في اليوم العالمي للسمنة

في اليوم العالمي للسمنة... لن تصدقوا ما تفعله بأجسامكم!

السمنة بطبيعتها مشكلة صحية معقدة ومتعددة العوامل، إذ تتأثر بالعوامل الوراثية، والفسيولوجية، والبيئية، والنفسية، وترتبط بالكثير من المشاكل الصحية الخطيرة.
تُعتبر الزيادة العالمية الملحوظة في معدل السمنة،

قضيةً صحية ومشكلة من مشاكل الصحة العامة ذات الكلفة الباهظة على أنظمة الرعاية الصحية. وعلى الرغم من ارتفاع معدل انتشار السمنة، يفتقر كثرٌ من الأشخاص الذين يعانون السمنة إلى دعم جهودهم لفقدان الوزن. كما ويفتقد المرض إلى عامل التشخيص المبكّر، ويبقى التبليغ عنه محدودًا.



حملة وطنية لمكافحة السمنة
السمنة مرض مزمن يتطلب تدبيراً طويل المدى


تُعتبر نسب السمنة مرتفعة جدًّا في الدول العربية، وفي لبنان تُقدّر نسبة السمنة بنحو 18 إلى 32 في المئة. ولمناسبة اليوم العالمي للسمنة الذي يصادف في التاسع من شهر أكتوبر الجاري، أطلقت وزارة الصحة العامة وللمرة الأولى،


اليوم الوطني للسمنة، تحت رعاية معالي وزير الصحة الدكتور جميل جبق، وبالتعاون مع الجمعية اللبنانية للغدد الصماء والسكري والدهنياتLSEDL، خلال حفل أُقيم في فندق لوغراي -Le Gray في بيروت. وقد تمّ تخصيص اليوم العالمي هذا، لمناقشة مشكلة السمنة على أنها مرضٌ معترفٌ به حديثًا.

شدّدت رئيسة الجمعية اللبنانية للغدد الصماء والسكري والدهنيات، الدكتورة باولا عطالله، على أنّ "السمنةهي مرضٌ مزمنٌ يتطلّب تدبيرًا طويل المدى، لا سيما على ضوء دراسة عالمية جديدة، تُظهر أنه وعلى الرغم من اعتراف إختصاصيي الرعاية الصحية بالسمنة، كمرض، إلا أنّ معظم المصابين بهذا المرض لا يزالون غير خاضعين للعلاج اللازم".



دراسة علمية


يَعتقد ثمانية من كل عشرة أشخاص مصابين بالسمنة، أنّ مسؤولية إنقاص أوزانهم تقع على عاتقهم فقط، فلا يلجأون إلى اختصاصيي الرعاية الصحية، إلا بعد مضيِّ نحو ستة أعوامعلى بدء معاناتهم لخسارة الوزن،

وذلك وفقًا لبيانات عالمية جديدة نتجت عن دراسة ACTION IO (اختصارًا للكلمات الإنكليزية Awareness, Care, and Treatment In Obesity MaNagement –

an International Observationوترجمتها التوعية، والرعاية، وإدارة علاج السمنة - ملاحظة دولية). وتأتي هذه النتائج في حين تعترف منظّماتٌ طبية عالمية وأوروبية عدة بالسمنة، على أنها مرض. غير أنّ وسائل علاج السمنة والنتائج المرجوة منها، لا تزال شديدة التباين.

أجرت ACTION IOدراسة شملت ما يزيد عن 14500 شخص مصابين بالسمنة، وحوالى 2800 اختصاصي في مجال الرعاية الصحية، من إحدى عشرة دولة في خمس قارات مختلفة. ومن أهداف دراسةACTION IOتحديد الإدراك، والمواقف، والسلوكيات، والحواجز المحتملة التي تعترض علاج السمنة بشكلٍ فعّال،

من منظور الأشخاص الذين يعانون السمنة من جهة، واختصاصيي الرعاية الصحية من جهة أخرى. فتحدّد النتائج وللمرة الأولى الحواجز الرئيسة التي تعترض علاج السمنة على نطاقٍ دولي حقيقي. من أبرز نتائج هذه الدراسة ما يلي:

• يعتقد نحو 71% من اختصاصيي الرعاية الصحية، أنّ الأشخاص المصابين بالسمنة ليسوا مهتمين بخسارة الوزن، في حين عبّر 7% فقط من هؤلاء، عن عدم اهتمامهم بإنقاص وزنهم، ما يشير إلى وجود فجوة واضحة في الإدراك في ما يتعلق بالسعي إلى إنقاص الوزن.

• بذل نحو 81% من الأشخاص المصابين بالسمنة، جهدًا كبيرًا واحدًا على الأقل لإنقاص وزنهم في الماضي، فيما يعتقد اختصاصيو الرعاية الصحية، أنّ 35% فقط من مرضاهم قد حاولوا بالفعل إنقاص وزنهم.



إدارة الوزن بطرق فعّالة
يجب دعم الأشخاص الذين يعانون من السمنة لتخفيض أوزانهم


"تُعدّ السمنة واحدة من أكثر التحديات الصحية المزمنة تعقيدًا التي يواجهها مجتمعنا اليوم، غير أنّ المقاربة الحالية لموضوع إدارة السمنة، لا يزال غير كافٍ مقارنةً بمقاربات الأمراض الأخرى ذات الأعباء المشابهة"، علّق الباحث الرئيسي في دراسة ACTION IO ومدير معهد Boden في جامعة سيدني البروفسور إيان كاترسون.

مضيفًا: "توفّر نتائج دراسة ACTION IO أدلة مهمة عن الحواجز التي تحول دون إدارة السمنة بشكلٍ فعال ومتسق. إننا كمجتمع للرعاية الصحية، ملزمون بمعالجة هذه العوائق التي تحول دون الرعاية، والبدء بمحادثات مبكّرة وفعّالة حول إدارة الوزن مع الأشخاص الذين يعانون السمنة، وعدم التردّد في مقاربة الموضوع معهم، خوفًا من الإساءة إليهم. من الواضح أنّ الأشخاص الذين يعانون السمنة يريدون خسارة الوزن، وعلينا أن ندعمهم ليحققوا هدفهم هذا".


كما وصرّح المدير العام لنوفو نورديسك ستاتيس بسيمينوس، قائلًا: "يجب وضع السمنة على جدول الأعمال الوطني ومحاولة استكشاف مقاربات، وأدوات، وتوصيات جديدة لتحسين إدارة السمنة على نطاق محلي. نأمل أن تساهم هذه النتائج في إزالة العوائق القائمة بين الأشخاص المصابين بالسمنة، ومقدمي الرعاية الصحية، وتعزز المشاركة الفعالة في علاج السمنة".



السمنة وعلاقتها بالأمراض الأخرى

السمنة تعدّ عاملَ خطر كبير للإصابة بأمراض القلب والشرايين، وبمرض السكري، وأمراض الكبد كما بأمراض السرطان المختلفة وغيرها. وتخفيض الوزن يساهم في تحسين نوعية حياة المريض، ومنحه حياةً أفضل وأطول، ويساهم في تحسين صحته النفسية أيضًا.




المقالات ذات صله