أسباب الشعور الدائم بالبرد
أسباب الشعور الدائم بالبرد ... لا تهمليها
أسباب الشعور الدائم بالبرد عديدة ومختلفة. وهذا الشعور بشكل مستمر ليس شعورًا مرغوبًا على الإطلاق. ولكن إذا أردتِ محاربة هذا الشعور وجعله يختفي، من المهم أن تعرفي الأسباب التي تؤدي حتميًّا إلى الشعور المتكرر بالبرودة والقشعريرة والبرد.
فقر الدم – الأنيميا – يؤدي إلى الشعور بالبرد
فقر الدم يجعلك تشعرين بالبرد الدائم
فقر الدم ظاهرة تتميز بنقص الهيموغلوبين في الدم. وهذا المرض يعني النساء أكثر من الرجال، ويصيب حوالى شخص واحد من بين كل 4 أشخاص حول العالم.
وسواء كان الشخص مصابًا بفقر الدم بسبب نقص الحديد أو الفيتامينات بي B أو حمض الفوليك، من بين الأعراض الأكثر شيوعًا لفقر الدم، نجد منها الشعور بالتعب والشحوب وضيق التنفس خلال القيام بالجهد، والشعور شبه الدائم بالبرد.
وهذا الشعور بالبرد الذي يشعر به الأشخاص المصابون بفقر الدم، يمكن تفسيره بشكل طبيعي للغاية:
الهيموغلوبين وهو البروتين الذي تنطوي مهمته على نقل الأكسجين في الجسم. وعندما تكون كريات الدم الحمراء ناقصة، لا يحصل جسمنا على ما يكفي من حصته من الأكسجين. والعضلات التي لا تتلقى ما يكفي من الدم هي العضلات الأكثر برودة.
استهلاك الكحول يعمل على تبريد الجسم
رغم الاعتقاد السائد بأنَّ الكحول تُدفّىء الجسم، ولكن بعد شرب كأس أو كؤوس عدة، غالبًا ما يكون الشعور بالبرد هو الذي يغمرنا.
وتفسير ذلك هو: أنّ الكحول مثل الطعام تمامًا، حيث إنه يجلب لأجسامنا السعرات الحرارية (7 ك سعرة حرارة / غرام) غير أنّ السعرات الحرارية
التي تجلبها الكحول لأجسامنا، هي سعرات حرارية فارغة، لأنها لا تحتوي على عناصر غذائية، وبالتالي فإنّ أجسامنا تعمل على تبديدها على شكل حرارة.
وفي الواقع العملي،
عندما نشرب مشروبًا كحوليًّا، تعمل الكحول على تمدد الأوعية الدموية عند سطح الجسم (الأمر الذي يفسر لماذا يصبح الأنف والخدين أحمرين عند شرب الكحول). ومن هنا يأتي الانطباع بالحرارة عند قضاء أمسية حافلة بالمشروب.
والكحول ينقل الحرارة الداخلية إلى السطح الخارجي! وعندما لا تصبح الأوعية الدموية متمددة بعد ذلك، فإنَّ الحرارة تغادر، ونشعر بالارتجاف من جديد وبالبرد من الداخل.
الوضع الطبيعي: هو أنّ درجة حرارة جسمنا قد انخفضت في الواقع (تنخفض حوالى نصف درجة لكل 50 غرامًا من الكحول المستهلَك). ولهذا السبب فإنّ استهلاك الكحول بشكل منتظم، قد يصاحبه الشعور بالبرودة بشكل دائم.
التعب قد يخفض درجة حرارة الجسم
عندما نشعر بالتعب يكون لدينا الانطباع في الواقع، بأنَّ أداء أجسامنا سيئة أو بطيئة. وهذا حقيقي في الواقع! فعندما يُراكِم جسمنا الكثير من التعب، فقد يعطّل ذلك جزئيًّا النظام العصبي،
وجميع آليات الجسم التي تسمح بتنظيم درجة حرارة الجسم. وعندما تنقصه الطاقة، فإنّ الجسم يؤدي وظائفه الأساسية بشكل أقل (مثل الجهد العضلي، والهضم، وغير ذلك). ومعظم ردود الفعل هذه تسبب إطلاق الحرارة إلى الجسم.
وعندما يتباطأ ويكسل جسمنا المتعب للغاية، فإنه ينتج طاقة أقل، وبالتالي فإنّ ذلك يُترجم على شكل انخفاض في درجة حرارة الجسم، وسوف نشعر بالبرد من الداخل.
نقص الحديد قد يسبب القشعريرة
نقص الحديد أحد حالات فقر الدم الأكثر شيوعًا لدى النساء. وعندما يعاني الجسم نقص الحديد، نشعر بالبرد دائمًا سواء على شكل نوبات قشعريرة أو العرق البارد.
وفي واقع الأمر، فإنَّ الحديد من العناصر المعدنية النزرة التي تلعب دورًا رئيسيًّا في نقل خلايا الأكسجين في الدم.
