لماذا علينا أن نهيئ أطفالنا لعالم القراءة الساحر؟
أهمية القراءة للطفل ينجذب الطفل للقراءة من سن صغيرة جدًّا، فتجدينه يحب اللعب بالأوراق المختلفة وينجذب لألوان الكتب والصور المميزة، ومن تلك اللحظة يجب أن تبدئي بتحبيب طفلك القراءة. القراءة عالم كبير ساحر وليس كما يظن البعض أنه مجرد هواية،
إذ يرى الكثير من الآباء والأمهات أن القراءة خارج نطاق الدراسة مجرد هواية قد يحبها الطفل أو لا. ورغم صحة أنها هواية لكن يمكن تعويد الطفل عليها ولو بقدر قليل، ولا نقول بهذا أنه يجب أن يكون كل الأطفال محبين للقراءة، لكن يفضل أن يكون الطفل راغبًا في القراءة ولو بحد ما،
لأهميتها الكبيرة في تحفيز خياله وزيادة معلوماته ودعم لغته وتحسين الألفاظ والمفردات لديه وغير ذلك. تقول الكاتبة الأمريكية دونالين ميلر في كتابها "الهامسون بالكتب: إحياء القارئ الكامن داخل كل طفل" أن هناك قارئًا صغيرًا داخل كل طفل، لكنه يختلف من طفل لآخر، فهناك: القارئ الخامل:
الذي يحتاج إلى التحفيز والتشجيع، سواء بما يستهويه من نوعية القراءة أو بمتعة ما يجدها بعد القراءة القارئ السريع: الذي يلتهم الكتب التهامًا، وتبدو القراءة بعدها كما لو كانت قد خلقت له. القارئ الآخذ في النمو:
وهو بين النوعين الأول والثاني، فهو يحبها لكنه يحتاج لقراءة بعض النوعيات، أو تتغير أشكال الكتب التي تستهويه حسب طبيعة شخصيته والصعوبات التي يواجهها. اليوم في اليوم العالمي للطفل، نحاول أن نعرف معًا لماذا علينا فتح الباب أمام أطفالنا لعالم القراءة الساحر؟ أهمية القراءة للطفل من المهم أن يدرك الأبوان أهمية القراءة للطفل،
لذا فإن اشتراك الأم والأب في القراءة للطفل سواء معًا أو بالتبادل أمر في غاية الأهمية، لغرس أهمية القراءة عند الطفل ودعم علاقته بأبويه، لذا حاولي إشراك زوجك في هذا الأمر، حتى لو كان عدد مشاركاته أقل منكِ. لماذا القراءة للطفل مهمة؟ تنمية العلاقة بين الأم والطفل تعد القراءة لطفلك من أهم الأوقات وأمتعها لإنشاء علاقة قوية تربطك به،
فتخصيص وقت للقراءة معه هو تخصيص وقت لطفلك في حد ذاته، وتدريجيًّا ستجدين أنه سينتظر هذا الوقت اليومي بشغف لأن تركيز الأم أو الأب سيكون معه بالكامل. Volume 0% ضعيه على حجرك أو في حضنك وبذلك لن يكون الوقت للقراءة فحسب وإنما لزيادة مساحة القرب والحميمية بينكما،
وبذلك تكونين قد منحتِه اهتمامكِ وأشبعتِ احتياجاته العاطفية. حاولي تمثيل الحكاية بنبرة صوت موحية، وشاركي طفلك انفعالاته وخياله، فهو قادر على قراءة تعبيرات الوجه واستشعار تغير نبرة الصوت في جو مليء بالسحر والخيال. تأكدي أنها فرصة مثالية لك تتخلصين فيها من عبء الحياة اليومي الموتر،
وتدخلين معه لعوالم أخرى وشخصيات غير اعتيادية. افتحي باب النقاش مع الطفل الأكبر لتحثيه على التفكير، لكن كوني حريصة في أن تجعليه هو الذي يوجهك دون أن توجهيه حتى لا تفسدي متعة القراءة، وتتحول بالنسبة له إلى نصائح تربوية بحتة. وازني بين وقت القراءة ووقت مشاهدة التليفزيون وتصفح قنوات اليوتيوب أو وقت الألعاب الإلكترونية على الموبايل والتابلت والآيباد،
فبرغم كونها وسيلة سهلة وجذابة للترفيه وأحيانًا للتعلم لكن كثرة مشاهدة الأطفال دون الخامسة لها أضرار على البصر وقدرة الجسم على التركيز والنوم ومفاصل اليدين والحركة، فضلًا عن التأثير السلبي في تحصيله اللغوي والدراسي كما صرحت منظمة الصحة العالمية. لذا فإن تخصيص وقت محدد للشاشات مع وقت آخر للقراءة وإفراد مساحة أكبر للعب الحركي أمر مهم جدًّا،
لنمو متوازن لطفلك في المراكز العصبية والبصرية، وكذلك على المستوى العاطفي. تنمية المهارات الإدراكية واللغوية في السنوات الأولى من عمر الطفل السنوات الأولى من عمر الطفل هي الفترة المثلى لإدخال الكتاب في حياته، إذ تعد القراءة من أكثر الأنشطة التي تحفز عدة مراكز في المخ معًا في الوقت نفسه، سواءً من ناحية نمو المهارات الإدراكية أو اللغوية.
