انتبهي من الوقوع في فخ الإيجابية

في عصر ازدهار علم تطوير الذات، نقرأ ونستمع يومياً للكثير من خُطب المتحدثين التحفيزيين والمتخصصين في مجال التنمية البشرية الذين يدعمون التفكير الإيجابي الذي يصوّر الإيجابية كـ«حل سحري» لجميع التحديات.


هنا نقف في حيرة أمام مشكلات الحياة اليومية التي ترهقنا وتغمرنا بفيض من المشاعر السلبية، وكأن الفكر الإيجابي قد أصبح عبئاً جديداً علينا تحمّله، وإلا وقعنا في دائرة الاتهام! التقى


المدربة المعتمدة في ICF وفي التغيير الإيجابي من CMA، المتخصصة في الميول المهنية والتطوير الشخصي بمركز «كن» للاستشارات، «بيان الجفري»، لتحدثنا بشكل أوضح حول ذلك، وقالت:



التفكير الإيجابي


«إن مواجهة الأفكار والأحداث غير المستحبة بإيجابية مطلقة، قد يقودنا إلى إنكار الواقع أو تجاهل المخاطر المحتملة، وهو ما قد يؤدي إلى انتكاسة بعد فترة من التفاؤل المفتعل. حين حصلت على نتائج اختبار Gallup لنقاط القوة، اكتشفت أن الإيجابية تترأس القائمة، مما أثار فضولي للبحث، لأعرف إن كانت ستحاربني يوما ماً!


نحن لا ننكر أهمية التفاؤل في صناعة حياة أجمل والتركيز على الجزء المملوء من الكأس، لكن لا بد من إدراك كيفية التطبيق بطريقة فعالة ومنطقية. والآن هل علينا أن نتوقع الأسوأ، لنحصل على ما يرضينا، أم نتفاءل ونفكر بإيجابية مهما كان حجم المعاناة»؟





تضيف «بيان الجفري»: «ذكرت كل من «سوزان ديفيد» و «كريستينا كونغليتون» رأيهما بناءً على علم النفس المبني على الأدلة في أحد مقالاتهما المنشورة في «هارفارد بزنس ريفيو»، أن سبب تعثر معظم القادة الذين تم التعامل معهم، لم يكن وجود الأفكار السلبية فقط، بل لتعلقهم بها،

وتظهر فعالية الأشخاص والقادة عند قدرتهم على إدارة تلك الأفكار، والتواصل مع ذواتهم بطريقة واعية، لتفهم مصدرها والمشاعر الناتجة عنها، والتعامل معها بما يحسّن النتائج بدلاً من تجاهلها وقمعها».

• وتتابع الدكتورة: «أتفق معهما كذلك، فالإيجابية والتفاؤل عناصر مهمة إن استخدمت باتزان ووعي، ولم تكن مجرد قناع مزيف يسقط مع أول اختبار حقيقي، كما أن ذلك جزء لا يتجزأ من الذكاء العاطفي للشخص، والذي يمكّنه من معرفة وإدارة ذاته، إضافة إلى معرفة الآخرين وإدارة علاقاته بنجاح.


خطوات لحياة أكثر إيجابية


استخدمي التوكيدات الإيجابية باقتناع، إن لم تكوني مقتنعة، ابحثي عن السبب، واستعيني بمختص إن لزم الأمر.
تعرفي على الفكرة السلبية المتكررة، مثلاً قولك سأفشل كالعادة، وحاولي أن تراقبيها كشخص منفصل عن ذاتك، وتحققي منها ومن تأثيرها على تطورك وإنجازك.


اكتشفي جذر الفكرة ومصدرها، وسبب دخولها إلى عالمك، وبعد تعرفك على الفاعل تقبليها ودعيها ترحل بهدوء، فهي لا تمثلك.
في حال هوجمت بأفكار مثبطة، اجعلي قيمك ودوافعك وقودك في الحركة، وقبل ذلك اكتشفيها!


أحيطي نفسك بمحيط إيجابي حقيقي يدفعك للأمام.
القلق، الخوف والتوتر مشاعر طبيعية، عليك أن تتصرفي معها بحكمة، وذلك بأن تتقبلي وجودها وتركزي طاقتك على ما يساعدك في التقدم.


انوي الخير لنفسك وللآخرين، واصنعي منه دقائق سلام تستمتعين به.
مارسي تمرين الامتنان يومياً، وابحثي عن أبسط الأمور التي تمتلكينها، واستشعري قيمتها.
أضيفي إلى يومياتك أنشطة تغذي الإحساس بالسعادة والحياة، كالرياضة، التأمل، اللعب وزيارة مناطق طبيعية.




المقالات ذات صله