وهي عملية تلعب دورًا كبيرًا في الإحماء العام للجسم (كما رأينا أعلاه عندما تحدثنا عن فقر الدم). وعندما ينقص الحديد من الجسم، يجد صعوبة في إيجاد الحرارة، من دون أن ننسى الشعور بالتعب الذي يرافق في الغالب نقص الحديد.
ضعف الدورة الدموية يجعل الأطراف باردة
قد يحدث أنَّ لدى بعض الأشخاص درجة حرارة جسم طبيعية، ولكن يشعرون بالبرد في الأطراف فقط. وسواء في فصل الشتاء أو في فصل الصيف، تكون أيدي وأقدام هؤلاء الأشخاص باردة بانتظام. وفي بعض الأحيان قد تصبح تلك الأطراف مزرقّة ومخدّرة ومؤلمة.
في هذه الحالة قد تكون المشكلة هي ضعف الدورة الدموية. وقد يعود أصل هذه الظاهرة إلى سببين مختلفين. الأول هو: على الرغم من أنّ القلب يضخ الدم بشكل كافٍ لضمان التنظيم الحراري العام لأجسامنا، إلا أنه لا يضخ ما يكفي لجلب الدم إلى نهايات الجسم. والثاني هو:
وجود انسداد شرياني عند مستوى القدمين و / أو اليدين، وحيث إنّ الدم يجد صعوبة في المرور في هذه الشرايين، فإنّ الأطراف لا يتم ترويتها بشكل كافٍ.
اليدان والقدمان باردتان دائمًا مع مرض رينود
مرض رينود قد يؤثر على الأشخاص الذين يشعرون بالبرد في اليدين والقدمين دائمًا، لأنَّ ذلك يتعلق مرة أخرى بمشكلة ذات صلة بالدورة الدموية.
ومرض رينود مرض مزمن: تحدث مشكلة البرد في الأطراف في الواقع بشكل ثابت (غالبًا ما تأتي بعد التعرّض إلى البرد أو إلى فترة من التوتر العاطفي الشديد) على شكل نوبات قد تستمر من بعض دقائق إلى بعض ساعات.
تغيير بسيط آخر: الأشخاص الذين يعانون مرض رينود لا تزرقّ أطرافهم، لأنّ هذه الأطراف قد تميل إلى أن يصبح لونها أبيض.
وبالإضافة إلى مشكلة البرد، توجد مشكلة الخدر وشدّة الحساسية. وإضافة إلى ذلك ليس فقط القدمان واليدان تصبحان باردتين، وإنما كذلك الأنف أو الفم أو الأذنين.
في حالة حدوث النوبة، يُنصح بالتماس الدفء، ثم الحركة وتدليك الأعضاء المعنية من أجل تدفئتها.
البرد بسبب الرجيم الغذائي الصارم
الأنظمة الذائية الفقيرة بالسعرات تجعلك تشعرين البرد
لينجح الجسم بالعمل بطريقة مثالية، يجب أن تكون درجة حرارته دائمًا قريبة من 37 درجة مئوية. ومن أجل أن ينجح بتنظيم درجة الحرارة هذه من تلقاء ذاته، فسوف يحتاج إلى السعرات الحرارية من أجل إنتاج الحرارة.
في واقع الأمر، يتم تخصيص نصف ما ننفقه من السعرات الحرارية بشكل يومي، للمحافظة على درجة حرارة الجسم مستقرة
( وهذا ما يسمى التوليد الحراري). وكلما كانت درجة الحرارة الخارجية منخفضة أكثر، سوف يحتاج الجسم إلى المزيد من طاقة السعرات الحرارية لضمان توليد الحرارة وتشغيل منظم الحرارة الداخلي لدينا!
وبناءً عليه، فإنّ الأشخاص الذين يُخضعون أنفسهم إلى نظام غذائي صارم (في حالات الصيام أو اتّباع الأنظمة الغذائية منخفضة السعرات الحرارية) لا يستهلكون عددًا كافيًا من السعرات الحرارية لضمان التوليد الحراري الفعال.
الشعور بالبرد يعتمد على تركيبة الجسم
هذه حقيقة: الأشخاص الطوال والنحيفون، يخسرون الحرارة بشكل أسرع من الأشخاص الأقصر والأكثر استدارة- المكتنزين.
في الواقع فهم يشعرون في الغالب ببرودة أكثر، وهم أكثر حساسية تجاه البرد من الآخرين، والسبب جسدي بحت، لأنَّ سطح التبادل لديهم مع الهواء المحيط أكبر، مقارنة مع وزنهم، كما أنّ طبقة الشحوم العازلة لديهم أقلّ سماكة من الأشخاص الأكثر سمنة. وينطبق ذلك على الأطفال أيضًا.
