كيف أتعامل مع طفلي المتردد؟
الطفل يبدو في ظاهره مطيعاً، مؤدباً، مسالماً...لكنه متردد يجد صعوبة في مشاركة الآخرين ولا يحسن التصرف وسطهم؛ بداخله حالة من التردد والخوف من أن يسيء الاختيار... ومظاهر أخرى كثيرة. عن علامات التردد ومتى تظهر وسبل العلاج تحدثنا الدكتورة ابتهاج طلبة الأستاذة بكلية الطفولة المبكرة.
التردد لدى الأطفال:
بداية الطفل المتردد نتيجة تربية خاطئة؛ تربى بدلال زائد أو حماية مفرطة، الآباء فعلوا كل شيء بدلاً من الطفل، وقاموا بحمايته من كل شيء، وربما عاش تربية متسلطة بالفعل أو القول؛ مما أفقد الطفل الثقة بنفسه والقدرة على عمل أي شيء مفيد.
التردد يعني عدم قدرة الطفل على اتخاذ القرار الذي يتناسب مع الموقف، أو تحمل نتائجه المترتبة، وكثيراً ما يؤجل اتخاذ القرار ومن ثمة الهروب منه خوفاً من الوقوع في الخطأ والفشل، أو لعدم رغبته في تحمل المسؤولية.
هو اضطراب نفسي يتشكل داخل الطفل بفعل خطأ تربوي، أشبه بعاهة نفسية تستقر حتى الكبر إن لم تعالج مبكراً، وتظهر في العمر الذي يحاول الطفل اكتشاف العالم من حوله، أي في مرحلته الانتقالية من الاعتماد الكلي على الوالدين...إلى الاعتماد على نفسه.
يبدأ التردد مع دخول الطفل المدرسة 5 - 6؛ حيث يجد أمامه فجأة الكثير من الخيارات مثل: اختيار اللعبة، الصديق، النشاط المدرسي، كيف يمضي وقت فراغه أو الزي الذي يرتديه وكذلك المقارنة بين خياره وخيارات أقرانه.
طرق العلاج:
على الوالدين محاولة بث الثقة في نفس الطفل وتعويده على تحمل مسؤولية نفسه بشكل كاف، والابتعاد عن الخوف من الفشل؛ فلكل قرار مضاره ومنافعه.
أكثري من تحاورك مع ابنك المتردد في مواضيع مختلفة، وأعطيه خيارات لينتقي منها، واسمعي أسباب رفضه وتردده، والسبب في عدم خوض التجربة.
دربيه على اتخاذ قرارات بسيطة لا تسبب له ضغطاً مثل اختيار نوع الشوكولاته، الذهاب للنادي أو للجدة، ولا تستنفدي صبرك مع طفلك بسرعة؛ حتى لا يزداد تردده.
شجعيه إن اتخذ القرار وأخبريه بأنه قرار صائب وكافئيه، وزوديه بالمعلومات؛ لتساعديه على تخطى الخوف، وازرعي الثقة والجرأة بداخله ليعبر عن مشاعره.
اطلبي من ابنك أن يجيب عن بعض الأسئلة بالبحث في النت، مما يكسبه الشجاعة وخاصة في الحوار والخطاب والاختبارات الشفوية.
أعطي ابنك مسؤوليات حسب مرحلته العمرية، وثقي فيه وامتدحيه على أقل نجاح، واصطحبيه معك أثناء التسوق ودعيه يشاركك في اختيار الأشياء مثل الكبار.
علميه مساعدة الآخرين فيزداد فخره بنفسه، ولا تندفعي في الرد على أسئلة طفلك، واجعليه يشاركك البحث عن الإجابة، ما يمده بالجرأة والرغبة في نقل ما توصل إليه للآخرين.
ادفعي طفلك المتردد إلى ممارسة هوايات متعددة؛ ليبقى شاعراً بالإنجاز المستمر؛ الهواية تخلق فرص النجاح، وتولد الثقة بالنفس.
اطلبي رأي طفلك عند شراء الهدية التي سيقدمها لصديقه في يوم مولده، ولا تنسيْ أن تخبري طفلك بمدى شجاعته وقوة شخصيته حين كان صغيراً.
علمي طفلك أن ينظر أمامه دائماً، ولا يخاف الناس أو الوقوع في الخطأ، وشجعيه على السفر والرحلات المدرسية والانضمام إلى فريق الكشافة بالمدرسة.
إن طلب منك طفلك استشارتك أو رأيك في أمر ما...فأخبريه واختمي كلامك بالقول: لكن القرار الأول والأخير لك، ولا تلوميه أو تواسيه إن أخطأ.