الزوجه والحماة صراع بلا داع
- في بيت العائلة الزوجة والحماة.. صراع قلبين على قلب!
"نشأت في بيت أبيها طفلة مدللة يحبها الجميع وتحظى بالاهتمام والرعاية، مرت بها السنوات حتى دقت أبوابها رياعين الشباب بأحلامها وآمالها، وبدأت في رسم صورة جميلة للفارس الوسيم النبيل الذي تحلم بالارتباط به على صفحات النسيم العطر، وتمضى الأيام..
ومع إشراقة شمس كل يوم جديد يتم إضافة بعض التفاصيل إلى الصورة حتى تصل إلى قمة تمامها وبهائها بعد إضافة الشكل ولون العينين والطول وحتى يتم اختيار الاسم والوظيفة، وجلست تنتظر أن تدفع الأيام بالحلم الجميل في طريقه لتعيش معه أروع وأجمل قصة حب تبدأ بالزواج بمن يتعلق به قلبها الصغير، لكن ها هي الأيام مرت سريعة،
ويمضى قطار العمر في انطلاقه، وبدأت تدرك أنه لا مكان للأحلام في واقع الحياة، ومع غروب كل يوم جديد تفقد الصورة بعض صفاتها وبهائها وتمامها وكمالها وجمالها، إلى أن أصبحت صورة مشوهة، ترضى عبرها بأي رجل يتقدم لخطبتها خوفاً من أن تحمل لقب عانس".
سيناريو يمر علينا كثيراً في وقتنا الراهن خاصة مع زيادة نسبة العنوسة وعزوف الشباب عن الزواج ، وعرض "بيت العائلة" وسيلة لحل هذه المشكلة بسبب عدم توافر مكان للمعيشة للشباب الجدد، فكان لزاماً أن نعيش بين الشباب والفتيات لنعرف كيف يفكرون تجاه هذه القضية.
بيت العائلة دفء وحنان
إيجابيات بيت العائلة أكثر من سلبياته، ولا أرى أن هناك أي مشكلات بين الزوجة والحماة طالما كلاً منهما تقدم تنازلات لكي تسير المركب، وأعتقد أن الزوجة هي المحور الرئيسي هنا، فإن كان لديها القدرة أن تجعل أهل زوجها يحبونها ستعيش معهم بحب وستصبح ملكة في البيت معززة مكرمة، لكن المشكلة أن الفتيات لديهن مفاهيم خاطئة في عقولهن بسبب الإعلام وهو أن الحماة "بعبع" يجب الاحتياط منه".
الأهل في بيت عائلة لكن كل شقة مستقلة بذاتها تماماً، نجتمع في الأفراح ونتزاور كثيراً، وبنموذجنا يكون بيت العائلة شيئا ممتازا، حيث يضفي الأمان على حياتنا، والأهم الاعتماد على البعض في أحيان كثيرة واستعارة أدوات المطبخ والسكر والفلفل الأسود وغيره، لكن أن تكون الحياة مختلطة بشكل كبير ومتداخلة، وأن يكون مطلوباً من الزوجات النزول أوقات الطعام عند الحماة فهذا غير مقبول".
عريس والسلام!
البعض يقول"هو فين بيت العائلة أصلا لكي أرفض أو أقبل أن أتزوج فيه، أغلب الشباب في مصر الآن أسرهم أصلاً فقيرة لا تملك بناء بيت للعائلة، لكن بالطبع إذا تقدم لي شاب أعيش معه في بيت العائلة فلن أرفض، فالحياة في بيت عائلة بمشاكله أهون من الحياة وحيدة".
"دائماً ما نتحدث عن زواج الفتاة في بيت عائلة أهل زوجها، بل وتكون مرغمة على الموافقة إن كانت تحب زوجها وتريد التضحية من أجله، لكن لماذا فكرة الحياة في بيت عائلة أهل الزوجة مرفوضة من جانب الرجل رغم أنه سييسر الزواج أيضاً؟!".
