وأخيرا بعد طول انتظار: مدفع يورو 2012.. اضرب!
تتجه الأنظار الجمعة إلى العاصمة البولندية وارسو، فيما تستعد الآذان لسماع صافرة الحكم الإسباني كارلوس فيلاسكو كاربايو التي ستدشن يورو 2012 رسميا بركلة البداية بين بولندا "صاحبة نصف الأرض والجمهور" وبين اليونان بطلة 2004.
وياله من صيف ساخن يشهد بطولة الأمم الأوروبية في بولندا وأوكرانيا طيلة شهر حزيران/يونيو الجاري، يتصارع من خلاله 16 منتخبا لنيل شرف رفع الأميرة الكأس على الإستاد الأولمبي في العاصمة الأوكرانية كييف في الأول من تموز/يوليو المقبل.
وكان الاتحاد الاوروبي ورئيسه ميشيل بلاتيني قد تعرضا لانتقادات عنيفة عندما منحت بولندا وأوكرانيا شرف الاستضافة قبل خمس سنوات، وذلك لعدم امتلاكهما الخبرة الكافية على هذا الصعيد وعدم وجود البنى التحتية اللازمة ونظرا للفترة الزمنية القصيرة أمامهما، لاسيما وأنهما ليسا من الدول الغنية، لكنهما كسبتا التحدي في النهاية، أو هكذا يبدو.
وتقام المباريات في أربع مدن بولندية هي وارسو وغدانسك وفروكلاف وبوزنان وقد بلغ ما أنفقته بولندا على أعمال الصيانة وبناء ملاعب جديدة حوالي 30 مليار دولار.
في المقابل تستضيف أربع مدن اوكرانية أيضا المنافسات وهي كييف ودانييتسك ولفيف وخاركيف.
وتدخل منتخبات إسبانيا وألمانيا وهولندا البطولة وهي مرشحة للفوز باللقب نظرا إلى النتائج التي حققتها في الأعوام الأخيرة والى النجوم التي تضمها في صفوفها، لكن المفاجآت تبقى واردة بقوة، حيث لم ينس أحد فوز الدنمارك باللقب عام 1992 بعد دعوتها في اللحظة الأخيرة بدلا من يوغوسلافيا، أو اليونان بطلة نسخة عام 2004 والتي ستخوض المباراة الافتتاح أمام بولندا.
الماتادور المرشح الأول
وبالطبع فإن أول المتنافسين على اللقب هو حامله المنتخب الإسباني، الذي يملك القدرة على الاحتفاظ بلقبه من خلال كوكبة من الأبطال الذين فازوا بيورو 2008 في سويسرا وبلجيكا ثم كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا.
ويعتبر منتخب "لا روخا" أحد أكثر المنتخبات تكاملا في البطولة، حيث احتفظ بمعظم تشكيلته التي حصدت لقبي اليورو والمونديال، وأبرزهم إيكار كاسياس وأندريس إنييستا وتشافي هرنانديز وتشابي ألونسو وسيرخيو راموس، وتحت القيادة الفنية للمدرب ال
هادئ فيسنتي ديل بوسكي.
كما عزز ديل بوسكي صفوفه بالثنائي خافي مارتينيز وخوردي ألبا اللذين سيشاركان لأول مرة مع إسبانيا في بطولة قارية.
لكن المنتخب الإسباني سيفتقد لجهود كارليس بويول الذي خضع لعملية جراحية في ركبته ستبعده عن البطولة، بالإضافة إلى دافيد فيا هداف يورو 2008.
الماكينات في الوصافة دائما
ويحل في المركز الثاني في قائمة المرشحين للقب المنتخب الألماني الذي نادرا ما يغيب عن المربع الذهبي للبطولات التي يشارك بها، حيث حل وصيفا في النسخة الماضية في 2008، إضافة إلى حلوله في المركز الثالث في كأسي العالم 2010 و2006 والوصافة في مونديال 2002.
ويضم الفريق مجموعة من اللاعبين الشباب الذين فرضوا أنفسهم بقوة على الساحة الأوروبية مثل توماس مولر (رغم تراجع مستواه قليلا في الآونة الأخيرة)، ومسعود أوزيل وباستيان شفاينشتايغر وماريو غوميز وتوني كروس وماريو غوتسه ومات هوميلز.
وسيسعى مدرب الماكينات يواكيم لوف للتخلص من لعنة اللون الذهبي التي تطارد الفريق، حيث فشل في ارتداء الذهب خلال السنوات الـ16 الأخيرة، وكان آخر تتويج له بلقب يورو 96 في إنكلترا.
الكرة البرتقالية الجميلة في الصورة
أما المنتخب الهولندي وصيف مونديال 2010، فإنه يحافظ على صورته الجمالية الخاصة وأدائه الهجومي مع مدربه بيرت فان مارفيك.
ويملك الطواحين لاعبين مثل مهاجم آرسنال روبن فان بيرسي الذي توج بجائزة أفضل لاعب في الدوري الانكليزي والهداف، ومهاجم شالكه يان كلاس هونتيلار الذي توج هدافا للدوري الألماني.
لكن من المتوقع أن يلتزم فان مارفيك بخطة اللعب بتشكيلة 4-2-3-1، ما يجبره على التفضيل بين احد المهاجمين اللذين سيحظيان بدعم هجومي مميز من الثنائي اريين روبن وويسلي شنايدر، وبالطبع فإن الأفضلية لفان بيرسي المطلوب في كبرى الأندية الأوروبية.
وكالعادة فإن مشكلة الفريق البرتقالي تبقى دوما في خط الدفاع، حيث اهتزت 5 مرات في مباراتيه الوديتين أمام ألمانيا وانكلترا، كما تلقى فان مارفيك خبرا سيئا متمثلا بعدم تمكن الظهير الأيسر ايريك بيترز من المشاركة في البطولة القارية نظرا لعدم اكتمال شفائه.
منتخبات النصف مفاجأة
أما منتخبات البرتغال بقيادة نجم ريال مدريد كريستيانو رونالدو، وفرنسا المتجددة بقيادة مدربها لوران بلان، وايطاليا التي نفضت جلدها تماما بعد مونديال 2010 المخيب، فتأتي في المستوى الثاني من الترشيحات.
وتعتبر فرنسا أقربهم إلى ثلاثي المستوى الأول، بالنظر إلى التطور الكبير الذي حاق بالفريق مع المدرب الشاب لوران بلان، واستعادة المهاجم الجزائري الأصل كريم بنزيمة مستواه المتميز كهداف من طراز فريد، إضافة إلى مجموعة من اللاعبين الشبان مثل أوليفر جيرو وجيرمي مينيز ومارفن مارتن ويان مفيلا، وهو جيل قادر على أن يكون جيل ذهبي مشابه لجيل 1998.
وأخيرا فإن هناك كتيبة الفرق التي يمكنها أن تتحول إلى مفاجأة مدوية كما حدث في 1992 أو 2004، وعلى رأسها بولندا وأوكرانيا بوصفهما صاحبي الأرض والجمهور، وروسيا واليونان والدنمارك والسويد.