تفكير الرجل في سن الستين
يمر قطار العمر دون أن نشعر؛ فما أن نستيقظ فإذ بالعمر قد تقدم كثيرًا؛ فتتغير الحياة بكل تفاصيلها، حتى شخصية الإنسان تطرأ عليها تغيرّات تجعل منه إنسان مختلف تمامًا مع تقدم السن؛ وتتخذ كل مرحلة عمرية مجموعة من الخصائص لتنفرد بها عن المراحل الأخرى، فعلى سبيل المثال أن تفكير الرجل في سن الستين يختلف عن تفكير ذلك الشاب الثلاثيني، كما يختلف عنه نفسيًا وجنسيًا وغير ذلك الكثير من النواحي التي سنتطرق إلى أدق تفاصيلها في حياة الرجل في سن الستين في هذا المقال.
توصف هذه المرحلة من العمر لدى الجنسين بأنها حساسة للغاية ومهمة، إذ تأتي ليجلس بها الإنسان ناظرًا إلى حياته السابقة من شرفة الستين ليترقب ما قدمه من إنجازات وتحقيق احلام كبرت معه عامًا تلو الآخر، ونظرًا للأهمية البالغة التي تحظى بها هذه المرحلة العمرية؛ فقد خُطّت الكثير من الكتب في هذا السياق، ومن بينها كتاب كيف تعيش حياتك بعد الستين وغيره الكثير.
تفكير الرجل في سن الستين
ينضج الإنسان تلقائيًا عامًا تلو الآخر؛ ففي كل مرحلة تشعر أنك شخص جديد غير ذلك السابق؛ وكذلك الحال بالنسبةِ إلى الرجل في سن الستين؛ إذ يتغير جذريًا تفكيره في مناحي الحياة وخاصةً عندما ينظر إلى أن السنين الفائتة أكثر من القادمة؛ فينعكس ذلك سلبًا على شخصيته ونفسيته بشكل ملحوظ، وفي الواقع أن الرجال يختلفون تمامًا عن النساء بهذه القضية، إذ لا تعاني المرأة من مشاكل بالاعتراف بدخول دوامة سن اليأس؛ وذلك على العكس تمامًا عند الرجال الناكرين بلوغهم سن اليأس مما يشكل لديهم أزمة نفسية تأخذ بهم إلى الهروب بعيدًا عن المنزل وقضاء أطول وقت خارجه.
نفسية الرجل في سن الستين
يبدأ التغير في نفسية الرجل في سن الستين واضح المعالم لدى أفراد الأسرة، حيث يتغير إلى شخص يحتاج إلى اهتمام وعاطفة أكثر من أي وقتٍ مضى وتحديدًا من قِبل الزوجة؛ فيصبح أكثر ميلًا لجذب اهتمامها والحصول على دعمها العاطفي له تجنبًا لاجتياح الوحدة والفراغ لمشاعره بعد أن بلغ سن التقاعد وبات عاطلًا عن العمل، وبالإضافةِ إلى ما تقدّم فإن الرجل يصبح لوّامًا لزوجته باستمرار مما يجعل حياته الزوجية تعود إلى السنين الأولى من الزواج؛ فيصبح متعمدًا في اختلاق المشاكل، وجميع ما ذكر يأتي إثر ضعف هرمون الذكورة الذي يأخذ بيده نحو الاكتئاب والأرق والتوتر المستمر.
الجنس لدى الرجل في سن الستين
تقل دورة الإستجابة الجنسية لدى الرجل في سن الستين وقبلها أيضاً.. على هامش تغيرات فسيولوجية تؤثر على نفسية المرأة والرجل في سن الستين وليس حصرًا على الذكور، بالرغم من أن الرجل يفكر في الجنس على الأقل مرة واحدة خلال يومه قبل بلوغ سن الستين وتقل بعده بنسبة تصل إلى مرة في الأسبوع لكنها ليست معدومة نهائيًا لديهم، لذلك فإن الأمر يتطلب من الأزواج اتباع الطريق إلى الحياة الزوجية السعيدة في الإسلام معًا بعد بلوغ سن اليأس لعدم تولّد المشاكل والخلافات نتيجة التغيرات التي يعاني كل منهما بحكم المرحلة العمرية.
خطر الإكتئاب لدى الرجل بعد الستين
يعرف الاكتئاب بأنه حالة صعبة من الاضطراب العاطفي نتيجة تعدد الأعراض المؤثرة على مزاجه، فيصبح الرجل في هذه المرحلة أكثر حساسية من المرأة نظرًا لتجاهله مسألة التعبير عما يجوب في خاطره من ضغوطات الحياة التي تحف بحياته، لذا فلا بد من إيلاء عناية خاصة للرجال في سن الستين لحمايتهم من الإصابة بأمراض الضغط والقلب الناجمة عن كبت المشاعر والتعبيرات.
مقارنة المشاعر لدى الرجل بعد سن الستين وقبله
تاليًا مقارنة بين المشاعر التي تنتاب الرجل في مرحلتين من عمره، قبل سن الستين وبعدها:
الرضا: يبدأ الشعور بالرضا إزاء أصغر الأمور لدى الرجل بعد سن الستين، بينما يبقى ذلك أقل في المرحلة القبلية.
الصداقة: يكون الستيني حريصًا في الإبقاء على علاقات الصداقة وإحياء صداقات اندثرت؛ ويعود ذلك لاعتبارها المتنفس الوحيد له، أما في مرحلة الشباب فتكون مضطربة إجمالًا نظرًا للإنصراف إلى مشاغل الحياة.
الإحباط: يبقى الشاب أكثر شعورًا بالإحباط؛ وخاصةً إذ لم يحقق أحلامه وأهدافه في الحياة، ويتهاوى الشعور بالإحباط تلقائيًا بعد بلوغ سن الستين.
التأقلم: يصبح الرجل بعد سن الستين أكثر تقبًلا للظروف الصعبة وتأقلمًا معها، بينما يكون الشاب أقل تقبًلا لذلك.
الإيمان: بالرغم من أن الإيمان ليس مقرونًا بفئة عمرية؛ إلا أن الكثير من الشباب يضيع الوقت دون التوجه إليه، لكن الأمر يصبح محض الإهتمام بعد الستين.
التكافل: تعتبر الفئة الشبابية بأنها أقل ميلًا لطلب التكافل وتقديمه في الأمور الشخصية، بينما يحرص عليه الرجل بعد سن الستين بقوة.
ممارسة الأنشطة: من الممكن للرجل الستيني أن يقدم على ممارسة أنشطة لم تكن تخطر على باله أبدًا، كما يمكن أن يستعيد النشاطات التي كان يهوى ممارستها في مراحل عمره الأولى، أما الفئة الشبابية فلا تجد متسعًا من الوقت للقيام بالأنشطة لضيق الوقت وزحام الأعمال في جدوله اليومي.