تجديد الطاقة سرّ إدارة الوقت

تجديد الطاقة سرّ إدارة الوقت

للحفاظ على نبض قوي في حياتنا، يجب أن نتعلم كيفية إنفاق الطاقة وتجديدها بشكل متوازن، وبينما يركز معظم رجال الأعمال والموظفين على إدارة الوقت، فإن لـ«جيم لوير وتوني شوارتز» Jim Loehr & Tony Schwartz’s رأياً مختلفاً، حيث يشرحان في كتابهما الشهير «قوة الانخراط الكامل» The Power of Full Engagement كيفية تحسين مستويات الطاقة اليومية؛ من خلال تحسين عاداتك اليومية وإجراءاتك الروتينية، وكيف أن الفعالية الحقيقية للوقت تدور أكثر حول إدارة واستثمار طاقتك، وهذا يبدأ من خلال إيلاء اهتمام وثيق لجسمك.



موازنة التوتر والانتعاش
إن موازنة التوتر والانتعاش أمر بالغ الأهمية في إدارة الطاقة في جميع جوانب حياتنا، فحين نستهلك الطاقة، يعيدها الانتعاش. والكثير من الطاقة المنفقة من دون الانتعاش الكافي؛ يؤدي في النهاية إلى الإرهاق والانهيار.
عاطفياً وجسدياً وعقلياً وروحياً، نحتاج إلى زيادة قدرتنا على التجديد والتعافي، هذا المبدأ يسمى التذبذب، فالطاقة هي القدرة على القيام بالعمل، والتذبذب هو نبض الحياة الأساسية.
إليك ما اكتشفه توني شوارتز وجيم لوير؛ نظراً لأن الطاقة تتناقص مع الاستخدام المفرط، لذا يتوجب علينا موازنة نفقات الطاقة مع تجديد الطاقة.




في الواقع، تؤدي الطلبات المتزايدة إلى استنزاف احتياطاتنا من الطاقة بشكل تدريجي، خاصة في غياب أي جهد يعكس الفقدان التدريجي للقدرة التي تحدث مع تقدم العمر، ومن خلال التدريب المستمر، يمكننا أن نبطئ تراجعنا جسدياً وعقلياً بشكل كبير، كما يمكننا تعميق قدراتنا العاطفية والروحية حتى نهاية حياتنا، وللحفاظ على نبض قوي في حياتنا، يجب أن نتعلم كيفية إنفاق الطاقة وتجديدها بشكل متوازن.




1- أهمية الطاقة
ركز معظم مفكري الإنتاجية على مرّ السنين على فكرة الوقت، ولكن لا يوجد سوى ساعات عديدة في اليوم، لذلك إذا كنتِ تريدين أن تكوني شخصية فعالة؛ فيجب أن تتعلمي كيفية إدارتها بحكمة.
ومع ذلك، يمر الوقت من تلقاء نفسه، لا يمكنك إدارته حقاً. ما يمكنكِ إدارته هو الطاقة التي تجلبينها إلى تلك الساعات، فإذا كنتِ تعانين من نقص الطاقة، فلا يهم إذا كان لديكِ الكثير من الوقت لإنجاز المهمة. ستكونين مرهقة لدرجة أنكِ لن تحققي سوى تقدماً ضئيلاً للغاية. أما إذا كان لديكِ الكثير من الطاقة، فيمكنكِ إنجاز العديد من الأشياء في وقت قصير جداً.




2- الاستخدام الحكيم للطاقة
الطاقة محدودة، ولكن قابلة للتوسيع. لديك فقط الكثير من الطاقة لاستخدامها كل يوم، ولكن قدرتنا على بذل جهد إنتاجي تتسع كلما استخدمناها. ما دمتِ تعتنين بنفسك وتهتمين بكمية الطاقة لديكِ، يمكنكِ إنجاز كميات مذهلة من العمل.


