أثرالتربية الخاطئة على شخصية الطفل


الأسرة هي المؤسسة التربوية الأولي التي ينشا فيها الطفل ويتربى في أحضانها حتى يشب ويستطيع الاعتماد على نفسه ، بعدها يلتحق بالحضانة فالمدرسة المكملتين للمنزل ،وفي المقابل اجمع أساتذة الطب النفسي وعلماء التربية أن شخصية الطفل تتشكل  خلال السنوات  الخمس الأولى من عمره ، 

من هنا كان من الضروري ان تلم الأسرة بالأساليب التربوية الصحية التي تنمي شخصية الطفل وتجعل منه شابا سويا واثقا من نفسه..متكيفا وفعاّل في المجتمع. الدكتورة ماجدة مصطفى أستاذة المناهج بتربية حلون..توضح لقراء"سيدتي نت" تأثير التربية الخاطئة التي يتحملها الأبناء على شخصياتهم

1-هل يؤثر الجهاز العصبي في الخلق والتربية؟

 يتصف الطفل بالعزم والجرأة والنشاط..رغم ضعف جهازه العصبي

علماء النفس يؤكدون أن خصائص الجهاز العصبي للطفل موروثة من الوالدين والأجداد، مثل قسمات الوجه ولون الشعر وطول القامة إلى غير ذلك.

لكنه ليس شيئاً خامداً، بل هو قادر تحت تأثير ظروف الحياة، على التغير، وإعادة تنظيم نفسه

هناك أنواع مختلفة للجهاز العصبي للإنسان، منها الجهاز العصبي الضعيف والقوي والمتوازن

مثلا حدة المزاج المفرطة وسرعة التهيج تعودان إلى ضعف الجهاز العصبي وإذا لم يلتفت الوالدان إلى ذلك، فإن شدة التهيج وحدة المزاج تصبحان صفات أصيلة

صفات مثل العزم والجرأة والنشاط، تسهل تربيتها لدى ذوي الجهاز العصبي الضعيف وكذلك صفات المثابرة والتركيز وضبط النفس.

ولقد ثبت علمياً أنّه في الإمكان أن نربي أيضاً مثل هذه الصفات لدى كل الأطفال مهما كان نوع جهازهم العصبي.

 الإنسان غير المتزن في الطفولة من الممكن أن يصبح – بفعل التربية والجهد الإرادي – متزناً ورابط الجأش فيما بعد

2-أسباب الأخطاء التربوية

بعض الآباء يبدون جفاف متعمد مع أطفالهم

أولا.. بسبب عدم حرص الوالدين على تكوين علاقة متينة تجمعهم بأبنائهم، قائمة على الاحترام المتبادل والتفاهم؛ ففي التربية يجب أن يكون هناك حد للحب وللصراحة

ثانيا..التدليل المفرط فهو يخلق أنساناً رخواً..أناني غير قادر على تحمل المسؤولية والاعتماد على نفسه،تتلخص الحياة بالنسبة له في تلبية احتياجاته

ثالثا..بعض الآباء يبدون جفاف متعمد مع أطفالهم، و مسافة من التهجم أو الكبح بينهم وبين أبنائهم، وهم يفترضون أنهم بهذه المسافة يوحون بالاحترام والرهبة

3-أثرالتربية الخاطئة على شخصية الطفل

 الطفل الخجول!

الطفل الخجول نتيجة للتربية الخاطئة

 وهو حالة نفسية تظهر في الارتباك والتقيد والميل إلى الصمت وتباطؤ الكلام، وغالباً ما ينشأ الخجل نتيجة للتربية غير الصحيحة

بعض الآباء والأُمّهات يحجزون أطفالهم عن "التأثير السيِّئ" للشارع، فيعزلون الطفل عن الاحتكاك الطبيعي بغيره من الأطفال

 وهنا يفقد الطفل الألفة ويتملكه النفور، وكثرة الارتباك مما يفقده التحمل، والثقة بالنفس، والقدرة على التفاعل أو الدفاع عن النفس، والآراء.

