوجيا، يصعُب على الأطفال معرفة ما يجدر بهم فعله ليصبحوا نشطين جسدياً. قدّم لأطفالك بعض الأفكار لممارسة النشاط الحركي وكن قدوةً لهم. اختر نشاطاً يمكن لأفراد الأسرة ممارسته سوياً يتضمَّن حركةً أو نشاطاً بدنياً».
وفسرت لوسي ذلك بأنَّه إن لم يكن الطفل ماهراً كفاية للانضمام لفريقٍ رياضيّ، فإنَّ هذا لا يعني تجنُّبه الرياضة كليةً. ما زال بإمكان الطفل الاستمتاع بلعب كرة السلة والتحرُّك بنشاطٍ مع أصدقائه.
وقالت: «ركّز على كل جوانب التطوُّر والنمو، وليس فقط الفرق الرياضية. يمكن للأطفال تجربة ركوب العجل، والسباحة، وغيرها من النشاطات التي تمارس في الهواء الطلق ويمكنهم الاستمرار فيها حتى سن الرشد».
وقالت: «عليهم تحقيق ساعة واحدة من النشاط الجسدي على الأقل يومياً. قلّل من الوقت المسموح لهم أمام الشاشات وشجّع أطفالك على الحركة».
وأخيراً.. لا تجبر طفلك على الطعام
سيكون تجنب العادة السيئة لإجبار الطفل على تناول الطعام حين يكون قد شبع بالفعل، تغييراً آخر.
فكما يشير جوليو باسولتو خبير التغذية والمتخصص في السمنة وتغذية الطفل «نحن نعرف أن الآباء ذوي الوزن الزائد أكثر حرصاً -في الغالب- على إجبار أطفالهم على تناول كل الطعام الموجود في أطباقهم، رغم أنهم ليسوا جائعين، وعادة ما يعتبرون مشكلة الوزن الزائد عادية، وهذه ليست مشكلة الطفل، إنه تشويه».