مقويات المناعة للوقاية من الإصابة بـ"كوفيد_19"
في إطار الوقاية من الإصابة بـ"كوفيد_19"، وغيره من الأمراض والفيروسات، يبحث الناس عمّا يجعل أجهزة المناعة في أجسادهم فعّالة، لكن مع وفرة النصائح الصحيّة أو حملات الترويج للمكمّلات الغذائيّة والزيوت، قد يوعد البعض بحماية "زائفة" ضد الأمراض! وفي هذا الإطار،
نطلع على بعض المعلومات المغلوطة أو المنقوصة المُتداولة بين العامّة عن مقوّيات المناعة.
جرعات مبالغ بها من مكمّلات الفيتامين "ج"
يعدّ الفيتامين "ج" عنصرًا غذائيًّا هامًّا لوظيفة المناعة المثاليّة. ومع ذلك، فقد أظهرت مجموعة من الدراسات أن تناول جرعات كبيرة من الفيتامين "ج" على هيئة مكمّلات غذائيّة لا يفيد الجسم حقًّا، عندما يتعلّق الأمر بمقاومة نزلات البرد أو أي مرض آخر. زيادة الجرعات من الفيتامين المذكور ليست تدبيرًا مفضّلًا في هذه الحالات بالضرورة،
لأن أجسامنا لا تستطيع امتصاص سوى بضع مئات من الميلليغرامات من الفيتامين "ج" في المرة الواحدة. علمًا أن الحّصة الغذائيّة اليوميّة الموصى بها من الفيتامين "ج" مُحدّدة بـ75 ميلليغرامًا للإناث البالغات، و90 ملليغرامًا للذكور البالغين، مع الإشارة إلى أنّ الكمّيتين تلبيان احتياجات معظم الناس من هذه المغذّيات.
الفيتامين "ج" والزنك للمناعة.. ولكن؟
النظام الغذائي الشامل هو الذي يتكوّن أساسًا من أطعمة حقيقيّة منوّعة، بعيدًا من التركيز على تعاطي الفيتامين "ج" والزنك حصرًا على هيئة مكّملات غذائيّة، ومتابعة تناول الطعام بدون تخطيط أي اختصارًا اتباع نظام غذائي سيء وغير متوازن. علمًا أن تناول جرعات كبيرة من الزنك طويلًا، وبدون إشراف الطبيب، قد يقود إلى خفض المناعة!
الأطعمة "الخارقة"؟!
صحيحٌ أن تناول الطعام الصحّي يُمثّل خطوةً على طريق الحفاظ على وظيفة جهاز المناعة وفعاليّته، لكن لا طعام "خارق" من شأنه أن يحقّق ذلك بل مجموعة منوّعة من الأطعمة الطبيعيّة في النظام الغذائي اليومي المتبع، لا سيّما المزيد من الفواكه والخضروات الملوّنة، ما يمدّ الجسم بالعديد من الفيتامينات والمعادن ،
مثل: "أ" و"ج" و"هـ"، الفيتامينات التي تلعب أدوارًا رئيسة في دعم جهاز المناعة. يمكن أن تأتي الفواكه والخضروات المحمّلة بالفيتامينات، في أشكال مختلفة: طازجة أو مجمّدة أو معلّبة. وفي هذا الإطار، تفيد الإشارة إلى أنّ الفواكه والخضروات المعلّبة أو المجمدة غالبًا ما تجمّع في ذروة النضج لتأمين العناصر الغذائيّة الضرورية. وبالتالي، هي مصدر ممتاز للمكوّنات الصحيّة.
بالإضافة إلى الحمضيّات...
تعدّ الفواكه الحمضيّة، مثل: الليمون الحامض والبرتقال والليمون الهندي (جريب فروت)، مصادر غنيّة بالفيتامين "ج" الذي يعمل على تقوية المناعة، ولو أنّها ليست الأطعمة الوحيدة التي يمكن أن تدعم صحّة الجهاز المناعي، لناحية مساعدته في الوقاية من الأمراض، لذا يُمكن إضافة بعض مقويّات المناعة لكلّ وجبة، مثل:
• الفلفل الأحمر: هو يعجّ بالفيتامين "ج".
• الثوم: ثبت أن مركّبات الكبريتيك المتوافرة في الثوم تُساعد في تحسين وظيفة الجهاز المناعي.
• الجزر: الكميّة الكبيرة من الفيتامين "أ" في تركيبة الجزر، تجعل منه مقويًّا مناعيًّا رائعًا، فالفيتامين "أ"، مثل: الكاروتينات (بيتا كاروتين) في الجزر، هي عبارة عن مضادات أكسدة هامّة تقوّي وظيفة المناعة، ويمكن أن تُساعد أجسامنا على مُحاربة العدوى.
• حساء الدجاج: هو يحتوي على الزنك، والأخير معدن هامّ يُساعد في علاج الالتهابات، وعلى الفيتامين" ب6" المُفيد في إطار تكوين خلايا الدم الحمر الجديدة. مرق الدجاج (مرق العظام) بدوره، يعجّ بعناصر غذائيّة لصّحة الأمعاء والمناعة أيضًا.
الغذاء المتوازن ليس وحيدًا في دعم المناعة
يُعدّ النظام الغذائي المتوازن، والمليء بالعناصر الغذائية الهامّة أساسًا في تقوية نظام المناعة، وإلى الغذاء هناك العديد من العوامل الأخرى المُتعلّقة بنمط الحياة، العوامل التي تلعب دورًا أيضًا في هذا المجال، كالنوم الليلي لساعات كافية وإدارة الإجهاد والمُداومة على الرياضة والإقلاع عن التدخين.
المياه المحسّنة والمشروبات الرياضيّة
غالبًا ما تحمل المياه محسّنة الطعم والمشروبات الرياضيّة، في تركيبتهما، الألوان الصناعيّة والمحلّيات، وهذه الأخيرة يمكن للجسم البشري العيش بدونها. لذا، عندما يبدأ المرء في التركيز على تغزيز نظام المناعة الصحّي عن طريق تأسيس عادات صحيّة طويلة الأجل،
بما في ذلك اتباع نظام غذائي غني بالفواكه والخضروات والأطعمة الكاملة، والمداومة على الرياضة والحصول على قسط كافٍ من النوم والاهتمام بالصحّة العقليّة، يفضّل شطب كل ما لا لزوم له في التغذية.