أهم التغيرات التي تحدث عند سن الـ18
سن المراهقة هي مرحلة عمرية انتقالية تمرّ بها الفتيات، في هذه المرحلة تحدث العديد من التغيرات؛ منها: التغيرات النفسية، التغيرات الجسمانية، التغيرات الانفعالية، والتغيرات الاجتماعية، حيث تعتبر المعبر الذي يصل مرحلة الطفولة بمرحلة الشباب.
وتعد المراهقة من أهم مراحل التغيير التي يمر بها الإنسان، وتحدد العديد من جوانب شخصيته.
لذا كما تقول الدكتورة أميرة حبراير، الخبيرة النفسية: «يجب على جميع أفراد المجتمع معاملة المراهقين بكل حرص، فقد يختلط الأمر على البعض حول مفهوم البلوغ والمراهقة، ويعتبرون أن المفهومين لهما ذات المدلول، لكن الأمر يختلف كالآتي»:
البلوغ: هو التغيرات الجسمانية التي تحدث في جسم المراهق، حيث اكتمال وظائف الأجهزة الجنسية والتناسلية في الجسم، حيث تعمل هذه الأجهزة على إفراز الهرمونات الجنسية، وبالتالي يصبح للجسم القدرة على التكاثر والإنجاب وتكملة دورة الحياة، فيمكن اعتبارها جزءاً من المراهقة.
وعات التغيرات التي تحدث على المستويات الأوسع، وليس على الجسد فقط، تغيرات نفسية أو اجتماعية، كما قلنا، حاجة المراهق للاستقلال أو إثبات الذات، اعتناقه لأفكار معينة، ونبذه للأخرى.
التغيرات التي تحدث للفتيات في سن المراهقة
عند الفتيات تبدأ بظهور العديد من التغيرات، وأهمها التغيرات النفسية والجسدية، وفي النقاط التالية سنقوم بعرض مجموعة من التغيرات التي تمر بها الفتيات في سن المراهقة، وهي كالآتي:
التغيرات الجسدية
تظهر العديد من التغيرات الجسدية على جسد الفتاة أثناء سن المراهقة، وتتميز هذه التغيرات بأنها سريعة ومتباينة.
تحدث تغيرات عديدة في الجسم؛ مثل، زيادة في الطول، زيادة في الوزن، زيادة حجم الثديين، وظهور الشعر في مناطق متعددة في الجسم.
تؤثر هذه التغيرات نفسياً على الفتاة، فهي أحياناً تتجنب التعاملات مع الناس، خاصة من الجنس الآخر، وترغب في الانطواء، وقد تحتاج إلى فترات طويلة من النوم لشعورها بعدم الاتزان، وهنا يجب تقديم الدعم من جميع أفراد الأسرة للفتاة.
تحدث أيضاً علامات النمو الجنسي، وهذه العلامات تعمل كمؤشر على اكتمال جسد الفتاة حتى تصبح «أنثى»، وهو دور الطبيعة الممنوح لها لكي تكون مؤهلة للتكاثر، وتظهر علامات النضج والاكتمال الجنسي في عدة مراحل هي:
تبدأ الغدة النخامية داخل العقل بتنشيط الغدد الجنسية حتى يكتمل نمو الفتاة.
تبدأ الأعضاء التناسلية بإفراز الهرمونات.
يبدأ حدوث الدورة الشهرية ونزول دم الحيض.
يبدأ عمل المبايض في الرحم.
التغيرات العقلية
وتختلف التغيرات العقلية بين المراهقين، على حسب القدرات الفردية وطبيعة كل فرد، لكن هناك العديد من الأشياء التي تطور من العقل وقدراته على فهمها وإدراكها، منها:
زيادة القدرة على الانتباه.
زيادة قدرة العقل على التذكر، فهي تكون عالية جداً في تلك المرحلة.
تصبح قدرة العقل على التخيل في قمتها في تلك الفترة.
تطور مهارات التفكير والإدراك للمفاهيم غير المادية، مثل مفهوم الزمن؛ معنى الماضي، وأهمية المستقبل.
تطور قدرات التفكير في القيام بعمليات التحليل والتركيب والمقارنة.
ونظراً لاختلاف وتباين الأفراد وقدراتهم في تلك المرحلة، حيث يتأخر تطور البعض في إدراك بعض الأشياء عن الآخرين، فعلى أولياء الأمور والمعلمين توجيه الدعم للمراهقين في تلك السن، ومحاولة مساعدتهم على إيجاد نقاط تميزهم واختلافهم.
التغيرات الانفعالية
تتميز انفعالات مرحلة المراهقة لدى الفتيات بالعديد من الخصائص، نذكر منها:
تتميز بأنها انفعالات غير متزنة واندفاعية شديدة.
أحياناً تصبح الانفعالات مبالغاً فيها، حيث لا يتناسب رد الفعل مع حجم الحدث الذي أثار الانفعال.
تبدأ لدى المراهقات مشاعر عاطفية جياشة.
تتميز مشاعر المراهقات بأنها مشاعر خيالية تتأثر بكل المؤثرات الخارجية، ويملؤها الشعور بالحنين والتضحية.
أحياناً يلجأ عقل المراهق
ات إلى الخيال، ويعتبر الخيال هو وسيلة التنفيس النفسية للعقل، بين ما يريده وبين ما لا يستطيعه، لذا تكون الحياة في عالم الخيال هي الملجأ التي تلجأ إليه الفتيات في تلك المرحلة.
أحياناً تشعر الفتيات بالذنب والخطأ لمجرد دخول تلك الأفكار إلى عقلهن.
في بعض الأوقات تصاب المشاعر بالازدواجية، بحيث تحمل شعوراً متناقضاً، وتتعامل مع الأشخاص والأشياء بشعوريْن متقابليْن في نفس الوقت؛ كالتعامل بالحب والكراهية، الحماس واللامبالاة، التطرف، والتدين، وهكذا.
تحاول أن تكون شخصية مستقلة عن البيت والأهل، هذه المحاولات تشمل إثبات الرأي والعناد محاولة لإثبات الذات.
قد تشعر الفتاة بالحاجة إلى الانطواء والبعد عن الناس، خاصة في وقت الدورة الشهرية.
تختلف انفعالاتها تجاه التغيرات الجسدية، وفي معظم الأوقات تفشل في التعامل معها، فيعمل ذلك على حدوث اضطرابات نفسية.
التغيرات الاجتماعية
تتأثر التغيرات الاجتماعية كثيراً بظروف النشأة السوية داخل محيط الأسرة.
تلجأ الفتاة إلى تكوين جماعتها المستقلة، حيث ترغب في بناء مجموعات من الأصدقاء خارج نطاق الأسرة والعائلة.
يبدأ لدى الفتيات في سن المراهقة اهتمام بالمظهر الخارجي، حيث تحاول دائماً الظهور في شكل أنثى جميلة، وترفض كل مظاهر الطفولة.
تبدأ في محاولة التقرب لأفراد الجنس الآخر، ويصبح لها فتى أحلام، سواء من المحيط القريب، أو من خلال التعلق بالمشاهير.
وفي كل الأحوال على الأسرة تفهم خطورة تلك المرحلة، ومعاملة الفتيات باحترام، ومنحهن الثقة اللازمة في أنفسهن؛ لضمان ألا تؤثر تلك المرحلة سلباً على مستقبلهن.