ما هى فوائد العمل أثناء الدراسة الجامعية ؟
إن الأسباب المادية تعتبر أقوى دوافع العمل أثناء الدراسة، وذلك إما لتلبية احتياجات الدراسة ذاتها من مصاريف دراسية وأقساط جامعية ومصروفات شخصية، أو بسبب ظروف عائلية تستدعي عمل الطالب، في حالات أخرى قد يكون الطالب قادراً على تأمين مصروفات دراسته الأساسية من خلال أهله، لكنه يلجأ للعمل لتلبية الاحتياجات الثانوية التي تتزايد في مرحلة الدراسة الجامعية خصوصاً، وهذا الأمر يترك أثراً إيجابياً لدى هؤلاء كما تقول الدكتورة سناء الجمل خبيرة التنمية البشرية.
اكتساب الخبرات والمهارات العملية
خاصة في مجالات الدراسة التي تتطلب الحصول على خبرات عملية لدخول سوق العمل بعد التخرج يلجأ الطلاب إلى العمل في مجال دراستهم أو مجالات رديفة للحصول على الخبرة بالدرجة الأولى، هذا بطبيعة الحال يجبرهم على تقديم الكثير من التنازلات لصاحب العمل لإدراك هذا الأخير حاجة الطالب للخبرة.
تحقيق الذات
يتزامن دخول الطالب إلى الدراسة الجامعية مع تنامي رغبته بتحقيق وإثبات ذاته، فقد لا يكون الطالب راغباً باكتساب خبرة عملية حقيقية أو محتاجاً لتحقيق دخل إضافي، لكنه يرغب بتحقيق ذاته من خلال العمل أثناء الدراسة كجزء من الصورة الاجتماعية التي يحاول بناءها، وفيما يلجأ بعض الطلاب لتحقيق ذواتهم من خلال الدراسة نفسها يجد آخرون أن العمل هو السبيل إلى هذه الغاية، ولا يمكن الجزم بصحة أحد الخيارين وأفضليته على الآخر، لأن النتائج متعلقة إلى حد بعيد بالطالب نفسه.
إيجابيات العمل أثناء الدراسة
يمكن ببساطة رصد الكثير من الجوانب الإيجابية للعمل أثناء الدراسة، بعضها يكون مؤقتاً وبعضها يكون مديداً قد يستمر بالتأثير على حياتنا لفترة طويلة، وأبرز التأثيرات الإيجابية للعمل مع الدراسة:
تحقيق المزيد من الدخل
عندما كانت زيادة الدخل وتغطية المصاريف الجامعية أو حتى مساعدة الأسرة في المصاريف من أبرز أسباب الإقدام على العمل أثناء الدراسة فإن تحقيق الدخل الإضافي يعتبر من الآثار الإيجابية الأوضح لهذه التجربة، وحتى إن لم يكن الهدف من العمل أثناء الدراسة تحقيق دخل إضافي فإن الطالب سيجد ما يجنيه مهما بلغ أمراً ممتعاً وملهماً.
اكتساب الخبرة
قد يصح القول أن الخبرات الجديدة التي يكسبها الطالب في تجربة العمل أثناء الدراسة سواء على صعيد المهنة أو الخبرة العملية أو على صعيد الحياة الشخصية؛ هي الصيد الأثمن على الإطلاق في هذه التجربة، بل إن كل الجوانب الإيجابية للعمل أثناء الدراسة تصب بشكل مباشر أو غير مباشر في خانة الخبرات الجديدة كما سنرى.
وفي بعض الاختصاصات تعتبر هذه الخبرات جوهرية أكثر من الدراسة النظرية بكثير، كما في الطب أو القانون أو غيرها من الاختصاصات التي تتطلب خبرة تراكمية وعملية تدعم، بل وتفعِّل الخبرات النظرية وقد تنوب عنها.
فهم سوق العمل
العمل أثناء الدراسة يدخلك في تجربة عملية لفهم سوق العمل جيداً قبل انتهائك من دراستك الجامعية وتكتسب الخبرات وتتفتح آفاقك وتتعمق في ما سوف تفعله بعد دراستك الجامعية.
توسيع العلاقات
جميعنا نهتم بصياغة سيرة ذاتية محكمة نرفقها مع طلب التوظيف؛ لكن الحقيقة الثابتة أن أكثر من 80% من فرص التوظيف تعتمد بشكل رئيسي على العلاقات والتوصيات والتزكية، بل إن الفرص التي يمكن الوصول إليها من خلال العلاقات يصعب الوصول إليها بإرسال السيرة الذاتية أو نشر إعلان طلب لوظيفة، لذلك فإن بناء علاقات فعالة في سوق العمل أثناء فترة الدراسة سيكون مفيداً جداً عندما ننتهي من الدراسة ونتفرغ للعمل، لا يشترط أن تكون هذه العلاقات في مجال معين، فمهما كانت طبيعة هذه العلاقة ونوعية الأشخاص واختصاصاتهم هي بلا شك مفيدة جداً في المستقبل.
تعلم الصبر والمسؤولية في مرحلة مبكرة
لا بد لكلِّ طالبٍ أن يخرج من تحت مظلة الأهل المالية والإدارية، والسؤال هو متى ستخرج من تحت هذه العباءة أو المظلة؟، ولا نبالغ إذا قلنا إن خروجنا وسعينا نحو الاستقلالية يكون أسهل كلما كان أبكر، فالاصطدام بالحياة العملية في مرحلة مبكرة يساعدنا على اكتساب المهارات الشخصية مثل الصبر والمسؤولية والسعي والتعامل مع المواقف المختلفة والشخصيات المتباينة؛ وكلما كان هذا الاصطدام مبكراً كانت هذه المهارات أغنى وأكثر رسوخاً واستقراراً.
اختصار مرحلة من السلم الوظيفي
إذا كنت محظوظاً بإيجاد وظيفة مناسبة في مجال اختصاصك أثناء الدراسة، فهذا يعني أنَّك تختصر الوقت وستجني ثمرة الضغط والتعب، وذلك أنَّك تختصر على نفسك سنة أو اثنتين على الأقل من تدرج السلم الوظيفي، وستجد أن الإدارة الحكيمة تتمسك بالموظفين الأقدم، خاصة بعد أن ينتهوا من تحقيق الخبرة النظرية من خلال التخرج، وذلك أن الموظف الذي يتخرج وهو على رأس عمله أكثر فاعلية من الخريج الذي يأتي ليتدرب في الشركة أو المؤسسة في معظم الأحيان.