الطفل المشاغب في وجود الضيوف فقط
تشتكي أم الطفل لؤي ابن السابعة من أن ابنها يتحول بمجرد أن يدخل الضيوف من باب البيت إلى طفل مشاغب، يقوم ببطولة مسرحية من بطل واحد، والنتيجة الكثير من الازعاج والفوضى وربما أحياناً هرب الضيوف بعد وصولهم بفترة قصيرة من البيت بأكمله.
تسهب أم الطفل لؤي في عرض المشكلة فطفلها بطبعه هادئ ولا يحدث فوضى؛ ولكنه بمجرد أن يصبح لديهم ضيوف فهو يكثر من الطلبات حينا، ويقوم بحركات وتصرفات غير لائقة، وعلى عكس المعتاد منه، وتتحرج الأم كثيراً من منظره،
وهو أحياناً يضع الحلوى في أكواب العصير مثلاً، وقد يقاطعها في الحديث، ويحرك يديه بحركات مضحكة أو يضع يده على فمها ليسكتها في حركات ضاحكة ومحرجة، تعلّق الأم: "كل هذا على غير ما اعتدنا منه من تصرفات".
شكوى
إلى الاختصاصي النفسي الدكتور محمد صادق الذي أشار إلى أن هذه الشكوى تكاد تكون عامة، ولهذا فلن يشتكي الضيوف من طفلك، وليست دليلاً على فشل الأم في تربية طفلها حيث تعاني أمهات كثيرات من هذا الوضع...
أسباب تصرفات الأطفال
1_ أنانية الطفل وحبه للتملك، فهو لا يطيق أن يرى أمه تنشغل بغيره وعلى الأم أن تكون حازمة في هذا الأمر، وتطلب منه أن يحدث الفوضى بعيداً عن الكبار الذين لهم أحاديثهم.
2 _ عدم مقدرته على اللعب بمفرده، خاصة إذا كان طفلا وحيداً وعلى الأم أن تضع حاجياته في مكان قريب ومكشوف، وأن تشكره على لعبه بمفرده ولو لفترة بسيطة، ولكن عليها ألا تبقى تروح وتجيء بينه وبين الضيوف ما يأتي بنتيجة عكسية.
3_ ربما الطفل يفتقد أمه العاملة وغيابها عن البيت، وحين ترحب بضيوفها، فهو ينتقم منها بطريقته، وفي هذه الحالة عليها أن تمنحه وقتاً إضافياً من وقتها، وتمنحه القدرة على الحوار معها، وليس فقط أن تهتم بطلباته من مأكل وملبس.
4_ أن الطفل يستغل وقت وجود الضيوف ليحقق طلبات كانت ممنوعة في عدم وجودهم، وتتحرج الأم من زجره وعليها أن تعلمه حدود الممنوع والمسموح، ولا تكون ازدواجية في التعامل معه مثل أن تسمح له بأن يتأخر في السهر أمام التلفاز في وقت استقبالها للضيوف حتى لا يعتاد أن يثير الفوضى كلما جاءهم الضيوف،
وربما يقوم بحركات استفزازية وينقلب إلى مهرج، ولكن على الأم أن تعلمه أن كل إنسان يجب أن يدفع ثمناً مقابل ما يريد أن يناله، وليس معنى موافقتها على كل طلباته أن يتمادى، ويلتهم كل أطباق الحلوى بدلاً من جبة العشاء مثلاً.