هل مرضي القلب اكثر عرضه لكورونا ؟
كورونا ومرضى القلب: كل التفاصيل مع طبيب مختص
تكشف "جمعيّة القلب الأميركيّة"، استنادًا إلى مجموعة من التقارير المبكّرة، عن معاناة 40% من المصابين بـ"كوفيد_19" في المشافي الأميركيّة، أصلًا من أمراض القلب والأوعية الدموّية الدماغيّة، مثل: السكتة الدماغية. فما هو عامل الخطورة عند إصابة مرضى القلب بالفيروس المستجدّ؟
معلومٌ أنّ حالات معظم المصابين بـ"كوفيد _ 19" خفيفة ومتوسّطة، والسواد الأعظم منها يشفى بصورة تامّة، بيد أنّ خطر الوباء يزداد في صفوف مرضى القلب والأوعية الدمويّة، إذ يرتبط فيروس "كورونا" المستجدّ بمضاعفات عدّة مباشرة وغير مباشرة على القلب والأوعية الدموية.
تولّد الإصابة بالفيروس، متلازمة الضائقة التنفّسية الحادّة ARDS، وهي حالة طبيّة طارئة تؤدّي إلى انخفاض حادّ في مستوى الأُكسجين في الدم، ولها آثار سلبيّة كبيرة على القلب وأعضاء الجسم الأخرى.
يتسبّب الفيروس التاجي بعدوى للرئتين، لتتمظهر هذه العدوى في التهاب رئوي. معلومٌ أن عند إصابة الرئتين بعدوى (مهما كان المسبّب، وليس فيروس "كورونا" المستجدّ فحسب)، تمتلئ المجاري التنفّسية بالمخاط الناتج عن الالتهاب، ويكون على الجسم أن يعمل بجدّ أكبر لإدخال الأُكسجين إلى الدم. يعمل القلب والرئتان كفريق متكامل؛ لذا عند وجود التهاب رئوي،
يجب أن يعمل القلب بجهد أكبر، ومن الواضح إذا كان هناك مرض في القلب، فإنّ هذا يعني المزيد من الضغط والإرهاق. وفي هذا الإطار، يوضح الاختصاصي في أمراض القلب والأوعية الدموية الدكتور أيمن برغل لـ"سيدتي. نت" أنّ "أمراض القلب عديدة؛ ولكن البعض منها يولّد عامل خطر إضافي عند الإصابة بـ"كوفيد_19"، أهمّها: القصور في عمل القلب Heart failure، وتصلّب شرايين القلب، والمشكلات في وظائف صمّامات القلب Valvular heart disease"،
لافتًا إلى أنّ "عامل الخطورة الإضافي عند مرضى القلب، في حال الإصابة بـ"كوفيد_19"، لا يعني أنّ كلّ المصابين بالقلب سيواجهون الفيروس أو سيقضون جرائه". لكن، يجدر بهذه الفئة التقيّد بالتوصيات الصادرة عن "مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها" و"منظّمة الصحّة العالميّة":
_ غسل اليدين، بالماء والصابون، لعشرين ثانية على الأقلّ عند لمس أي جسم، أو استخدم معقّم اليدين الذي يحتوي على 60% من الكحول على الأقلّ.
_ تجنّب لمس الوجه.
_ تنظيف وتطهير الأسطح التي يلمسها المريض كثيرًا، مثل: مقابض الأبواب ومفاتيح الإضاءة والهاتف ولوحات المفاتيح...
_ ملازمة المنزل، والخروج عند الضرورة فحسب.
_ التباعد الإجتماعي، مع محاولة إبقاء مسافة تمتدّ إلى مترين بين المريض والآخرين، عند الاضطرار إلى الخروج.
للوقاية...
لوقاية مرضى القلب من الفيروس ومضاعفاته، هناك تدابير مفيدة، علمًا أنّ التدابير لا تغني عن العلاج، والمتابعة مع الطبيب. تشمل التدابير الوقائيّة:
• المواظبة على تناول العقاقير الطبيّة، بحسب الجرعات المحدّدة، وفي مواعيدها.
