طرق التعامل مع المرض والحد من الألم
اليوم العالمي لالتهاب المفاصل: طرق التعامل مع المرض والحد من الألم
يصادف في مثل هذا اليوم من كل عام، اليوم العالمي لالتهاب المفاصل. وبإمكان العديد من الأشخاص المصابين بالتهاب المفاصل، بغضّ النظر عن نوع التهاب المفاصل، أن يحدّوا من شعورهم بالآلام بتعديل عاداتهم الحياتية، والاستعانة بالممارسين المختصين في المجال الصحة (مثل اختصاصي العلاج الطبيعي، واختصاصي علم الحركة والمعالج المهني والمعالج بالتدليك وغيرهم).
ألم التهاب المفاصل
يختلف الشعور بألم التهاب المفاصل من شخص إلى آخر، وتعتمد شدّته إلى حدّ كبير على تفاقم المرض ومداه. وفي بعض الأحيان قد يزول الألم إلى فترة موقتة، ويجب في الغالب إعادة تنظيم الأنشطة اليومية وفقًا لذلك.
ليس من المعروف لغاية الآن الآليات البيولوجية التي تسبب ألم التهاب المفاصل. وعلى الرغم من ذلك يبدو أنّ استنفاد الأوكسجين من الأنسجة، يلعب دورًا رئيسيًّا في ذلك. ونقص الأوكسجين هذا، هو ذاته سبب الالتهاب في المفاصل والتوتر في العضلات. وبناءً عليه، فإنّ كل ما من شأنه أن يساعد على استرخاء العضلات،
أو يعزز الدورة الدموية في المفاصل، سوف يخفف الألم. بالإضافة إلى ذلك، فإنَّ التعب والتوتر والقلق، والإجهاد والاكتئاب تزيد جميعها من الألم.
في ما يلي الطرق المختلفة لتخفيف الألم والتصلب بشكل مؤقت على الأقل:
الراحة والاسترخاء والنوم
النوم والاسترخاء يساعدان الجسم على الراحة
السلاح الأول ضد ألم التهاب المفاصل هو الراحة، وخصوصًا بالنسبة إلى الأشخاص الذين يعانون الإجهاد والقلق، والتعب العصبي. إنَّ تمارين التنفس وتقنيات الاسترخاء الذهني والتأمل، هي بعض من الكثير من الطرق، لمساعدة الجسم على تحقيق الاسترخاء. ويُنصح المريض بالاستفادة من نوم الليل بما لا يقل عن 8 إلى 10 ساعات لتخفيف الألم.
التمارين ضرورية
يجب على الأشخاص الذين يعانون التهاب المفاصل، ممارسة التمارين الرياضية من أجل المحافظة على حركة المفاصل، والمحافظة على الكتلة العضلية. كما أنَّ التمارين الرياضية لها أيضًا تأثير مسكّن يؤدي إلى إطلاق الأندروفين في الجسم. بالإضافة إلى ذلك، من المهم أن يكون هناك توازن بين فترات الراحة وفترات النشاط من خلال "الإنصات" إلى الجسم. فالتعب والألم من المؤشرات على ذلك. وعندما يشعر الجسم بالتعب والألم، من الأفضل عندها أخذ الوقت الكافي للراحة.
ومن ناحية أخرى، فإنَّ الكثير من الراحة قد تسبب تصلّب المفاصل والعضلات. والهدف هو تحقيق توازن معين بين فترات النشاط وفترات الاسترخاء، وتخصيص الوقت المناسب لكل منهما.
هناك تمارين عدة يمكن القيام بها، ويجب اختيار تلك التي تكون مناسبة لحالتنا، والبدء بتطبيقها بشكل تدريجي. ومن الأفضل الاستعانة بخدمات اختصاصي العلاج الطبيعي (اختصاصي علم الحركة) أو الاختصاصي المهني،
في الحالات التي يصعب فيها أداء بعض المهام. ويجب أن تكون الحركات منتظمة ومرنة وبطيئة. ويُنصح بممارستها في الماء الساخن، لأنَّ أداء التمارين فيها سيشكل ضغطًا أقل على المفاصل.
ويُنصح بمزج الأنواع المختلفة من التمارين للاستفادة من كل منها.
• تساعد تمارين التمدد في المحافظة على حركة ومرونة العضلات والأوتار، كما تخفف تصلّب المفاصل. يجب ممارسة تمارين التمدد بلطف، والاستمرار بكل تمرين من 20 إلى 30 ثانية.
