الإساءة اللفظية وتأثيرها على الأطفال
كثير من الآباء والأمهات يمارسون عنفاً لفظياً على أطفالهم دون وعي أو إدراك بعواقبه أو تداعياته السلبية على المدى القصير أو البعيد، وقد يصعب تحديد العنف اللفظي على وجه الدقة نظرا لعدم وجود علامات ظاهرة وواضحة للعيان على الطفل،ولكن هناك إجماع من أساتذة طب الأطفال والطب النفسي على ان العنف اللفظي هو أي تهديد للطفل،
بالكلام أو الصراخ، أو الإساءة المتعمدة، أو التجاهل، واللوم أو التوبيخ أو أي نوع من الكلام الذي يسبب ألماً نفسياً للطفل..
بعض الإرشادات:
تعريفات للعنف اللفظي
الأصعب والأكثر إيلاما للطفل
العنف اللفظي.. عنف نفسي وعاطفي من حيث التأثير؛ أنه الأصعب والأكثر إيلاماً على نفسية الطفل، مقارنة بالعنف البدني الذي قد يزول بمرور الوقت
العنف اللفظي من أشد وأسوأ أنواع الإساءات التي يمكن أن يتعرض لها الطفل في حياته، تسيء له معنوياً، فتتكوّن لديه النزعة العدوانية
الطفل لا يستطيع أن يؤذي أباه أو أمه في صغره، لكنه سيهاجم ويؤذي أطفاله عندما يكبر.
من هو الطفل الأكثر عرضة للإساءة اللفظية؟
وجود تاريخ للعنف اللفظي في الأسرة
حالة وجود تاريخ للعنف اللفظي في الأسرة، أو الحصول على نتائج ضعيفة في المدرسة
أن يكون الطفل معزولاً اجتماعياً، أو أن يظهر على الطفل سلوك معاد للمجتمع.
وهذا العنف الموجه للطفل يتضمن الشتم والسخرية والإهانة والاستهزاء ، والتعذيب أو القتل لحيوان أليف يخص الطفل
يتمثل في..الإفراط في الانتقاد والمطالب المفرطة وغير الملائمة لسن الطفل وإمكاناته، والمنع عن الاتصال مع الآخرين أو الإذلال أو النبذ الدائم
كما يتمثل في تحطيم أو تكسير للعب ودمى الطفل التي تستحوذ مساحة كبيرة من اهتماماته وولعه
تأثير الإساءة اللفظية على الطفل
أعمال العنف بعامة تسبب عقدا نفسية
معظم الأطفال الذين يتعرضون لأعمال العنف، سبب لهم ذلك الأمر عقداً نفسية، وردات فعل عكسية، مولداً في أنفسهم حب الجريمة وارتكابها
بعض المجرمين من تجاوز عمر الطفولة قد أقدم على ارتكاب جرائم مختلفة بدوافع غالباً ما تكون دفينة نتيجة لما تعرضوا له من أعمال عنف وشدة في طفولتهم
في حين أكدت الدراسات التربوية أن 80 % من الرضع الذين يتعرضون للإساءة وسوء المعاملة ، فإنهم قد يواجهون صعوبة عندما يصبحون أولياء أمور
الطفل الذي عاش طفولته إهانة وفشلا، سوف يقتص منها بالثأر على المدى البعيد، تعويضاً لما تعرّض له من تراكمات
وتنفيساً للضغوط الموجودة في داخله ، وسيصبح حاقداً لا يحب الخير لأحد، لشعوره بالنقص، ولبحثه عن التعويض بالسلطة، أو الانتقام بأي وسيلة
الطفل لا يســتوعب معاني الكلمات التي تقال له إلا بعد سن الخامسة، وعندما يعنف أو يوبخ سيعاني من الإحباط
وإن استمر الحال سيصاب بالاكتئاب وكراهية الآخرين، ويشعر بالفشل، وتتدهور حالته النفسية
ويستمر الأمر معه حتى يثبت لنفسه وللآخرين أن أهله وذويه هم الفاشلون لأنهم هم المسؤولون عن تربيته وتعليمه
وفي سن المراهقة يزداد الأمر سوءاً، كونه سيلجأ إلى الانتقام بحيل وسلوكيات سلبية عديدة، ويجنح إلى التمرد والمعارضة والاحتجاج
الإساءة اللفظية أكبر صور الإساءة للطفل
الإهمال والإساءة اللفظية أكثر الصور انتشارا
تشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أن الإهمال والإساءة اللفظية هي الأكثر انتشاراً بين صور الإساءة للأطفال في العالم، وتمثل نسبة 54% من الحالات المؤكدة من العنف ضد الأطفال
مقارنة بنسبة 22% من العنف الجسدي و8% العنف الجنسي، و4% من سوء المعاملة العاطفية، و12% أشكال أخرى من سوء المعاملة.
وفي دراسة أخرى أجريت في جامعة فلوريدا الأميركية،على العنف اللفظي، تبين أن الناس الذين تعرضوا ألي نوع من أنواع السباب خلال طفولتهم لديهم أعراض الاكتئاب والقلق أكثر من 1.6 ضعف من أولئك الذين لم يتعرضوا للسباب
كما يتضاعف احتمال معاناتهم من اضطرابات القلق أو المزاج أكثر في حياتهم
؛هنالك صلة بين حدوث العنف اللفظي والوضع الاجتماعي والاقتصادي للأسرة
أنواع العنف اللفظي
اللوم البالغ والتهديد بالضرب ..صور للإساءة
إطلاق أسماء علي الطفل، أو استخدام لغة سوقية في التعامل معه، بالإضافة إلى بانتقاده باستمرار الرفض أو التهديد بترك الطفل، أو تمني عدم وجود الطفل
وإعطاء الطفل الشعور بأن ألأسرة لا تريده، التهديد بالضرر الجسدي.. بضربه، اللوم البالغ على الطفل: فلوم الطفل الدائم، يمنحه الشعور بأنه شخص سيء يفعل الخطأ باستمرار
آثار العنف اللفظي على دراسته
تسبب للطفل تدنيا في مستوى الاعتداد بالنفس
آثار العنف اللفظي على الأطفال بالغة جدا، فالطفل في محاولته التغلب على الشعور بأنه غير مرغوب فيه، يحاول أن يتكيف مع آثار الشتائم التي تأت من أعز وأقرب الأقرباء له.
تسبب للطفل تدنيا في مستوى الاعتداد بالذات أو عدم الثقة النفس،اكتساب تدمير الذات مثل إيذاء نفسه عن طريق قطع الجلد بآلة حادة.
وقد يكون رد فعل بعض الأطفال من خلال إظهار السلوك العدواني، بضرب الأطفال الآخرين أو الشجار الدائم مع غيرهم من الأطفال بالحضانة أو المدرسة
سوء المعاملة المستمر بتوجيه الإساءة اللفظية للطفل.. قد يؤثر على نموه جسمانيا، واجتماعيا، وأكاديميا أو عاطفيا..مما يؤثر على دراسته
وقد يبدأ الطفل بإظهار علامات الاضطراب العاطفي مثل مص الإبهام، أو التبول ألاإرادي أو عدم التفوق الدراسي ، وعلي ألمدي الطويل، الطفل قد يكون عرضة للاكتئاب