وهذا راي شاب فيقول: "سبب رفض أي زوج للحياة في بيت أهل زوجته ربما يكون من ناحية الكرامة، بالإضافة إلى قناعتي الكبيرة بأن بعد الزوجة عن أمها شيء هام جدا ويقلل المشاكل بدرجة كبيرة، فكلما كانت الزوجة بجانب أهلها، فالزوج لا يشعر بحريته ولا يشعر بأنه يستطيع التعامل مع زوجته
كما يتطلب بعض المواقف؛ لأنه يعلم أن هناك من يترصده وربما يتدخل هو بنفسه أو تلجأ الزوجة إليه لأنه سهل منها وقريب في المكان، وعموماً فأي زوجين يحلمان ببناء عشهما الخاص وهنا الأفضل البعد عن أهل الزوجة وأهل الزوج من حيث السكن لتسير الحياة".
واخر يقول"الحياة في بيت العائلة شيء مرفوض، لأنه يقضي على جانب الخصوصية سواء كانوا في شقة واحدة أو في بيت واحد، ونادراً ما يتم التوفيق بين الزوجة والحماة بسبب أن الأشخاص نفسهم مختلفون ونادرا أنهم يتواجدوا بنفس الطبيعة والفكر والظروف، كما أن للبيت مسئولية وعبء فستظل المشكلات من يتحمل هذا العبء؟!".
الملكة.. والوصيفة
راي اخر يقول "الحياة في بيت العائلة مشكلة شائكة جداً، فوجود أكثر من امرأة في مكان واحد يسبب الكثير من المشكلات لن يستطيع الزوج ملاحقتها، حيث سيكون الأمر بين الزوجة والأم بمثابة من تكون الملكة ومن الوصيفة!".
و"قد يعتقد الآباء ببناء بيت العائلة أنهم يساعدون ابنهم للزواج لكن هذا خطأ كبير فهم لا يدفعونه للاعتماد على الغير، فأعتقد إن كان الزوج الذي لا يملك باءة الزواج فلا يقبل عليه، والظروف المادية ليست عائقاً له، فقد يعمل كبائع للفول ويؤجر غرفة للسكن، وهنا ليس الهدف هو تزويج الشباب، إنما الأهم أن يستمر الزواج!".
ذكور لا رجال!
وبعصبية بالغة يقول راي اخر–:"اعتماد الابن في زواجه على ابيه وموافقته على الحياة معهم في بيت العائلة يشعرني بأننا في عصر مليء بالذكور نفتقد فيه الرجل، فهذا ضعف وعدم ثقة بالنفس وعدم تحمل للمسئولية، بل وانعدام كرامة! فالشاب الذي يعيش في بيت العائلة الذي بناه والده مثل الذي يصرف على زوجته (من جيب أبوه)
وإن كان الزوج يقبل على نفسه هذا، فمن حق الزوجة بالتأكيد ألا تقبل، فمن السهل على الزوج أن يقوم بتأجير أي غرفة وبأرخص الأسعار ويبدأ حياته بسيطاً ويداً بيد مع زوجته سيكبر ويستطيع شراء شقة ملكه، ويتجنب المشاكل".
ويرد اخر قائلاً: "لا أرى أي مشكلة في الاعتماد الجزئي على الوالد إن كان مقتدراً مادياً في الزواج والحياة معهم في بيت العائلة، والاعتماد الجزئي لا علاقة له بتحمل المسئولية فالظروف الاقتصادية هي التي تجبر الشباب على ذلك وإلا عاش مديوناً ليحصل على شقة مستقلة".
خلط الأوراق.. والتجاوزات الشرعية
أما راي اخر فيقول : "شاء ربي أن أتزوج أنا وأختي من أخوين وعشنا سوياً في بيت العائلة الخاصة بأهل زوجينا، كانت حياتنا في البداية رائعة حيث إنهم أخان فقط، وأنا وأختي كنا متعاونتين في خدمة والدة زوجينا ولا تتدخل إحدانا في خصوصيات الأخرى، لكن كانت المشاكل في تدخل حماتنا، وعدم مراعتها لخصوصيات غرف نومنا، وزوجانا يحرجان أن يطلبا منها الكف عن ذلك،
لكني أحاول بقدر الإمكان احتواء المشاكل لأن زوجي ليست لديه الآن مقدرة مادية للخروج من بيت العائلة، أما أختي فكانت مشكلتها أكبر حيث تأخر حملها وكانت الأم تضغط على زوجها باستمرار لكي يتزوج، بل كانت تسمع أختي كلاما يجرحها، لكنها وزوجها ضغطوا على نفسهم مادياًُ واضطروا للخروج في بيت مستقل".