• الحفاظ على معدّل ضغط الدم مستقرًّا. علمًا أنّ في حال الإصابة بـ"كوفيد_ 19"، أو أي التهاب آخر،
يمكن أن يتأثّر ضغط الدم سلبًا، ويرتفع معدّله. وينسحب الأمر على من يتعاطى العقاقير الطبيّة التي تعمل على ضبط معدّل ضغط الدم. يمكن أن يُمثّل الخلل في ضغط الدم (الارتفاع فيه) مؤشّرًا يدلّ إلى احتمال الإصابة بالفيروس بين العوارض الأخرى،
وبالتالي يجب عدم إهمال هذا العارض بل الاستناد إليه، بخاصّة عندما يرتفع الضغط بشكل غير معتاد، رعم تناول العقاقير الطبيّة التي تعدّله. لكن، لا يعني ما تقدّم أنّ كلّ من يعاني ارتفاعًا في ضغط الدم يعتبر أكثر تعرّضًا للإصابة بـ"كوفيد_"19، بل هو يكون أكثر تعرّضًا في الواقع للمضاعفات في حال الإصابة بالفيروس.
• الحفاظ على معدّل السكّر في الدم مستقرًّا. الجدير بالذكر أنه رغم أن فيروس "كوفيد_19" يؤثر في الفرد السليم، إلّا أن الدراسات تفيد بأنّ الفرد الذي لديه تاريخ من الأمراض المزمنة، مثل: السكّري وارتفاع ضغط الدم أكثر تعرّضًا للعدوى، والإصابة بعوارض أكثر شدّة، مقارنة بالسليم. بالتالي،
فإن الفيروسات التاجيّة هي الأكثر خطورةً لمريض السكّري، بسبب ضعف جهاز المناعة لديه،
فمن يشكو جرّاء ارتفاع معدّل السكّر في الدم أو عدم التحكم بالمعدّل، يواجه تدفق دم أقل من الطبيعي، ممّا يجعل من الصعب على الجسم استخدام المغذّيات،
والدفاعات الطبيعيّة الهادفة إلى حماية الجسم من العديد من أنواع العدوى. كما يستغرق الأمر عادة وقتًا أطول من المعتاد حتى يتعافى مريض السكّري أيضًا.
• الحفاظ على معدّل الـ"كوليسترول" في الدم مستقرًّا.
• الحرص على ممارسة الرياضة بالمنزل، لدورها في تقوية المناعة.
• تجنّب الضغوط والتوتر قدر المستطاع.
• الحرص على تناول الأطعمة الغنيّة بالفيتامينات، ومضادات الأكسدة، كالخضروات والفواكه.
صيام مرضى القلب
بحسب د. أيمن برغل، لا توصية عامّة مُتعلّقة بصوم مرضى القلب، بل يجب التطرّق إلى كلّ حالة على حدة، مع الطبيب. علمًا أنّ الصوم لا يؤثّر سلبًا في صحّة مرضى القلب والشرايين، الذين يتمتّعون بوضع صحّي مستقرّ.
بالمُقابل، ثمّة حالات يدعو الطبيب فيها مريض القلب إلى البعد عن الصوم، لسلامته، كما في حالة القلب غير المستقرّة التي قد تتأثر سلبًا جرّاء الامتناع عن الطعام والشراب لساعات، أو الحالة القلبيّة الحادّة، مثل: القلب الاحتقاني، أو حالة الذبحة الصدرية غير المستقرة،
أو ارتفاع الضغط الحادّ، أو عند التعرّض لذبحة قلبيّة حديثة. ويمنع من الصوم أيضًا، المريض الذي شُخّصت حالته حديثًا أو خضع لجراجة متعلّقة أخيرًا.
بالمقابل، في حال قرّر مريض القلب الصيام، يفضّل أن يتبع نصائح التغذية الآتية:
• تجنّب تناول الأطعمة التي تحتوي على كمّ عال من الملح، والمخلّلات.
• تجنب تناول المقالي والأغذية كثيرة الدسم والدهن.
• من المفيد استخدام منتجات الحليب قليلة الدسم.
• من الهام جعل الحضروات والفواكه جزءًا أساسيًّا من الوجبات.
فور تدهور الحالة الصحيّة لمريض القلب، نتيجة الصيام أو فور ظهور أي عارض خطير كارتفاع الضغط الحاد، أو بداية عوارض النوبة القلبيّة، أو بالمقابل أي عارض بسيط، كالدوار وزغللة العينين، يجب المسارعة إلى الإفطار، فاستشارة الطبيب.