كيف تكونين مبدعة في عملك؟
أجرت شركة IBM العالمية المتخصصة في تطوير البرمجيات استطلاعاً على ما يزيد على 1500 رئيس تنفيذي حول العالم، حيث تمّ سؤالهم عن أهم الصفات والمميزات التي يعتقدون أنها يجب أن تتوافر في منظماتهم وموظفيهم؛ كي يتمكّنوا من مجابهة التحديّات التي تواجههم. وكانت الإجابة مثيرة للدهشة؛ إذ وضّحت النسبة الكبرى منهم أنّ الإبداع يأتي في المقام الأول قبل أيّ شيء آخر! وهكذا، نرى أنّ امتلاك قدرات إبداعية في العمل يعتبر ميزة أساسية لابدّ لك من التمتّع بها والسعي لتطويرها، كما يقول الدكتور أيمن دهشان خبير التنمية الإدراية سائلاً: كيف يمكن أن تكوني مبدعة في عملك؟
ابدئي بخطوات صغيرة لتحدثي فرقاً كبيراً
الشعور بعدم القدرة على التفكير يشبه إلى حدّ كبير الوقوف أمام جدار عظيم يستحيل تحطيمه. ومن الطبيعي أن تشعري بالإحباط في مثل هذه الحالة، لكن ماذا ستفعلين كي تحطّمي هذا الجدار؟ لا شكّ أنّك ستبدئين بإحداث الكثير من الشقوق الصغيرة فيه، والتي ستؤدي خلال الوقت إلى انهياره. كذلك هو الحال مع عقلك، ابدئي بالتفكير بأمور صغيرة يمكنك تغييرها في عملك لتمنحك منظوراً جديداً، كأن تسلكي طريقاً بديلاً إلى العمل، أو تشتري نبتة جديدة تضعينها على مكتبك، أو تغيّري غذاءك الذي اعتدت عليه، هذه الأمور البسيطة تسهم في تغيير الكثير من حولك، وجعلك أكثر قدرة على الخروج بأفكار أعظم وأكثر إبداعية.
فكّري وأنت واقفة
يعتبر الجلوس لفترات طويلة مضرّاً بصحتك وبعقلك أيضاً، في حين أنّ الوقوف يغيّر كامل طاقة جسمك، بل وطاقة من حولك كذلك. حاولي أن تعقدي اجتماعاتك في العمل وأنت واقفة على قدميك، ولاحظي أثر ذلك على نوعية الأفكار التي تخرجين بها أنت وزملاؤك. سيسهم الوقوف في جعل حركة الفريق أسرع وأكثر توجّهاً نحو الإنجاز ممّا سيحفّز كلّ واحد للخروج بالمزيد من الأفكار، وبالتالي رفع نسبة الإبداع في مكان العمل.
ارسمي أفكارك
لقد ثبت علمياً أنّ الرسم يحفّز نشاط الدماغ الإدراكي، من خلال تنشيط النصف الأيمن من الدماغ، وهو الجانب المسؤول عن التفكير الإبداعي. لستِ بحاجة لأن تكوني رسّامًة محترفًة، فحتّى الرسومات والخربشات البسيطة ستعطي ذات المفعول. لذا لا تتردّدي في التعبير عن أفكارك، وما يدور في عقلك بالرسم والألوان.
أبقِي مصادر الإلهام قريبة منك
فكّري في شيء ساعدك على تغيير طريقة تفكيرك أو فتح أمامك آفاقاً جديدة للتخيّل والإبداع. قد يكون ذلك مقولة مفضّلة، أو تحفة فنيّة، أغنية أو منظراً طبيعياً رأيته خلال إجازتك السابقة. احتفظي بهذا الشيء قريباً منك، علّقي صورة ذلك المنظر الطبيعي أمامك أو اجعليها صورة خلفية على حاسوبك. اسمعي تلك الأغنية مراراً وتكراراً واكتبي تلك المقولة الملهمة على جدار غرفتك، وفي كلّ مرّة تشعرين بأنّك عالقة وغير قادرة على التفكير، حوّلي تركيزك إلى هذه الأشياء.
