حلول عملية تبعد زوجك عن الخيانة ؟
لا يمكن لأي زوجة أن تتصور حياتها بوجود امرأة أخرى تشغل قلب زوجها أو على الأقل باله، فالمرأة مهما اختلفت ثقافتها، ودرجة تعليمها، واعتزازها بكرامتها، ومهما اختلفت شخصيتها، إلا أن النساء يتفقن جميعاً على تلك النقطة، وهي أن زوجها لها وحدها دون أن يشاركها فيه أحد، حتى لو كانت لا تحبه بجنون، وتتظاهر بأنها تترك له الحرية وتثق بنفسها، إلا أن وجود امرأة أخرى في حياة الزوج قد تقلب حياتها رأساً على عقب، وتقلل ثقتها بنفسها، وتخلق بداخلها رغبة عميقة في الانتقام منه، أو تفكر في الانفصال عنه نهائياً، على الرغم من عدم اختلاف إحساس المرارة الناتج عن الخيانة الزوجية من امرأة لأخرى، ولكن ردود الفعل عند اكتشاف الأمر بالتأكيد تختلف من زوجة لأخرى، فكيف تتصرفين لو اكتشفت خيانة زوجك؟ ولماذا يخون الرجال؟
يخون ليشعر برجولته
يؤكد د. محمد خليل أن نصف الأزواج يخونون زوجاتهم في فترة من فترات حياتهم الزوجية، وذلك لأسباب عديدة سواء كانت عاطفية، أو جنسية، أو غير ذلك.
وأشار إلى أن أخطر مرحلة يمر بها الزوج عندما يكون في سن الثلاثين إلى الأربعين؛ لأن هذه المرحلة يشعر فيها الرجل بالقلق إزاء حياته الجنسية، فيبدأ في تقويم فحولته من خلال علاقات متعددة، ويصبح عندئذ فريسة سهلة للنساء وخيانة الزوج تبدأ بعد أن تصبح العشرة بينهما باردة باهتة.
الخيانة بالعدوى
أوضح د. محمد خليل أن مجتمعاتنا تعودت على أن الإنجاب للزوجة والحب للعشيقات، وجرى العرف في مجتمعنا على هذا النمط، فانتشرت ظاهرة الخيانة الزوجية.
وأضاف أن لكل فكرة أو فعل طاقة معينة، وتنتشر عند التعامل مع الآخرين، فالرجل الذي يترافق مع رجل آخر يخون زوجته ويعلن عن هذه الخيانة بكل رجولة وفخر، تنتقل العدوى بالطاقة إليه ويقلده من باب ضرورة الانسجام مع المجتمع.
زوجات نادمات
إذاً ليس غريباً أن بعض الزوجات يكن غير راضيات عن أزواجهن، وهذا ما أكدته دراسة أميركية لمعرفة رأي الأميركيات في أزواجهن، وهل إذا عاد بهن الزمن للوراء يتزوجن الشخص نفسه أم لا؟ فجاءت نتيجة الدراسة أن 36% من النساء الأميركيات لن يخترن أزواجهن مرة أخرى.
وأفادت الدراسة أن 20% ممن شملهن الاستطلاع لم يكنّ واثقات من قرارهن.
وأوضح الاستطلاع الذي أجرته مجلة «وومانز داي» أن 84% من مجمل النساء الأميركيات المتزوجات يردن أن يعرفن ما إذا كان أزواجهن يقيمون علاقات غير شرعية، وأكدت 49% منهن أنهن شككن أو تثبتن من خيانة أزواجهن لهن.
خيانة بالوراثة
وتلعب الوراثة دوراً جينياً للخيانة، ولكن بالرغم من دور الجينات الوراثية، وأن هناك مجموعة من الجينات تساهم، وتتحكم في مسألة الخيانة الزوجية، فهناك العوامل الاجتماعية، والبيئية التي ينشأ فيها الزوج، فإذا شاهد أو عرف الابن أن والده يخون أمه، فمن السهل جداً أن يقلده عندما يتزوج ويخون هو الآخر زوجته.
كيف تعاملين زوجك الخائن؟
ولكن عزيزتي الزوجة إذا ثبتت الخيانة على زوجك فكيف ستتصرفين؟ هل أنتِ من النوع المتسرع في اتخاذ القرارات؟ أم أنك متمهلة وتحبين التروي؟
ينصح د. محمد خليل كل امرأة تكتشف خيانة زوجها بألا تتخذ أي قرار في تلك اللحظة، نظراً لأن مشاعرها المتضاربة ستدفعها لمحاولة الأخذ بالثأر، ما يحطم أي احتمال لاستعادة الحياة الطبيعية بينهما.
في البداية يجب على المرأة أن تحدد السبب الذي دفع الرجل إلى الخيانة، فهل خانها مثلاً أثناء فترة مضطربة في علاقتهما، أم أنه زير نساء اعتاد الخيانة، المهم أن تدرك بينها وبين نفسها لماذا حدث ذلك. ومن الضروري ألا تشعر المرأة بأنها ملومة على خيانة زوجها، أو أنها فاشلة في حياتها، فخيانة الرجل لا تعنى أن هناك عيباً في زوجته، ولكنها تعنى ببساطة أن هناك شيئاً ما خطأ في العلاقة، فقد يلجأ الزوج لامرأة أخرى لاستعادة إحساسه بالاهتمام والثقة بالنفس.
وإذا استشعرت الزوجة بأن زوجها يخونها فلابد أن تضع يدها على الدليل القاطع دون الاعتماد فقط على الأقاويل والشائعات، ولا داعي للتسرع واتهام الزوج دون دليل، أما إذا ثبتت الخيانة بالدليل القاطع فعلى الزوجة أن تلجأ أولاً إلى المواجهة، ومعالجة السبب فإذا شعرت بأنها مهملة تجاه زوجها فعليها أن تعالج هذا الخطأ، وأن تكون أمينة مع نفسها، وأن تحاول اكتشاف الدافع وراء خيانة الزوج بمنتهى الصراحة، وتحاول أن تقضي على هذا الدافع، وأن تلفت نظر زوجها إلى الآلام التي سببتها خيانته لمشاعرها وإنسانيتها، وإذا اتبعت الزوجة هذا الأسلوب مع زوجها ولم يأت بنتيجة واستمر في خيانته فعليها أن تواجهه بعنف، وتسعى لإصلاح الأوضاع عن طريق الاستعانة بالأهل، فإذا فشلت في إصلاحه، وأصر على خيانته يكون الطلاق في هذه الحالة هو أنسب الحلول.