هناك نقطة أخرى حيث تقول: "بيت العائلة يعاني مشكلة خلط الأوراق والعلاقات بحجة الترابط، حيث إن هناك الكثير من الانتهاكات الشرعية، خاصة إن كان للزوج إخوة شباب على سن زواج وغير ملتزمين أو إن كان هناك أولاد للأعمام في سن المراهقة، فصديقتي كانت تعيش في بيت عائلة واكتشفت ذات مرة أن أحد أبناء شقيق زوجها وهو في المرحلة الثانوية قد حاول التحرش بابنتها، ومنذ ذلك الحادث فرت ببناتها من هذا البيت".
الآباء بين الموافقة والرفض
ومع الاختلاف بين الشباب في الآراء وجدنا أنه من الضروري إشراك الآباء في الحوار حيث يقول اخر "أرفض تماماً مبدأ إقامة أي من بناتي في بيت العائلة، رغم أنهن قد لا يجدن غضاضة في ذلك، لكني أؤمن لهن حياتهن، فلا أمانع أن يقوم الشاب بتأجير شقة مكونة من غرفة واحدة إن كانت ظروفه المادية لا تسمح بشراء شقة، بل قد أساعده في بداية حياته، وقد تقدم لابنتي الوسطى شاب متدين سيعيش معها في بيت العائلة،
لكني أقنعته أني سأجهز ابنتي بكل ما تحتاجه، وهو ما عليه إلا أن يوفر كل مليم سيدفعه في الزيجة لشراء شقة، وبالفعل يعيشون الآن سعيدين في حي شعبي متواضع، وعندما تحكي لي ابنتي أن سلفتيها غير سعيدتين في بيت العائلة أحمد ربي أني اتخذت القرار الصحيح".
راي اخر متختلف معه قائلة: "لا أرى أن الزواج في بيت العائلة مشكلة خاصة وأنها عادة تعودنا عليها وبالتالي نعود بناتنا عليها، وكما نشأنا نحن في بيت العائلة على خدمة أهل أزواجنا ورعايتهم، فسوف تنشأ بناتنا على ذلك، لكن أعتقد أن بنات المدن لا توافق على هذا الوضع لأنهن لم يتربين في بيت عائلة، لكن إن أحبت فتاة زوجها ستضحي من أجله بالاتفاق أن يشتريا بيتا مستقلا حينما يرزقهما الله مالاً كافياً".
للإعلام يد في تشويه صورة بيت العائلة
حملنا هذه الآراء المختلفة إلى الدكتورة انشراح الشال – أستاذ الإعلام الاجتماعي بجامعة القاهرة فعقبت قائلة: "أصبحت العنوسة من أكبر المشكلات التي يعانيها المجتمع المصري، بسبب البطالة وأزمة الإسكان والارتفاع الرهيب في أسعار الشقق، ولا ننكر أن الإعلام ساهم بشكل كبير في محاربة الكثير من العادات الجميلة التي كانت تسهم في تخفيف حدة الظاهرة،
وساهم في تغيير مفاهيم جيل الفضائيات، وأصبحت الفتاة وأهلها يشترطون على من يتقدم للزواج منها أن يبعد أمه عن ابنتهم، وأصبحنا لا نرى مسلسلاً ولا فيلمًا إلا وأظهر الحماة في صورة السيدة الشريرة المتسلطة حتى ساءت سمعتها تمامًا.
وتضيف قائلة: "يجب على أي فتاة في سن الزواج التنازل عن وجود بيت مستقل كشرط حتى لا يفوتها القطار فتندم، وبعدها يجب أن تكون بارعة في سبل كسب أهل زوجها، فبدلاً من أن تجعل منهم (خصما) لها يجب أن تتعلم كيف تكسبهم خاصة إذا كانوا أمراً لابدّ منه لإتمام زواجها، ويجب أن تحسن إليهم وتجدد الوسائل والطرق في تحسين العلاقة بهم بالهدية والكلمة الطيبة والابتسامة والتشجيع على المعروف ومساعدتهم بالقدر الذي يُشعرهم بحرصها عليهم.
