إفطار على ضوء الشموع
إفطار على ضوء الشموع
اللعنة..اللعنة بجد يعني..
وصلت لمنزلي متأخرة بسبب زحمة المواصلات فدلفت للمطبخ بسرعة لتحضير الإفطار، لكن ما ان فتحت ثلاجتنا اكتشفت أن معظم طعامنا المجمد قد فسد بسبب الانقطاع المتكرر للتيار الكهرباء طوالي الأيام الماضي، كدت ألعن شركة الكهرباء وكل القائمين عليها لكني تمالكت أعصابي وقلت "اللهم أني صائمة"، بدأت أفكر أن الحل الأسهل والأسرع هوتحصير معكرونة بالصلصة، وضعت المعكرونة على النار ووضعت الطماطم في الخلاط، وما أن ضغطت زر التشغيل حتى انقطع التيار الكهربائي مرة أخرى، بالطبع جن جنوني، اعتقد أن صيامي ضاع يومها على كل المسئولين.
كان زوجي نائما لكنه استيقظ على صوتي الغاضب سائلا عما هنالك، فأخبرته بما حدث، فقال هادئا لا مشكلة، أثارني هدوءه بالطبع فقلت غاضبة "المغرب سيؤذن خلال نصف ساعة، ماذا سنفعل الآن؟ هل نطلب دليفري؟"، لكن زوجي رفض الفكرة وقال إننا نسكن في الدور الثامن "كيف سيصعد عامل توصيل الطلبات إلينا والمصعد معطل بسبب انقطاع الكهرباء!"، رددت وأنا نافذة الصبر "إذا لا إفطار اليوم؟"، فقال زوجي مبتسما: "عزيزتي لما كل هذه العصبية، ليس مهما أن نطبخ اليوم، عيش وجبن وقطع خيار يكفي".
كان زوجي محقا، دائما ما افقد أعصابي وأتوتر بسهولة، لكن كان ذلك يرجع لرغبتي في أن يكون كل شئ مضبوط وعلى ما يرام، وكنت غاضبة بشدة لأن زوجي المتعب طوال النهار في عمله سيضطر للإفطار على جبن وكنت أشعر أني مقصرة، رغم أن الأمر خارج عن إرداتي تماما، انقطاع كهربائي يعاني منه البلد بأكمله منذ بداية شهر رمضان، لكن زوجي العزيز تقبل الإفطار البسيط عن طيب خاطر .
تناولنا إفطارنا على ضوء الشموع وكنت مازلت أسبح في أفكاري، إذ تذكرت إحدى قريباتي التي كان زوجها يظل يصرخ فيها بمجرد دخوله المنزل لكي يجعلها تسرع أكثر في إعداد الإفطار حتى وإن كان آذان المغرب يبعد 3 ساعات أو أكثر، ولم يكن يردعه رادع أبدا مثل وجود غرباء يشاهدونه وهو يصرخ في وجه زوجته المسكينة، كم كنت اكرهه وكم أنا محظوظة بزوجي.
قطع أمير صمتي متسائلا: "فيم تفكرين؟"، ابتسمت وقلت لا شئ، ضحك قائلا: "في الغالب عندما تصمتين تخططين لشئ ما"، ضحكت بشدة وأكدت له أني بريئة هذه المرة، صمت قليلا ثم ابتسم وقال بغموض: "بمناسبة التخطيط، الشركة ستقيم إفطار رمضاني لجميع الموظفين، ما رأيك بالحضور؟"، سألته: "هل ستحضر منال؟"، قال: "منال من؟ اه من قسم الحسابات..بالتأكيد ستحضر".
قلت وأنا اشعر أن معركة شرسة للقطط قادمة لا محالة في الأفق "إذا رجلي على رجلك