3- تتضاءل الطاقة مع الإفراط في الاستخدام
عند العمل، فكري كعداءة، يمكنك الانطلاق والجري لمسافة طويلة، لكن لا يمكنكِ الحفاظ على هذا الوتيرة طوال اليوم. مع القليل من الراحة، يمكنكِ الركض مراراً وتكراراً.
إذا قمتِ بفرض ضرائب على نفسك أكثر من اللازم، فسوف تهدرين نفسك، وستحتاجين إلى فترة استرداد أطول قبل أن تكوني مستعدة للإقلاع مرة أخرى، فلا تعملي إلى حد الإنهاك.




4- أنتِ لست آلة
يحتاج الإنسان إلى الاسترخاء والراحة والانتعاش للحصول على أفضل أداء.
المثل الأعلى حول إنتاجية الإنسان أن يعمل مثل الروبوت: لا راحة، لا طعام، لا نوم، لا شفاء كل يوم. هذه وصفة كارثية.


5- الإجهاد شيء جيد
الإجهاد ليس سالباً دائماً، إنه إشارة تستخدمها أجسامنا لتوليد المزيد من الطاقة لتلبية الطلب. طالما حصلنا على قسط كافٍ من الراحة والانتعاش، من المفيد أن نمارس أنفسنا.. هكذا نصبح أقوى بمرور الوقت، إنه شكل من أشكال التدريب على مقاومة الطاقة.




6- الطقوس اليومية تساعد في الحفاظ على الطاقة
هناك بعض العادات البسيطة التي يمكن أن تساعد في الحفاظ على مستويات الطاقة الخاصة بك عالية كل يوم.
الغذاء هو وقود جسمك، تأكدي من حصولك على كمية كافية، فهذا عالي الجودة، ويحتوي على ما يكفي من البروتين والمواد المغذية التي يحتاجها جسمك؛ ليعمل على النحو الأمثل. أنتِ بحاجة أيضاً إلى كمية كافية من الماء.. ويعد الشاي أيضاً خياراً جيداً للتنوع، ويجب الابتعاد عن السكريات المكررة، كما تعد الفيتامينات مهمة أيضاً.


7- تتبعي دورات الطاقة الخاصة بك
تختلف دورات الطاقة بين شخص وآخر، لذلك من المفيد معرفة ماهية دوراتك. أوصي باستخدام مجموعة متنوعة مما يوصي به بيتر دراكر في مجلة The Effective Executive مع التركيز على مستويات طاقتك طوال اليوم. كل ساعة أو نحو ذلك، تابعي ما تشعرين به.. هل أنتِ في نقطة عالية أم في نقطة منخفضة؟ هناك دورات أخرى أيضاً، تتذبذب بشكل طبيعي كل 90 دقيقة بين الطاقة العالية والمنخفضة، هذه الدورة عادية، لذلك يجب احترامها. كل ساعة ونصف الساعة، يحتاج جسمك إلى القليل من الاسترخاء والراحة.

بمجرد أن تعرفي أنماطك، من الأسهل بكثير تخطيط يومك حول دوراتك. على سبيل المثال، أفضل أوقاتي للانتباه المركز هي منتصف الصباح وبعد الظهر. وفقًا لذلك، أحدد جدولاً يومياً للسماح لي بالكتابة خلال تلك الفترات، وكنتيجة لذلك؛ أنجز المزيد.




8- قضاء الوقت في الإنتاج أو الاستراحة بوعي
هل سبق لكِ أن قضيتِ يوماً عملت فيه النصف؟ في نهاية اليوم، لم تكوني قد أنجزتِ الكثير، لكنكِ شعرتِ أنك عداءة!
إذا لم تكوني منتجة؛ فاستريحي استراحة حقيقية، فالتظاهر بالعمل لا ينفع أحد. أعيدي شحن البطاريات، ثم عودي إلى عملك عندما تكونين مرتاحة ومنتعشة.
يعد هذا المبدأ حجة قوية لأخذ غفوة بعد الظهر، بعد الغداء، الاستفادة من فترة التعطل الطبيعية هذه لإعادة الشحن ليست كسولة، إنها ذكية جداً. من خلال قضاء عشرين دقيقة للاسترخاء وإعادة الشحن؛ فإنكِ تعدين نفسك لقضاء فترة أكثر إنتاجية بعد الظهر.




المقالات ذات صله