كما يجب على الزوجة الحكيمة ألا تثير المشاكل الدائمة مع زوجها وتكثر شكواها من أهله، وليكن حوارها معه بأسلوب هادئ فبدلاً من أن تقول (اليوم أختك ضربت ولدي أو والدتك دخلت غرفتي بدون إذن) تقول (ضرب الولد يا زوجي الحبيب يؤثر على نفسيته، والبيوت محل العورات وأنا أحب أن تظل غرفة نومنا سرا بيننا وحدنا لأني أحبك)،
وهنا المقصود أن تجعل زوجها يشاركها المبدأ لا أن يشاركها الشكوى، فبدلاً من أن تثيره على والدته أو على أخواته، عليها أن تحيي فيه قيمة المبدأ الصحيح، وأن تضع معه حدودا لخصوصية حياتهم بحيث لا يتاح لأي من أهل من الطرفين التدخل، وإن حدث التدخل يأتي حسن التصرف من الزوج لحل هذه المشكلة.
نظام اجتماعي متشابك
راي اخر يقول: "الحياة في بيت العائلة أمر جميل حيث يضفي جواً من الأمان والطمأنينة على أهله وذلك مع وجود الحب والتفاهم المتبادل بين الجميع والانفتاح والاجتماعية. إما إذا كانت الزوجة شخصية انطوائية لا تحب مخالطة الناس كثيراً فمن الصعب استمرار حياتها في بيت العائلة لأن طبيعتها لا تسمح بالاختلاط مع أهل زوجها ولا بتدخلهم في أمورها.
وعموماً فإن الحياة في بيت العائلة تعتبر نظاماً اجتماعياً متداخلاً تتشابك فيه العلاقات الأسرية وتحتدم الرقابة على جميع أفراد الأسرة، وهذا قد يسبب الإزعاج لبعض الفتيات صغيرات السن عند زواجهن بسبب عدم القدرة على التأقلم مع البيئة الخاصة بأسرة الزوج من جهة، وعدم القدرة على التحاور والتعايش مع أفراد الأسرة من جهة أخرى، وعدم تحمل كلا الزوجين للمسؤولية بشكل كامل نظراً لكونهما جزءاً من نسق أسري كبير.
لكن في ظل الوضع الجيد لبيت العائلة، يستفيد الأبناء من النظام الاجتماعي بداخله، لأنهم سيحصلون على جرعة مضاعفة من السلوكيات والحنان والعطف فبدلاً من أن يأخذ الحنان من أمه وأبيه فإنه يأخذه من جدته وجده وأعمامه خاصة في السنوات الأولى من عمر الطفل،
كما أن بيت العائلة قديماً كان يقلل حدة التوتر الاجتماعي والنفسي للزوجين والأبناء، لأن الهموم كانت تتوزع على جميع الأهل وبالتالي تقل حدتها على العكس حالة استقلال الزوجة والزوج لأن تركيز المشكلات بينهما يتواجد بنسبة عالية وبالتالي يؤدي لاضطرابات نفسية قد تهدد استقرار الأسرة في حالة انفصالهم التام عن الأهل.
وعن السكن في بيت عائلة الزوجة تقول: "من النادر أن يوافق أي من الشباب على الزواج في بيت أهل زوجته إلا إذا كان هذا مؤقتاً لحين الانتقال لبيتهم الخاص، وفي حالة الموافقة تكون إما أن تكون زوجته وحيدة أبويها،
وهنا فلا يوجد أي مشكلة في حالة قوة شخصية الزوج وتحمله للمسئولية وعدم تدخل والدي الزوجة في أمورهما الخاصة، وإما أن تكون في حالة أن تكون الزوجة غير الزوجة الأولى حيث تفضل السكن مع أهلها وعدم المشاركة الزوجة الأولى في السكن.
وعموماً فنادراً ما نجد هذه الحالة، وإن وجدت فهي تجعل الزوج يعيش كالضيف بل يصبح أقل قيادة لأسرته، وقد يتمادى الزوج ليتخلى عن مسؤولياته، ويصبح البيت وكأنه في فندق خمسة نجوم والسبب أن الإيجار لا يتحمله والمأكل والمشرب عادة ما تتحمله الزوجة أو أهلها.
