توصيات طبية لصحة المرأة صحتك أولاً

تمرُّ المرأة بثلاثِ مراحل أساسيّة هي: سنّ البلوغ، وسنّ الإنجاب، وسنّ انقطاع الطمث. وفي جميع المراحل تحتاج إلى عناية صحيّة لكي تستطيع الحفاظ على صحة جيدة، تجعلها قادرة على تربية وحماية أسرتها.
للمناسبة التقى "سيدتي نت" د. فاطمة بدران، الطبيبة النسائيّة في مركز أطباء بلا حدود لرعاية الأم والطفل في مخيّم شاتيلا (جنوبي بيروت- لبنان) وحاورها على النحو الآتي:

ما هي التحديات الصحيّة التي تواجه المرأةَ العربيّة عموماً؟

يُعتبر سنّ البلوغ هو الفترة التي تتحوّل فيها الفتاة إلى امرأة، وترافقها تغيّرات جسديّة ونفسيّة عدّة. وعادة ما يتم بين 9 و16 سنة. أمّا سنّ الإنجاب فيبدأ بعد البلوغ ويمتد حتّى سنّ اليأس، إلا أنّ الفترة التي يكون فيها النشاطُ التناسليّ في أوجِه لدى المرأة هي ما بين 20 و 40عاماً.
وهنا لا بد من القول: إنّ المرأة العربيّة في سنّ الإنجاب، تعاني مشاكل صحيّة ناجمة عن مشاكل اجتماعية، منها الزواج المبكّر ومفهوم الإنجاب عند المرأة. وفي ما يتعلّق بالزواج المبكّر، نجد أنّ الفتاة لا تملك الثقافة لتصبح زوجة وأمّاً، وغالباً ما يحصل حمل سريع. ورغم أنّ شكل جسدها يدل على أنها امرأة، وصحيح أنها قادرة على الإنجاب، لكنّها لا تملك الوعي الكافي، كما أنّ جسدها ليس مؤهّلاً بشكل كامل للحمل والولادة، خصوصاً إن كانت تحت الـ18 عاماً، وهو سنّ الرشد المعتمَد في غالبيّة دول العالم.
والمرأة في حالات الزواج المبكّر، تكون الأكثر عرضةً لحصول مشاكل صحيّة وتعقيدات في فترة الحمل وعند الولادة.

من جهة أخرى تعاني المرأة العربيّة عدمَ وجود التوعية الصحيّة اللازمة، وخصوصاً التوعية الجنسيّة، وذلك لأنّها تفتقد للتوجيه، كما أنّها قد تعاني حرجاً من السؤال عن هذه المواضيع.

أما في سنّ انقطاع الطمث وما بعده، فإنَّ المشاكل الصحيّة التي قد تعانيها المرأة هي مرتبطة بالتقدّم بالسن، مثل أمراض الضغط والسكّري، وأمراض القلب، وهي الأمراض نفسها التي قد يعانيها الرجال في هذا العمر.
بالإضافة إلى اضطرابات الطمث (نزيف أو دورة شهريّة طويلة أو غزيرة). وعادةً ما تكون النساء واعياتٍ لهذه التغيّرات، لكنّ وعيهُنّ يكون أقلّ بالنسبة للأمراض الخبيثة، التي قد ترتفع نسبة الإصابة بها بعد سنّ الـ40، وخصوصاً سرطاني عنق الرحم والثدي، واللذين يشكّل الكشف المبكّر لهما، أهمّ عوامل الوقاية أو تسهيل العلاج.


متى يجب أن تبدأ العناية بالصحة لتجنّب الأمراض؟ وما هي الفحوص الدورية المطلوبة لكل مرحلة عمريّة؟

أكد العديد من الدراسات، أنّ "للكشف المبكّر" دوراً كبيراً في إنقاذ حياة المرأة. لذا فإنَّ إجراء بعض الفحوص الدوريّة ضروريٌ جدّاً للنساء ما بعد الـ 40عاماً، أو ما بعد فترة انقطاع الطمث. وتُعتبر مسحةُ عنق الرحم (فحص الزجاجة)، الوسيلةَ الوحيدة للكشف عن الآفات ما قبل السرطانيّة، التي قد تدلّ على احتمال الإصابة بسرطان عنق الرحم،
ويجب على جميع النساء في هذا العمر القيام به، أما ضرورة تكراره وتوقيت إعادة الفحص، فيختلف من امرأة إلى أخرى، بحسب نتائج الفحص الأوّل وبحسب التاريخ الصحّي لها ولعائلتها.
اما سرطان الثدي، فإنَّ الخطوة الأولى للوقاية منه هي الكشف الذاتي، الذي يجب أن تقوم به المرأة بنفسها، ويمكن للأطباء إرشادُها حول كيفيّة تطبيقه. وفي حال شعرت بأيّ شيء غير طبيعي، يجب ان تلجأ مباشرة إلى الطبيب.
ويضاف إلى ذلك "فحص التصوير الشعاعي للثدي" الذي قد يكشف وجود تكتلات في مراحل مبكّرة، كتل حميدة أو خبيثة قد لا تظهر في الفحص الذاتي أو في فحص الطبيب. وعموماً يُنصح القيام به كلّ سنتين مرّة بعد الـ40-45. لكن إذا كان هناك أيّ حالة إصابة بمرض السرطان في العائلة، أو أيّ مشكلة صحيّة تعانيها المرأة، فإنَّ تكرار الفحص أو إجراءه في عمر أصغر يصبح ضرورياً.

من جهة أخرى لا يجب ان تُهمل المرأة فحوص الصحّة العامّة الدوريّة، وهي مطلوبة للرجال والنساء على حدّ سواء، خصوصاُ بعد الـ40 والتي قد تكشف الإصابة بأحد الأمراض المزمنة، مثل السكّري والكولسترول وامراض القلب والشرايين وغيرها.

هل من نصائح تودون توجيهها للمرأة العربية على وجه الخصوص، في ما يتّصل بصحّتها وصحة عائلتها؟

إن اهتمام المرأة بصحّتها لا يجب أن يكون محصوراً بفترة ما بعد الـ40، إنّما على المرأة ان تكون واعيةً لما قد تشعر به من عوارض ومشاكلَ صحيّة في الأعمار كافة. صحّتها ليست فقط مسؤولية الطبيب إنما مسؤوليتها أيضاً، لذا عليها ألّا تتردّد باللجوء إلى الطبيب المختص في أي لحظة تشعر فيها بعارض صحّي معيّن.

أنصحها أن تحبّ نفسَها وتكون شريكاً أساسيّاً بالاهتمام بصحّتها، لأنّ صحّتها النفسيّة والجسديّة من صحّة عائلتها. ولا يجب أن تشغلها مسؤولياتها عن الاهتمام بها.


بحث مفصل



المقالات ذات صله