أسباب الرهاب الاجتماعي والأشخاص الأكثر عرضة للإصابة
الرهاب الاجتماعي، أو الخوف الاجتماعي، مرض نفسي لا تزال أسبابه الحقيقة غير معروفة. ولكن نعرف أنه يظهر أثناء مرحلة الطفولة، وأن له علاقة بالتأثيرات الوراثية والتعليمية.
من الذين يصيبهم هذا الرهاب؟ ومن هم الأشخاص المعرضون إلى خطر الإصابة؟ وهل هناك أمراض أخرى مرتبطة به؟
الرهاب الاجتماعي يبدأ مبكراً
الرهاب الاجتماعي يبدأ قبل الـ 25 عاماً
يظهر الرهاب الاجتماعي مبكراً جداً، قبل سن 25 عاماً بشكل عام. وهناك شخص واحد من كل 5 أشخاص يختبرون الخوف من الآخرين قبل سن الخامسة، وهناك شخص واحد من كل اثنين يصابون به قبل سن الخامسة عشرة. وإضافة إلى ذلك،
فإنَّ ذروة ظهور الرهاب الاجتماعي ستكون بين سن 11 إلى 15 عاماً. وعلى الأرجح أنَّ لذلك علاقة بسن البلوغ، لأنَّ التغييرات في الجسم ستكون مصدر إزعاج بالنسبة للشخص المراهق
(نذكرعلى وجه الخصوص مرض فقدان الشهية واضطراب التشوه الجسمي) أو صعوبة مواجهة نظرات الآخرين، في الوقت الذي يجد فيه الشخص صعوبة في مواجهة نظراته الخاصة.
أصول الرهاب الاجتماعي
غير أن هذه التغيرات في سن البلوغ لا يمكنها أن تفسر بمفردها هذا الخوف من الآخرين. ويعمل ضعف العوامل الوراثية على تعزيز خطر الإصابة بالخوف الاجتماعي. وبالتالي فإنَّ سلوكيات المحو (تقليل السلوك تدريجياً) سوف تعاني من هذا الاضطراب:
الخوف من المجهول وفقدان الثقة بالنفس والتقدير للذات من السمات الشخصية التي تميز الخوف الاجتماعي. وفقدان التقدير للذات غالباً ما يرتبط بفقدان التشجيع والاهتمام من قبل الوالدين أثناء الطفولة. وإضافة إلى ذلك يلعب التعليم دوراً هاماً في ظهور الخوف الاجتماعي.
كما أنَّ أساليب الأهل التي تهدف إلى حماية طفلهم والحدّ من المواقف التي تضعه في مواجهة البيئة الخارجية قد تعزز لديه الخوف من الآخرين. وهذه هي الحال تحديداً إذا كان الوالدان يعانيان من الخوف الاجتماعي.
النساء أكثر عرضة من الرجال للإصابة بالخوف الاجتماعي
لماذا النساء؟!
ولكن هناك نواحٍ أخرى من الخوف الاجتماعي من الصعب تحديد صلة سببها بظهور مرض الخوف الاجتماعي. فعلى سبيل المثال يصيب الخوف الاجتماعي النساء أكثر من الرجال من دون أن نعرف السبب.
وهناك ملاحظة أخرى: القسم الأعظم من مرضى الخوف الاجتماعي يعيشون بمفردهم. ومرة أخرى من الصعب معرفة ما إذا كان ذلك هو السبب أو النتيجة لهذا الاضطراب.
وكذلك الأمر، فإنَّ هذا الخوف من الآخرين غالباً ما يواجه أمراضاً أخرى دون أن نستطيع أن نحدد ما إذا كانت هذه الروابط هي السبب أم النتيجة. وبناء عليه، فإنَّ الاكتئاب ومشاكل القلق غالباً ما تأتي مع الخوف الاجتماعي.
ونجد كذلك أنّ الكثير من هذه المشاكل ترتبط باستهلاك الكحول، ولكن في هذه الحالة، فإنَّ مريض الخوف الاجتماعي يستخدم هذا الاتجاه نحو شرب الكحول على نحو أقل أو أكثر كعلاج (غير مناسب) لمحاولة منع نفسه من الخوف.
وفي جميع الحالات يجب أن نعرف أنه تتوفر علاجات فعّالة ضد الخوف الاجتماعي، ترتبط بالعلاج النفسي والأدوية المضادّة للقلق، لكي لا يعاني المريض من الخوف من الآخرين طوال حياته.