الصحة العاطفية مسؤولية الأبوين
يولد الطفل ولديه إمكانيات عالية من الذكاء العاطفي التي يمكن أن تُطور وتُنمّى أو أن تُعطب من خلال تجارب الحياة، وخاصة الخبرات العاطفية التي يتلقاها أثناء طفولته أو مراهقته مع أفراد أسرته ومدرسته، لذا فإن التربية السليمة، ووجود القدوة العاطفية الجيدة يُوثران إيجاباً على الفرد ويُنميان لديه الذكاء العاطفي لمستوى متقدم.
الذكاء العاطفي لدى الأطفال وكيفية تنميته، فقالت:
إن احترام مشاعر الطفل لا يقل أهمية عن احتياجنا إلى من يحترم مشاعرنا ويقدرها، بل قد يكون أكثر أهمية لأن مشاعره في حالة نمو وتطور، ويكون له أثر إيجابي على حياته المستقبلية إذا ما قمنا بتعليمه وتنمية الذكاء العاطفي لديه منذ الصغر.
خطوات تنمية الذكاء العاطفي لدى الأطفال:
تنمية الصحة العاطفية أو الذكاء العاطفي عند الطفل من خلال تعليمه معرفة عواطفه ومشاعره الخاصة، وتنمية قدرته اللغوية للتعبير عن هذه العواطف، وأن يصف المشاعر السلبية بشكل أكثر تحديداً، فلا يكتفي بأن يقول أنه يشعر بالغضب، أو الخوف، وإنما يصف مشاعر غضبه أو حزنه كأن يقول (خائف، قلق لأمر متوقع،
يكثر الناس من انتقادي، لا أحد يستمع إلي)، فعندما نعلمه منذ الصغر كيف يعبر عن مشاعره فنحن نعلمه بذلك كيف يتحمل مسئولية حاجاته العاطفية، فيتعلم كيف يتعرف على حقيقة عواطفه ومن ثم يعبر عنها بالكلمات؛ وبذلك نمكنه من امتلاك القدرة الذاتية للتعامل مع نفسه وحياته.
على الأبوين مراعاة الأمور التالية:
1. ألاّ يُعاقب الطفل لأنه عبّر عن عواطفه أو مشاعره أو حاجاته.
2. أن يعبرا له عن عواطفهما بكلمات قليلة ولكن بوضوح وبشكل مباشر.
3. تجنب إلقاء الألقاب السلبية على الطفل مثل "كسول، مهمل، متهور".
4. ألا يجعلا الطفل يشعر بالندم والحسرة لأنه أخبرهما بالحقيقة.
5. تجنب استعمال عبارات التهديد النفسي مثل: لا أريد أبداً أن أسمعك تقول هكذا مرة ثانية، لا يهمني ما تشعر أو تحس به، ليس لدي وقت لتحكي لي حكاياتك كلها.
6. لا تفترض أبداً أنك تعرف حقيقة مشاعر الطفل حتى يخبرك هو بذلك.
7. عندما تُعبر عن خيبة أملك، حاول أن تتذكر معها أموراً أخرى إيجابية تقدرها.
8. دوماً أخبر أبنائك بالأمور التي تحترمها وتقدرها فيهم.
9. أعترف بخطئك ولا تتظاهر بأنك معصوم، وفي الوقت نفسه لا تبالغ في نقاط الضعف عندك.
كيف نُنمي الذكاء العاطفي عند الأبناء:
على الأهل احترام وتقدير مشاعر أبنائهم، وذلك بمساعدتهم على تعلم الكلمات المتعلقة بالعواطف من خلال الآتي:
1. عبّر أنت عن مشاعرك وعواطفك أمامهم (أشعر بالانزعاج، أشعر بالتردد، أشعر بالقلق اشعر بالفرح).
2. ساعدهم على وضع مسميات لعواطفهم (يبدوا أنك مصاب بخيبة أمل، يبدوا أنكِ غاضبة).
3. سمّي العواطف عند الآخرين (يبدوا أن أخوك يشعر بالحزن، يبدوا أن خالتك تشعر بالتوتر).
4. أوجد جواً آمناً ومشجعاً للتعبير عن العواطف.
5. تقبل مشاعر أفراد الأسرة، ولا تحاول إنكارها أو تجاهلها أو تسميتها بغير اسمها.
6. ناقش العواطف والمشاعر بصراحة وانفتاح واحترام.
7. تجنب الصراخ أو ردود الأفعال العنيفة سواءً بالقول أو الفعل.
8. سمّي عواطف أبنائك وليس هم أنفسهم لأن التسمية ستلازمهم لزمن طويل وتحد من إمكانات النمو المستقبلي لهم.