حكايات تيته كوكو للأحفاد

 في يوم من الأيام كانت هناك ملكة حسناء، تعيش في مملكتها الجميلة، جلست الملكة مرة قرب نافذة في قصرها،

 وكانت تخيط ثوبًا لها، فجأة دخلت إبرة الخياطة في إصبع الملكة وسقطت منه قطرات من الدم اختلط لونها بلون الثلج، فتمنت الملكة أن ترزق بطفلةٍ جميلةٍ لها وجه بياضه كبياض الثلج، وشعرها أسود كالليل، وشفتاها حمراوين كالدم. وبعد مدّة من الزمن رزقتْ الملكة بطفلة وكانت كما تمنتها تمامًا بيضاء كالثلج،

 شعرها أسود كالليل، وفمها أحمر كالدم، ولكن الفرح لم يستمر طويلًا فقد توفيت الملكة، بعد وفاة الملكة تزوج الملك من أُخرى، كانت الملكة الجديدة جميلة جدًا ومغرورة بجمالها، كانت تمتلك مرآة سحرية تعلقها على جدار غرفتها، كانت الملكة تسأل مرآتها كلَّ يوم من أجمل النساء على الإطلاق؟

 فكانت المرآة تُجيب: أنتِ الأجمل على الإطلاق يا مولاتي، وكانتْ الملكة تفرح كثيرًا بهذا الجواب. مضتِ الأيام والسنين وكبرتْ بياض الثلج وأصبحت فتاةً غايةً في الجمال، وفي يوم من الأيام سألتْ الملكة مرآتها: من أجمل النساء على الإطلاق؟ فأجابت المرآة: أنتِ جميلةٌ جدًا يا مولاتي ولكن بياض الثلج أصبحت الأجمل على الإطلاق، 

غضبت الملكة أشدَّ الغضب من جواب المرآة وأحضرت أحد الصيادين أمرته أن يأخذ بياض الثلج إلى الغابة ويقتلها هناك، وفعلًا أخذها الصياد ولكن في الغابة توسلتْ بياض الثلج الصياد أن يتركها تذهب في الغابة، فقبل الصياد وتركها. وجدت بياض الثلج كوخًا في الغابة يعيش فيه سبعة أقزام،

 حَكَت لهم قصتها، وطلبت منهم أن تعيش معهم في كوخهم، قبل الأقزام أن تبقى معهم ولكن عليها أن تنظف لهم الكوخ وتعدَّ لهم الطعام، وعاشت بياض الثلج مع الأقزام، وفي يوم من الأيام عادت الملكة الشريرة وسألتْ مرآتها: من هي الأجمل يا مرآتي،

 وصُدمتْ الملمة من ردِّ المرآة فقد كان جواب المرآة أن بياض الثلج هي الأجمل، اشتعلت الملكة غضبًا وأمرت بقتل الصياد، ثم أرثدت ثياب بائعة تفاح وذهبت إلى الغابة حيث تعيش بياض الثلج، وأعطتها تفاحةً مسمومةً، عندما قضمتْ منها بياض الثلج أُغميَ عليها ووقعت على الأرض. ظنَّ الأقزام أنَّ بياض الثلج قد ماتتْ، وحزنوا عليها حزنًا شديدًا ووضعوها في تابوت زجاجي،

 وكانوا يتناوبون على الجلوس بجانبها وحراستها، ومرة شاهدها أمير كان مارًا من الغابة فأُعجب ببياض الثلج، وطلب من الأقزام أن يعطوه التابوت ويطلب مقابله أيَّ شيءٍ يريدونه، لم يقبل الأقزام في البداية ولكنهم بعد ذلك أشفقوا على الأمير وقدموا له التابوت، جمل الحراس التابوت، 

وفي أثناء نقلهم له تعثروا بجزع شجرة كان في طريقهم، اهتز التابوت فخرجن قطعة التفاح المسمومة من فمِّ بياض الثلج واستيقظت من غيبوبتها، رفعت عنها غطاء التابوت، وسألتْ: ماذا حصل لي؟ لم يصدق الأمير عيناه وفرحَ فرحًا شديدًا باستيقاظ بياض الثلج وقصَّ عليها ما حدث ثمَّ طلب منها أن يتزوجها، وافقت بياض الثلج على الزواج من الأمير،

 أقام الأمير حفلًا كبيرًا ودعا كل الممالك لزفافه من بينهم الملكة زوجة أبيها، وعندما شاهدت الملكة الشريرة بياض الثلج، أصابتها نوبة قلبية ووقعت وماتت، وعاشت بياض الثلج بسلام. والعبرة من قصص وحكايات كقصة بياض الثلج أنَّ الغرور صفة شريرة تذهب بأصحابها إلى الهلاك، 

وأنَّ أصحاب القلوب الطيبة لا بدَّ أن تنصفهم الأيام، ولا بدَّ أن يرسل لهم الطيبين أمثالهم، ويجعل أيامهم فرحًا وهناء وسعادة




المقالات ذات صله