• تهدف تمارين الحركة إلى تحقيق المحافظة على قدرة المفصل الطبيعية على الحركة، بجعله يؤدي الحركات بسعة كاملة. وهذه التمارين تعمل على تحضير المفاصل لأداء تمارين التحمل وكمال الأجسام.
• تمارين التحمّل (مثل ركوب الدراجة الهوائية)، وتعمل على تحسين حالة القلب والأوعية الدموية، وشكل الجسم الكلي، وتزيد العافية وتساعد على ضبط وزن الجسم.
• تمارين كمال الأجسام وهذه تحافظ أو تنمّي العضلات، وهي ضرورية لدعم المفاصل المصابة.
تحذير من الإفراط في التمارين: إذا استمر الألم إلى أكثر من ساعة بعد التمارين، فمن الأفضل التحدث مع اختصاصي العلاج الطبيعي، والتخفيف من شدّة التمارين والجهد المبذول. كما أَّنّ التعب غير العادي وتورّم المفاصل وفقدان مرونتها، هي إشارات على أنَّ التمارين غير مناسبة ويجب تغييرها.
المعالجة الحرارية
إنَّ تطبيق الحرارة أو البرودة على المفاصل المؤلمة، قد يعمل على تخفيف الألم ولو إلى فترة قصيرة، بغضّ النظر عن نوع التهاب المفاصل.
- الحرارة: يجب تطبيق الحرارة عندما تكون العضلات مؤلمة ومتوترة. وللحرارة تأثير يساعد على الاسترخاء، ولكنَّ الأهم من ذلك، هو أنها تحسّن الدورة الدموية في المفاصل (الأمر الذي يخفف الألم). ويمكن أن يأخذ الشخص حمّامًا في الماء الساخن لمدة 15 دقيقة، أو وضع أكياس ساخنة على المناطق المؤلمة.
- البرد: قد يُستخدم البرد خلال فترة الالتهاب الحادّ عندما تكون المفاصل منتفخة ومؤلمة. يُلفّ كيس من الثلج بواسطة منشفة رقيقة، ويطبّق موضعيًّا لمدة 15 دقيقة. ولهذا الإجراء تأثير مخدر ومهدّىء للألم. ولا يُنصح بتطبيق البرد على المفصل الذي تمَّ تخديره مسبّقًا.
تحذير: لا يُنصح بتطبيق المعالجة الحرارية في حالة وجود اضطرابات في الدورة الدموية، بما في ذلك تلك التي يسببها داء السكري، مع مضاعفات في الدورة الدموية أو مرض رينود.
التهاب المفاصل: المعالجة بالتدليك
التدليك من أجل استرخاء العضلات والجسم بالكامل، يخفف الألم والتشنجات. ومن الضروري التحدث عن حالتك مع اختصاصي المعالجة بالتدليك، والذي سيطبّق التقنية المناسبة لحالتك.
كما يمكن المزج بين العلاج بالتدليك والمعالجة الحرارية، على سبيل المثال بأخذ حمّام ساخن في حوض الاستحمام المتدفق. التدليك السويدي اللطيف، والتدليك الكاليفورني، وتدليك إسالين، وأسلوب تراجير هي أساليب أقل قوة، وتناسب أفضل بالتالي الأشخاص الذين يعانون التهاب المفاصل.
الوزن الصحي
كافحي من أجل الوصول إلى وزن صحي
الأشخاص الذين يعانون زيادة الوزن ومصابون بالتهاب المفاصل، سوف يستفيدون عند فقدان الكيلوغرامات الإضافية. وحتى لو كانت خسارة الوزن معتدلة، فسوف يستفيدون ويخفّ الألم. وهذا الأجراء مهم تحديدًا في حالة هشاشة العظام، لأنَّ زيادة الوزن من عوامل الخطر الرئيسية في حالة هشاشة العظام، ولكن أيضًا في حالات الأشكال الأخرى من التهاب المفاصل.
شبكة الدعم
إنَّ الانضمام إلى شبكة دعم اجتماعي قد تساعد في التغلب على الألم، والقيود الجسدية التي يولدها التهاب المفاصل. وكذلك على تبادل الشعور بالمخاوف بشأن المرض، وكسر عزلة المريض والتعرّف إلى العلاجات الجديدة، وما تكشفه الأبحاث الطبية في هذا المجال، وتبادل وصفات فعّالة للعيش بشكل أفضل مع مرض التهاب المفاصل، والانخراط في المجتمع.