غيّري نغمة الصوت من حولك
حسبما نُشر في دراسة أجريت بجامعة شيكاغو، تعتبر الأصوات الهادئة في الخلفية أو ما يعرف بالـ ambient noise عنصراً فعّالاً ومناسباً جدّاً لتفجير طاقات الإبداع. ولعلّ المستوى الأفضل من الأصوات مماثل لتلك الضوضاء المنخفضة التي تسمعينها في مقهى دراسي. في حين أنّ السكون المطبق الذي تجدينه في المكتبة مثلاً يعتبر الأنسب للتركيز، لكنه لا يؤدي إلى الإبداع إطلاقاً. وبالمقابل فالضجيج العالي يشتّت الانتباه ويحول دون إنجاز أيّ عمل يحتاج للتركيز أو الإبداع. إن لم يكن عملك يوفّر لك البيئة المناسبة من الأصوات التي تحفّزك، ما عليك سوى أن تحمّلي أحد تطبيقات الصوت ambient noise app أو تستمعي إلى بعض الملفات الصوتية على يوتيوب.
استعيني بأعضاء فريق العمل الآخرين
إن وجدتِ نفسك في يوم من الأيام عاجزة على الخروج بأفكار إبداعية في وظيفتك، فلا تبتئسي، وتذكّري أنّك لست مضطرّة لحلّ هذه القضية بمفردك. اجمعي فريقك أو زملاءك في العمل وخذي برأيهم. يمكنك أيضاً أن ترتّبي لقاءات عصف ذهني أثناء ساعات الدوام أو بعدها لتبادل الأفكار، فالتفكير مع الجماعة أفضل بلا شكّ من التفكير منفرداً. فضلاً عن أنّه سيسهم في الخروج بعدد أكبر من الأفكار، فهو يحفّز دماغك وينشّطه أكثر لتخرجي بأفكار أكثر إبداعاً.
ابدئي بالتنفيذ
توقّفي عن الكلام، وابدئي بالعمل، حوّلي أفكارك إلى كلمات مكتوبة، وحوّلي كتاباتك إلى صور ورسومات، ثمّ ابني من هذه الرسومات نماذج أولية تتطوّر بعدها إلى مشاريع حقيقية. كلّما بنيت أكثر وجدتِ المزيد من الأفكار وارتفعت إبداعيتك أكثر، فلا تستهيني بأيّ فعل تقومين به لتنفيذ أفكارك مهما كان صغيراً.
اخرجي من المكتب
بدلاً من أن تحبسي نفسك في المكتب باحثة عن الإلهام، ما رأيك في أن تقومي بنزهة في الخارج؟ فهي تسهم في تفجير طاقتك الإبداعية. ابدئي بملاحظة الأشياء من حولك، وحتى تستفيدي أكثر يمكنك أن تحوّلي الأمر إلى لعبة، فتبدئي في اليوم الأول بالتركيز على الأشياء التي تبدأ بحرف الألف، وفي اليوم الثاني على الأشياء التي تبدأ بحرف الباء وهكذا. ستلاحظين أنّ عقلك بدأ يربط بين ما ترينه وبين مشاكلك أو مهامّك في العمل مقدّماً لك بذلك حلولاً إبداعية ما كنتِ لتصلي إليها لو بقيت مكانك. تذكّري دوماً أنّ الإبداع ليس مقتصراً على الفنون فقط، وإنما هو متطلب مهمّ في جميع مجالات الحياة، لا تحرمي نفسك من متعة الخروج بأفكار جديدة كلّ يوم في عملك، واحرصي على اتباع الخطوات السابقة لتحقّقي المزيد من الإنجاز في وظيفتك.