أنظمة رجيم مخسسة
أنظمة رجيم مخسسة.. احذريها!
صحيحٌ أنّ أنظمة الرجيم المُخسّسة (كيتو دايت والسيرتفود والماكروبيوتيك، وغيرها) تُساعد متتبعيها في خسارة بضع كيلوغرامات زائدة في أوزانهم، إذ من الطبيعي عند إلغاء فئات أساسيّة من الهرم الغذائي (النشويات غالبًا)، ينتج منه الحدّ من السعرات الحراريّة المتناولة في اليوم،
وبالتالي خسارة الوزن المنشودة بعد وقت قصير. ولكن، يبقى سؤالان، هما: هل سيحافظ من يتبع نظامًا غذائيًّا مخسّسًا ورائجًا على ما خسره من كيلوغرامات من وزنه طويلًا؟ وما هو دور هذه الأنظمة الغذائيّة المخسّسة الرائجة في جعل متتبعها يدخل في حلقة لا تنتهي من التجريب، فالنجاح، وبعدها الإخفاق بعد الانقطاع عن الرجيم، فالتجريب مجدّدًا؟..
يجد ناس كثيرون، بخاصّة الفئة التي تشكو من السمنة الخفيفة (مؤشر السمنة ≥30)، في الأنظمة الغذائيّة المخسّسة الرائجة ملجئًا لهم، إذ هم يسعون بكل السبل المتاحة إلى الحصول على نتائج سريعة، بدون أن يكترثوا إلى الأضرار الناتجة عن أنظمة الرجيم المذكورة.
فمن منّا لا يتحمّس عندما يسمع أو يقرأ وعود المروّجين لحمية ما بنتائجها "المضمونة" المزعومة في جعل متتبعيها يخسرون عشرة كيلوغرامات خلال شهر؟! والمُفارقة أنّه كلّما ازدادت "غرابة" قواعد النظام الغذائي المخسّس، وجد الأخير متتبعين، ولو أن المحكّ هو في الاستمراريّة، بخاصّة أن كثيرين يلاحظون أن أوزانهم ما تلبث أن تزيد بعد وقت قصير عن التوقف عن الحمية.
ما الحلّ؟
الحلّ بحسب اختصاصيّة التغذية سكينة القاضي هو اقتناع البدين(ة) بأهميّة تغيير العادات الغذائيّة الخاطئة، التي لطالما اتبعها، ومحاولة عيش حياة أكثر صحّةً. وفي هذا الإطار، تفيد النصائح الآتية:
• لا لإهمال وجبة الفطور: الفطور وجبة تجعل متناولها يشعر بالنشاط ويُحافظ على الشعور بالشبع لوقت مقبول، إذا كانت متكاملة في محتوياتها التي تشتمل على النشويات والبروتينات والألياف والدهون الصحيّة.
• وجبات كثيرة خلال اليوم: توزيع الوجبات على مدار اليوم تدبير مفيد في رحلة خسارة الوزن، إذ هو يساعد في جعل المرء يُحافظ على الشعور بالشبع، كما يُنشّط عمليّة الأيض خلال اليوم. لذا، يستحسن تناول ثلاث وجبات أساسيّة (الفطور والغداء والعشاء)، بالإضافة إلى وجبتين خفيفتين بينها.
• سعرات حراريّة أقلّ: تختلف احتياجات الناس من السعرات الحراريّة خلال اليوم، إذ تحدّد هذه الاحتياجات العوامل الآتية: الجنس والعمر والوزن والطول ومعدّل الحركة خلال اليوم. وعليه، فإنّه يجدر بالأفراد الذين يسعون إلى إنقاص أوزانهم إيلاء السعرات الحراريّة المتناولة أهميّة، على أن تقلّ عن حاجاتهم منها قليلًا.
• لا للعطش! يُنجح الاستهلاك العالي للماء النظام الغذائي الصحّي، فشرب الماء حتّى بدون انتظار الشعور بالعطش قد يُحسّن مستوى الأيض، بالإضافة إلى ترطيب الجسم، والحدّ من الطعام المستهلك. وفي هذا الإطار، يفيد شرب من ليترين من الماء في اليوم، حتّى ثلاثة ليترات منها.
• مكوّنات وجبة الغداء: يُنصح ببدء الوجبة بشرب كوب من الماء، يليه طبق من سلطة الخضروات متعدّدة الألوان بغية الشعور بالامتلاء، الأمر الذي يقود إلى التقليل من حجم الطبق الرئيس.
• المزيد من الألياف: تساهم الألياف المتوافرة في الخضروات والفواكه والبقوليات، في إشعار متناولها بالشبع طويلًا.
• القليل من الدهون المشبّعة والسكّريات والصوديوم: هذا التدبير ضروري، ويشتمل على التقنين في الوجبات السريعة والعصائر الغنيّة في السكّريات ومنتجات الدهون المشبّعة.
• جودة النوم أساس: يساعد النوم لساعات كافية، في جعل المرء يتخلّص من الدهون، فقد أكّد العديد من الدراسات مدى ارتباط جودة النوم بالعادات الغذائيّة الصحيّة، علمًا أنّ الأفراد الذين يواجهون اضطرابات النوم يتعرّضون أكثر من غيرهم لازدياد نسب الدهون في أجساهم. ساعات النوم متغيّرة من فرد إلى آخر، ومتوسّط ساعات النوم الجيّد تبلغ سبع ساعات كلّ ليلة.
• النشاط البدني هامّ: نصف ساعة من المشي على الأقلّ في اليوم فعّال.
نظام غذائيّ متوازن
إلى من يرغب في خسارة الوزن، في إطار عمليّة مستدامة، فإنّه يُناسب الالتزام بالقواعد العامّة سالفة الذكر، والتحلّي بالصبر، لأنّ عمليّة خسارة الوزن تتطلّب الكثير من الوقت. وعلى الرغم من أنّ مجموع السعرات الحراريّة قد يختلف من فرد إلى آخر، فإنّ النظام الغذائي المتوازن الآتي يضمن خسارة كيلوغرام خلال أسبوع.
| الفطور: فِلقة من الخبز المصنوع من القمح الكامل وملعقتان كبيرتان من اللبنة، بالإضافة إلى كوبين من الخضروات.
| الوجبة الخفيفة (سناك) الأولى: كوب (250 ميلليليترًا) من الحليب خالي من الدسم، مع حبتين من بسكويت القمح (بدون سكّر).
| الغداء: كوبان من السلطة، مع 120 غرامًا من الطاووق المشوي وحبّة ونصف الحبّة من البطاطس المشويّة. لا يسمح سوى بإضافة ملعقة كبيرة من الزيت النباتي إلى الطعام.
| الوجبة الخفيفة (سناك) الثانية: ثمرة من الفاكهة.
| العشاء: فِلقة من الخبز المصنوع من القمح الكامل وملعقتان كبيرتان من الجبن القريش، بالإضافة إلى كوبين من الخضروات.