وهو ما أثبتته الدكتورة نادية جاب طبيبة الأطفال والباحثة في جامعة هارفارد، التي أكدت أن هذه المناطق الدماغية يتم تحفيزها خلال القراءة: الفص الصدغي بالمخ وهو المسؤول عن الوعي السمعي لديه وكيفية تمييز الأصوات. منطقة بروكا التي تقع في الفص الأمامي، وهي المسؤولة عن اللغة والنطق وفهم معنى الكلام.
مراكز أخرى بصرية وعصبية بالمخ. وهكذا تقوى هذه المراكز وتتشعب كلما بدأ تحفيزها بنمط استمراري في سن مبكرة. اقرئي أيضًا: طوري المهارات المعرفية لدى طفلكِ تنمية خيال الطفل وقدرته على التعلم والابتكار وحل المشكلات لا يخفى على أحد أهمية الكتاب في تنمية الخيال من خلال النصوص الشيقة والرسومات الجذابة والإخراج الفني المبتكر لبعض الكتب،
ولكن ما أهمية ذلك؟ الخيال أحد أهم ميزات الإنسان التي تساعده على مواجهة تحدياته اليومية، وتنمية مهارة حل المشكلات لديه، فضلًا عن الابتكار والتفكير وغيرها كما تؤكد سالي جودار بلايث، مديرة المركز العصبي الفسيولوجي والنفسي بإنجلترا في كتابها "عبقرية الطفولة الطبيعية"، بأن قدرة الطفل على تكوين خيال بصري يتيح له اكتشاف كل الاحتمالات والأفكار دون قيود.
تنمية الإحساس بالغير عند الطفل من خلال القراءة يتطور عند الأطفال واحدة من أهم وأرقى صفات الإنسان وهي التعاطف أي الإحساس بالآخر (empathy) فيستطيع وضع نفسه مكان الآخر وتقديره وتقبله وفهمه بصورة أفضل، وهذه الصفة في غاية الأهمية لغرس مشاعر الفهم والتعاطف والاحترام والقبول لكل ما هو مختلف عنه.
من خلال الحكايات، يستطيع الطفل أن يتعرف على القصة نفسها من خلال أعين كل شخصية، وليس من وجهة نظر البطل أو البطلة فقط. ويكتشف أن الحدث نفسه قد ينتج عنه إحساس مختلف لكل شخص في الحكاية، فيجعله هذا أكثر مرونة ممتلكًا منظورًا أوسع وأشمل للحياة. تقويم سلوكيات الطفل أو غرس سلوكيات أخرى فيه في قصص الأطفال،
يمكن تعلم سلوكيات حسنة منها الصدق والأمانة والبعد عن السلوكيات السيئة، لكن من المهم أيضًا ألا يتخيل أن العالم كله مثالي بصورة مفرطة، كأفكار مثل أن التضحية والعطاء هما دائمًا رمز البطولة، أو أن البطل سيأتي على حصانه الأبيض لينقذ الفتاة.
ناقشي طفلكِ أو طفلتكِ واختارا قصة معًا، واقرئيها جيدًا قبل نقدها نقدًا بناءً. اقرئي أيضًا: 9 تقنيات لتعديل سلوك الأطفال دون تعنيف تعريف الطفل على عوالم أخرى القراءة تفتح أمام صغيرك عوالم ربما لا يعرفها في الحقيقة بعد، سواء ثقافات بلاد جديدة،
أو حضارات مختلفة، أو أزمنة قديمة، أو تخيلات لأزمنة قادمة، أو عوالم موازية، أو حتى فئات مختلفة عن طبقته فيشعر بأناسها سواء كانوا من ذوي القدرات الخاصة، أو من خلفيات ثقافية واجتماعية أخرى، أو يعانون من بعض الأمراض، أو يمرون بظروف صعبة مثل المرض أو الموت أو غير ذلك.
وهكذا عزيزتي، سترين كم يستطيع الكتاب أن ينمي عند طفلك حصيلته ومهاراته المعرفية واللغوية والبصرية والسمعية والحسية والعاطفية، والأهم أنه يحفز فضول الطفل وينشط رغبته في التعلم والاكتشاف. ولهذا إليك قائمة بأنواع الكتب حسب مراحل واحتياجات النمو للفئات العمرية المختلفة، إذا كنت تريدين المساعدة في اختيار الكتب المناسبة لطفلك.