فقدان الشهية عند الاطفال عمر سنتين

الطّفل منذ ولادته وحتى عمر الأربع سنوات يمرّ بالكثير من التغيرات الجسدية والنّفسية والعقلية المتسارعة، فما بين جسد ما زال يشق طريقه نحو الاكتمال وبين شخصية تحاول جاهدةً تلمُّس طريقها نحو التكوّن يعيش الطفل في صراع بين رغباته وحاجاته،

فتجدي أنّه ومقابل رغبة ما يستطيع الطّفل التخلي عن حاجة ملحة بالنّسبة إليه، قد تصدمك عزيزتي القارئة حقيقة أنّ الطفل أقوى بكثير ممّا تعتقدين، فعلى الرّغم من حاجته للعناية والرعاية الدائمتين فيما يختص حاجاته اليوميّة، إلا أنّه فيما يختص حاجاته النّفسية والعقليّة تجدين أنه يبذل الغالي والنفيس بغية تأمينها،

وينجم عن هذا الأمر العديد من المشاكل التي توقع الأم في حيرة من أمرها حول الأسباب التي تقف خلفها، ومن أهمّ تلك المشاكل التي تتساءل عن أسبابها الأمّهات على الدوام مشكلة فقدان الشهية عند الأطفال ذوي عمر السنتين.

أسباب فقدان الشهية عند أطفال عمر السنتين شرب كميات كبيرة من الحليب: تعتبر هذه النقطة واحدة من أهم المسببات لمشكلة فقدان الشهية لأطفال هذا العمر تحديدًا، حيث أنّ شرب كميات كبيرة من الحليب والسوائل تقلل من شهية الطفل لتناول الطّعام الصلب،

ويمكن حلّ هذه المشكلة بسهولة من خلال تقليل السوائل التي يستهلكها الطفل بين الوجبات، وهذا يتطلّب بالضّرورة من الأم تحديد مواعيد محدّدة لوجبات الطعام، وبالتّالي الحصص والأوقات التي يسمح له فيها بشرب الحليب. معدّل نمو بطيء: يعدّ هذا سبب طبيعي لمشكلة فقدان الشّهية،

فخلال السّنة الأولى من عمر الطّفل تراه يحتاج إلى كميّات كبيرة من السّعرات الحرارية، وذلك لأنّ معدل نموّه يكون سريع جدًّا، ولكن هذا المعدّل يتباطؤ قمع مرور الوقت، حيث إنّه وخلال السّنة الثانية من عمر الطفل تجد أنّه يكتسب الوزن ببطء وهو ما يُعرف باسم فقدان الشهية الفسيولوجي المزمن،

حيث يعتبر هذا سببًا طبيعيًّا وراء مشكلة فقدان، ويكمن الحل بعدم إرغام الطفل على تناول الطعام، لأنّه لن يحرم نفسه الطعام ويترك نفسه ليجوع ما دام يستطيع الوصول إليه بسهولة، لذا لا يوجد أي داعي لتغيير النظام الغذائي الخاص بالطفل، كما يمنع تمامًا إعطاءه أي نوع من أنواع فواتح الشهية.

المرض: في كثير من الأحيان نجد أنّ فقدان الشّهية يسبّبها إصابة الطفل بأحد الأمراض، فالمرض يسبّب تناول كميات أقل من الطعام وهذا أمر طبيعي يصيب الأطفال كما يصيب الكبار على حد سواء،

ومن أهمِّ الأمراض التي تؤدي إلى مشكلة فقدان الشّهية، الحمى، والتهاب الحلق، والإنفلونزا، والإسهال، والإمساك، والديدان المعويّة، وفقر الدم، وغيرها الكثير، ولا يكون علاج مشكلة فقدان الشّهية إلا بعلاج المرض المسبب لها.

الأكل بالإكراه: كثير من الأمهات يحاولن إعداد وجبات خاصة للطفل، وجبات باعتقادهن أن الطفل لا بدّ وأن يحبها كونها تحتوي كافة العناصر الغذائية التي يحتاجها، ولكن تكون الصّدمة عندما يعرض الطّفل عن تناولها، عندها تحاول الأمّ جاهدةً إجبار طفلها على تناولها بشتّى الوسائل والطرق،

ومن الجدير بالذّكر أن إصرار الأم على أن يتناول ابنها نوعًا معين من الأطعمة لا يزيده إلا عنادًا وعدم انصياعًا لرغباتها، لذا يجدر بالأمّ أن تمنح الطفل حرية اختيار تناول نوع الطعام الذي يفضله طالما أنّه يندرج تحت الطعام الصحي المفيد له والملائم لعمره.

عدم انتظام مواعيد الطعام: إن هذه نقطة مهمة وسبب قوي وراء فقدان الطّفل لشهيته، فعدم وجود مواعيد محددة لوجبات طعام الطفل، تمنعه من تقبل الطفل بسهولة، فجسم الطفل يحتاج إلى مواعيد دقيقة ومحددة لاستقبال الطعام، فلهذا الأمر أبلغ الأثر في تنظيم طريقة استجابته للمعطيات التي تمر عليه.




المقالات ذات صله