إسبانيا تنعم بـالألونسويين!
يحق للشعب الإسباني عاشق الرياضة بجمع أطرافها أن ينعم بانجازات أبنائه في المحافل العالمية، فبعد احتلال نادال عرش الرولان غاروس في بطولة التنس، منحت منافستين مختلفتين الجماهير الماتادورية حقلا جديدا من الفخر والاعتزاز.
والغريب أن ما حصل في 24 ساعة ماضية ارتبط باسمين متطابقين هما تشافي الونسو الذي سجل هدفي بلاده اسبانيا في مرمى فرنسا ضمن الدور ربع النهائي لبطولة كاس أمم اوروبا - يورو 2012، وفرناندو ألونسو سائق الفورمولا1 الذي توج على حلبة بلاده فالنسيا بطلا للجولة الثامنة من بطولة العالم.
والمفارقة الغريبة أيضا أن سباق فالنسيا يطلق عليه سباق الجائزة الأوروبية تجاوزا، وذلك من أجل تمييزه عن سباق برشلونة الإسباني.
ويقود فرناندو الونسو لحساب فريق الفيراري الايطالي الذي يأمل أن يستفيد أيضا من حسن الطالع وينجح منتخب الأزوري في تجاوز عقبة المنتخب الانكليزي، كما تجاوز الونسو سيارة البريطاني هاميلتون في خط صيانة الحظائر في فالنسيا.
وقال الونسو: "أعتقد ان كون المرء اسبانيا يمنحه سببا للفخر فيما يتعلق بالرياضة. رأينا الاعلام في النوافذ أمس وفي الشوارع في ظل تواصل الانجازات بعد فوز نادال ثم انتصارات منتخب كرة القدم."
وفي المقابل يشعر السائق البريطاني لويس هاميلتون بالإحباط والغضب بعد اصطدام أخر مع الفنزويلي باستور مالدونادو جعله يبتعد عن المراكز التي تمنح نقاطا في اللفة قبل الأخيرة لسباق جائزة أوروبا الكبرى ضمن بطولة العالم لفورمولا1 في حلبة فالنسيا الأحد.
وكان هاميلتون سائق مكلارين بطل العالم 2008 الذي بدأ وهو في صدارة الترتيب العام لبطولة العالم يكافح من أجل التشبث بالمركز الثالث في السباق عندما اصطدمت سيارته بسيارة مالدونادو سائق وليامز.
وضرب هاميلتون - الذي اصطدمت سيارته بالحائط - المقود بقبضة يده بغيظ قبل أن يلقيه من السيارة.
وهدأ هاميلتون بمرور الوقت وتحدث الى الصحفيين بعد ذلك قائلا: "انه يوم صعب بالنسبة لنا لكن هذه هي الحياة ويجب أن تتعامل معها"، "بذلت قصارى جهدي كالمعتاد في سباق كهذا.. يواجه المرء أوقاتا جيدة وأخرى سيئة ولذلك أتطلع الآن إلى سباق جائزة سيلفرستون الكبرى في بريطانيا".
وسبق لهاميلتون الاصطدام بمالدونادو في سباق جائزة موناكو العام الماضي لينهي السباق بالنسبة للسائق الفنزويلي.
ووصف مالدونالدو هاميلتون آنذاك بانه لم ينافس كبطل، وكان حادا في تعليقه على حادث الأحد أيضا.
وقال مالدونادو الذي فاز بشكل مفاجيء بسباق جائزة اسبانيا الكبرى الشهر الماضي: "لقد حاول إخراجي من الحلبة. ولم يترك لي مساحة للبقاء والمرور من المنعطف بجانبه. قفزت فوق الخط الجانبي ولم استطع تفادي الحادث".
وأضاف: "لا اعرف لماذا يقود السيارة بهذه الطريقة.. لقد كان يعاني كثيرا بسبب الإطارات.. كان تائها تماما وكنت أسير بسرعة جيدة جدا في هذا الوقت".
من جهته وصف سائق فيراري الاسباني فرناندو الونسو فوزه بسباق فالنسيا بأنه الحدث الأكثر فخرا في مسيرته حتى الآن، مؤكدا انه عندما فاز في برشلونة العام 2006 في سيارة الرينو عاش شعورا مماثلا، إلا أن ما حصل في فالنسيا أمر يفوق الوصف.
وتألق ألونسو بشكل لافت جدا في سباق اليوم عندما انطلق في المركز الـ11 وشق طريقه كالسهم نحو المركز السابع قبل التوقف الأول لجميع السيارات وهو ما مكنه من احتلال المركز الرابع سريعا.
وتدخلت سيارة الأمان بعد حادث كوفولاينن وفيرنيي ليرتكب فريق الماكلارين خطأ جديدا في حارة الصيانة ويفشل في إخراج سيارة هاميلتون مبكرا ويستغل الونسو ذلك للقفز نحو المركز الثالث.
ومباشرة بعد خروج سيارة الأمان تجاوز الونسو سائق اللوتس رينو الفرنسي لومان غروجون نحو المركز الثاني، وسرعان ما استفاد من تعطل سيارة متصدر السباق وحامل لقب بطولة العالم الألماني سبيتيان فيتل سائق الريد بول ليحلق وحيدا في الصدارة.
وبعد سلسلة من الحوادث المثيرة والأعطال الفنية خرج غروجون وتصادم البرازيلي ماسا زميل الونسو في الفيراري، وبلغت الإثارة قمتها في حادث الأمتار الأخيرة بين هاميلتون ومالدونادو.
وفي ظل كافة هذه التطورات نحج الأسطورة الألمانية مايكل شوماخر سائق مرسيدس في الخروج فائزا بمعقد على منصة التتويج خلف سائق اللوتس رينو الثاني الفلندي كيمي رايكونن الذي تجاوز هاملتون قبل دقائق قليلة فقط من خروج الأخير بسبب الحادث.
وعلق شوماخر على ذلك بأنه لم يكن على علم نهائيا باحتلاله المركز الثالث عندما قطع خط النهاية متقدما على الاسترالي مارك ويبر زميل فيتل بنصف ثانية.
لقد كان سباقا مثيرا بكل معنى الكلمة، ومع عزف السلام الملكي الاسباني على حلبة فالنسيا الإسبانية أيضا، شاهد عشاق الفئة الأولى ثلاثة سائقين أبطال سابقين للعالم، يجمع بينهم عامل مشترك ومهم، فقد سجل شوماخر أفضل انجازاته التاريخية في قمرة القيادة للسيدة ذات الرداء الأحمر، فيراري، حيث توج 5 مرات على التوالي (2000-2004) مع الفريق الايطالي ببطولة العالم.
كما أن اللقب العالمي الوحيد الذي أحرزه كوفولاينن كان ايضا لحساب فيراري في العام 2007، في حين أن الونسو الذي يقود حاليا سيارة الفيراري سبق وتوج بطلا للعالم مرتين ولكن مع رينو عامي 2005 و2006، وهو بالذات الذي وقف مسلسل انتصارات شوماخر واجبره على الاعتزال حتى العام 2010.