وربما كان نتيجة لزجر الطفل باستمرار ،أو التحدث إليه في لهجة آمرة فظة فتكون النتيجة شعور الطفل بالفزع إزاء كل خطوة مستقلة، وتنمو لديه صفات التهيب والارتياع.

الطفل الغيور!

الطفل الغيور..بسبب معاملة الوالدين غير المتساوية

وتأت بسبب معاملة الوالدين غير المتساوية والعادلة، للكبير والصغير..للخامل والذكي النشيط

 ومثل هذه المعاملة تمارس من الوالدين بدون وعي، فهما غالباً ما يكونان واثقين من أنهما يتصرفان بإنصاف

والحقيقة أن الكبير أصبح يشعر بعطف أقل، و استياءً أكبر من الطفل الآخر- أخيه الصغير- الذي انتزع منه حب وعطف والديه.

فتصبح الغيرة هي رد فعل دفاعي لدى الطفل، يثبت وجوده بواسطتها، وبها يعبر عن احتياجاته وبشكل ما  للاحتجاج على تجاهلها.

الطفل القاسي الطباع!

الطفل القاسي الطباع..ناتج عن أسلوب تربية خاطيء

ومن الشخصيات الناتجة عن الأساليب التربوية الخاطئة من الوالدين هي:  ميول بعض الأطفال إلى (القسوة)

 ومن مظاهرها في حياتنا اليومية ضرب طفل لآخر، أصغر منه، أو عندما يدس رجله بين رجليه فيوقعه على الأرض

وترجع قسوة الطفل أيضاً، وفي كثير من الأحيان، إلى تعامل الوالدين معه بشدة وفظاظة مفرطة، وكأن التربية هي نظام للمحرمات والعقوبات الجسدية

 الأمر الذي ينمي ويزرع لديه الاعتقاد بوجوب طاعة القوة، ويبقى الضعيف خاضعاً في نظره

الطفل الذي يواجه بقسوة مفرطة من والديه، غالباً ما ينتقم لهذه الطفولة المسحوقة بالاعتداء والقسوة على من هم أضعف منه.

طفل يشعر بعدم أهميته!

طفل يشعر بعدم جدواه..نتيجة لإهمال الآباء

 عندما يهمل الآباء أطفالهم فإن هؤلاء الأطفال يعتنون بأنفسهم حسب طريقتهم، ومع أن بعضهم يمكن أن يصبح مستقلاً ويكتسب احترام الذات من خلال استحسان الآخرين

 إلا أن معظمهم يستجيبون بتقبل الانطباع بأنهم غير جديرين بأن يعتني بهم، فهم دونما عناية جسدية أو نفسية، والنتيجة المباشرة المعتادة لذلك هي الشعور بعدم الجدارة

الطفل الفاشل!

الطفل الفاشل..نتيجة لتوقعات الآباء العالية جدا

 كثير من الآباء هم من النوع الذي يحمل توقعات عالية جداً تتجه نحو الكمال الزائد، فهم يتوقعون من أطفالهم أن يظهروا جوانب قوة متزايدة دون أي جوانب ضعف

 والنتيجة المتوقعة لذلك هي أن يشعر الطفل بأنه غير مناسب وغير قادر على تلبية التوقعات، وهؤلاء الأطفال تتم مقارنتهم كما يقارنون أنفسهم على نحو سلبي مع نجاحات متميزة

الطفل الأناني!

الطفل الأناني..بسبب التدليل الزائد وتلبية احتياجاته على طول الخط

وأنانية الطفل ترجع دائماً إلى سوء تربية الوالدين، وبالذات المبالغة في التدليل، واستحسان ومدح تصرفات الطفل دون تمييز بين الصواب والخطأ

 إضافة إلى تلبية احتياجاته على طول الخط وعدم تكليفه بأيّة أعمال أو مهام يقوم بها سواء لخدمة نفسه أو للمساعدة في خدمة الآخرين.

 هذا التدليل الزائد من الوالدين للطفل، يؤدي إلى نشوئه حاد المزاج سريع التأثر، يتوقع من الآخرين الإعجاب الدائم والتنازلات المستمرة



مزيد من الصور




المقالات ذات صله