وكذلك الأمر، فإنَّ الأشخاص الذين لديهم عضلات أضعف أو صغيرة (خصوصًا الأطفال الصغار أو الأشخاص المسنين) يكونون أقل نجاحًا في إنتاج حرارة الجسم، مقارنة بالأشخاص الذين لديهم كتلة عضلية قوية. وبالتالي فإنهم يشعرون بالبرد أسرع وفي أغلب الأوقات.
الأشخاص النحيفون الذين يشعرون دائمًا بالبرد، ليس لديهم خيار في الواقع سوى تغطية أنفسهم أكثر من الآخرين.
اضطرابات الغدة الدرقية تسبب الشعور بالبرد
لا يعتبر الشعور بالبرد من العوامل التي يمكن أن يأخذها الشخص على محمل الجدّ دائمًا. ولكن في المقابل فقد يكون هذا الشعور بالبرد من أعراض مرض غير متوقع. فعلى سبيل المثال، إذا كان الفرد يشعر بالإضافة إلى البرد، بالتعب وجفاف في الجلد وتساقط الشعر، وأنّ وزن الجسم يزداد، فقد يكون ذلك من أعراض قصور الغدة الدرقية.
قصور الغدة الدرقية يتميز بنقص هرمون الغدة الدرقية، ويترجم ذلك بتباطؤ عام في التمثيل الغذائي. ومن الواضح أنّ جسمنا يعمل ولكن ببطء.
ومن بين وظائف الجسم بشكل عام التي تتأثر بوجود خلل في الغدة الدرقية، هي القدرة على تنظيم درجة الحرارة الداخلية. ومن هنا يأتي الشعور الدائم بالبرد.
الجفاف الذي سببه موجة البرد
يحدث أنه في أعقاب موجة البرد يصبح جسمنا جافًّا (خصوصًا لأنّ الماء الذي يحتويه جلدنا، يتبخر عند ملامسة الهواء البارد والجاف). ولكنّ هذه الظاهرة ليست في اتجاه واحد فقط، وفي بعض الأحيان قد يكون الجفاف هو أصل الشعور بالبرد.
وفي واقع الأمر، فإنّ جسم الإنسان يتكوّن في معظمه من الماء. ومن بين الأدوار المختلفة التي يلعبها الماء في جسمنا، مساعدته على تنظيم درجة الحرارة الداخلية!
ومن شأن شرب الماء بانتظام (ليتر ونصف الليتر في اليوم) أن يساعد الجسم على تنظيم الحرارة الداخلية.
نقص السكر في الدم التفاعلي يسبب الشعور بالبرد
نقص السكر في الدم يصاحبه الشعور بالبرد
نقص السكر في الدم التفاعلي، هو مرض يجمع ثلاثة معايير مختلفة: انخفاض مفاجىء في الطاقة، يصاحبه الشعور بالجوع والبرودة والرجفة أو الارتعاش وغير ذلك، حيث ينخفض مؤشر السكر إلى أقل من 3.5 مليمول لكل ليتر خلال النوبة، ويختفي الشعور بالانزعاج عند تناول السكر.
نقص السكر في الدم التفاعلي هو مرض يعرفه في الغالب الأشخاص الذين يعانون عدم تحمل الغلوكوز، أو من داء السكري، أو الذين يعانون أمراض البنكرياس.
ويعتقد العديد من الأشخاص أنهم يعانون نقص السكر في الدم التفاعلي، في أعقاب الفترات التي يشعرون خلالها في الغالب بالتعب والبرودة والعصبية، من دون أن ينخفض لديهم مستوى السكر في الدم تحديدًا.
فإذا شعرنا بالبرد والتعب ونقص الطاقة، ولكن بقي مؤشر نسبة السكر في دمنا طبيعي تمامًا، فإنَّ ذلك ليس فعليًّا نقص السكر في الدم التفاعلي. بل نحن نتحدث هنا عن نقص السكر في الدم الزائف، والذي يكون في العادة خفيفًا أو معتدلًا، والذي بالإمكان معالجته عن طريق تعديل النظام الغذائي للأشخاص الذين يعانونه.
بعض أنواع الأدوية تسبب انخفاضًا في درجة حرارة الجسم
إنّ قراءة نشرة الأدوية التي نتناولها، أمر مزعج أحيانًا ولكنه مفيد دائمًا. وفي الواقع فقد نبهت وكالة الأمن الصحي للمنتجات الصحية (Afssaps) قبل بضع سنوات، المستهلكين الذين يجهلون أنّ هناك عددًا من الأدوية، يمكن أن تسبب انخفاضًا في درجة حرارة الجسم،
أو تفاقم انخفاض درجة حرارة الجسم.
ومنها على سبيل المثال مضادات الذهان والباربيتورات وموسعات الأوعية الدموية، وبعض أنواع أدوية معالجة فرط الضغط، وبعض مضادات الصرع والديجوكسين وغيرها.
ولكي نتفادى الآثار الجانبية غير المرغوبة للأدوية، يجب دائمًا قراءة النشرة المرفقة.