كيف يتطور مفهوم الثقة بالنفس عند الأطفال؟
من أعظم ما يمكنكِ تقديمه لطفلكِ هو (الثقة بالنفس وتقدير الذات)، فالأطفال الذين لديهم ثقة بالنفس يشعرون بالسعادة والحب، وتزيد إنتاجيتهم ويتطورون أسرع ممن لا يشعرون بنفس مقدار الثقة بالنفس.
• مفهوم الثقة بالنفس
مفهوم نفسي يتطور عند الأطفال بفعل الخبرة والممارسة والإدراك، ويتطور لديهم نتيجةً لوعي الوالدين بمفهوم الثقة وأدواتها وكيفية زرعها في النفس، وكذلك يتم اكتسابها بالنموذج والقدوة من الوالدين والمحيطين، فكلما كان المربي أكثر ثقة كان قبول الطفل لسلوك الثقة بالنفس أكبر.
• تعريف الثقة بالنفس لدى الطفل
هو ارتفاع منسوب الرضا والقناعة بالذات، مع إحساس الطفل بذلك في قلبه، وانعكاس ذلك إيجابياً على تحكمه بسلوكياته مع نفسه وأقرانه والآخرين.
• أسباب ضعف الثقة بالنفس
• تتعدد الأسباب لتشمل عدة نواح ومن أهمها الآتي:
- وراثية فطرية: قد يكون الطفل هادئاً صامتاً خجولاً غير واثق منذ الطفولة المبكرة، ويكون قد اكتسب ذلك من والديه بالوراثة أو من أجداده.
- سوء التربية: يتعرض بعض الأطفال لنقص في التربية منذ الطفولة المبكرة كالقسوة الشديدة- الصراخ والعنف الزائد- إخراس صوته وإسكاته.
- تراكم الإحباط والتجارب الفاشلة: يحاول الطفل على الدوام أن يحقق ذاته في الحياة اليومية، فيصنع مجسماً أو يرسم لوحة، أو يلون صورة، أو يرقص ويتعلم بعض الفنون، أو يتقن العزف والموسيقي، أو ينتصر في لعبة إلكترونية، أو يحفظ القرآن، أو يخدم ويساعد أهله في البيت، لكن المشكلة تكمن إنشا الطفل في بيئته مهملاً، كل همه الطعام والشراب فقط، وهنا لم يجد من يقومه أو يعلمه، فقد يُخطئ ومع كثرة الأخطاء وتراكمها والانتقادات التي تصاحبها سيصيبه الشعور بعدم الثقة
- أسباب خلقية في الجسد أو في العقل: فكثير من الأطفال الذين يعانون من بعض الإعاقات أو التشوهات أو الأمراض، تجده حساساً جداً، ويشعر بتدني الثقة بنفسه.
- الاضطراب الأسري: كم من طفل يعيش في أسرة مليئة بالخلافات والمشاكل الزوجية أو العائلية، وكم منهم أصيب بالتوتر وقلق النوم أو التبول أو التأتأة أو تدني الثقة بالذات، بسبب مشاهدته أو سماعه لأصوات الخلافات المتكرر والمشاجرات.
- كثرة المقارنة السلبية: إن كثرة استخدام المقارنة عموماً، والمقارنة السلبية خصوصاً، والتي تحوي الإهانة والتحقير لذات الطفل، هي من أهم أسباب نقص تقدير الذات لديه.
- المثالية والرغبة الزائدة في الإتقان: قد تكون الأم تتميز بالمثابرة والكمال، وتسعي ليكون أطفالها مثلها، فتحاول توريثهم الإتقان الزائد والكمالية في كل عمل أو تصرف، مع قلة المرونة– وهذا من سمات الشخصية القلقة الوسواسية علماً بأن للأطفال قدرات متفاوتة، وقد لا يستطيعون تلبية رغبة والدتهم في المثالية، فتقابلهم بالنقد أو العقاب، ما يؤدي بهم في النهاية لأن يشعروا بنقص تقدير الذات لعدم إمكانية بلوغهم أهداف والدتهم المثالية.
- تعميم الألم النفسي وتكبير أخطاء الطفل: عندما يحاول الطفل أن يلعب وينتج فإنه من الطبيعي أن يخطئ، فيقوم بعضهم بالرد عليه بشيء من التضخيم لخطئه والمبالغة في غرس ألم الخطأ في نفسه، وعندما يكبر هذا الطفل سيكون انطوائياً وانسحابياً غير واثق من نفسه، يوجه عدوان لذاته، وسيفتقد الشعور بالأمان ويتوقع دوماً أن تتجه الأنظار إليه فيخاف كثيراً.