جائز شرعاً.. بشروط
وعن حديث البعض عن التجاوزات الشرعية يقول الباحث الشرعي الأستاذ مسعود صبري: "قد يكون الزواج في بيت العائلة حلاً لكثير من الشباب الذي ربما إن لم يتزوج في بيت العائلة ظل محروما من الزواج لسنوات، ولكن الحكم بأن الزواج في بيت العائلة جائز شرعا، لكنه جواز مشروط،
كما أنه قد لا يكون جائزا دائما، ولكن حسب طبيعة المعيشة مع العائلة وما يتبعها من تأثير سلبي أو إيجابي على الحياة الزوجية، فالزواج في بيت العائلة إن روعيت فيه المحارم، وعرفت فيه الحدود، ولم يكن له تأثير سلبي في أن تباشر المرأة حقها كزوجة،
ولم يكن فيه اختلاط محرم، أو اطلاع على العورات، ككشف المرأة عورتها أمام إخوة زوجها، أو أن تكون هناك خلوة بينها وبين بعض إخوة الزوج، ولم يكن هناك تسلط للأبوين أو أحدهما في حياة الزوجين، فإن خلت المعيشة في بيت العائلة عن كل هذا فلا بأس بالزواج في بيت العائلة.
وقد جاءت نصوص تحذر من الخلوة في بيوت العائلة تحديدا، ومنها قول النبي صلى الله عليه وسلم "إياكم والدخول على النساء". فقال رجل: يا رسول الله، أفرأيت الحمو؟ قال: "الحمو الموت". والحمو هو قريب الزوج أو قريب الزوجة من غير المحارم. وقوله صلى الله عليه وسلم:
"ما خلا رجل وامرأة، إلا وكان ثالثهما الشيطان"، وخلو هذه المحرمات ليس بالأمر العسير، فقد عاشت مدن كاملة وما تزال في مصر وغيرها على هذا النحو، خاصة في الأسر المتدينة التي تمتلك ثقافة شرعية واسعة، تعرف من خلالها حدود الحلال والحرام،
ولكن هناك بيئات أخرى كان السكن في بيت العائلة وبالا على العائلة كلها، بل أضحى سببا مباشرا لانتهاك حرمات الله تعالى وتعدي حدوده، فكثرت فيه الخلوة المحرمة وما يتبعها من ارتكاب المحرمات، وظهرت فيها العورات، واختلط فيها الحابل بالنابل، بل وصلت في بعض البيوت القليلة النادرة إلى ارتكاب الفاحشة التي توجب حد الله تعالى فيمن أتاها.
وعلى هذا التوصيف إن كان يعرف الإنسان المقدم على الزواج أن أهله عندهم معرفة بشرع الله تعالى، وأن الحدود بين المعيشة معهم وبين الحياة الخاصة لكل زوجين واضحة، ولم يكن عنده القدرة المالية على توفير سكن خاص بزوجته بعيدا عن بيت العائلة، فيجوز له الزواج في بيت العائلة،
أما من كان عنده شك ويغلب على ظنه أن الزواج في بيت العائلة قد يترتب عليه بعض المحرمات، ومن الصعب علاجها لطبيعة أهله الذين ربما لا يضعون في حساباتهم الالتزام بقواعد الشرع وأوامره، فهذا يحرم عليه الزواج في بيت العائلة، وعليه أن يستعفف أو أن يبحث عن بديل أفضل.
أما من كان عنده القدرة على شراء أو استئجار سكن خاص بزوجته، ولكنه يغلب على ظنه أن المعيشة في بيت العائلة لن تؤثر في حياته الزوجية سلبا، ولن يكون فيها خروج عن حدود الله، فهذا يكره له الزواج في بيت العائلة، والأفضل له أن يتزوج في سكن خاص،
لأن السكن الخاص حق خالص للزوجة تستطيع أن تعيش حياتها الزوجية بشيء من الاستقلال، مما قد يكون له أثر كبير في السعادة الزوجية بينها وبين زوجها، ومما يضفي على البيت الراحة والسكينة، وربما كان البعد عن الأهل أدعى لصلة الرحم وإسداء الجميل إليهم، ومساعدتهم عند الحاجة بدلا من أن تحدث ما لا يحمد عقباه، فيترتب عليه قطع الرحم