صفات تتميز فيها النساء عن الرجال
هل يولد الرجال والنساء مختلفين أم أن المجتمع يشكلهم ؟ .مثل هذه الأسئلة شائكة بشكل خاص عندما تفكر في اختلافاتنا الشخصية. وتشير معظم الأبحاث إلى أن الرجال والنساء يختلفون حقاً في بعض السمات المهمة. لكن هل هذه الاختلافات ناتجة عن بيولوجيا أم ضغوط ثقافية؟
وما مدى أهميتها في العالم الحقيقي؟ أحد الاحتمالات هو أن معظم الاختلافات صغيرة في الحجم ولكن مجتمعة يمكن أن يكون لها عواقب مهمة.
واحدة من أكثر الدراسات تأثيراً في هذا المجال، والتي نُشرت في عام 2001 من قبل باحثين بارزين في مجال الشخصية هما بول كوستا وروبرت ماكراي وأنطونيو تيراشيانو، شارك فيها أكثر من 23000 رجل وامرأة من 26 ثقافة لملء استبيانات الشخصية. عبر هذه الثقافات المتنوعة، بما في ذلك هونغ كونغ والولايات المتحدة الأمريكية والهند وروسيا .
الرجال والنساء يختلفون في بعض السمات المهمة
يوجد العديد من الاختلافات البيولوجية بين الرجل والمرأة، ومن أهم تلك الاختلافات ما يأتي:
[١] تفاحة آدم:
لكلٍّ من الرجال والنساء غضروف يُحيط بالحنجرة، وللرجال حنجرة أكبر من الحنجرة التي تمتلكها النساء، لذا فذلك الغضروف المحيط بالحنجرة يكون بارزاً بشكلٍ أكبر، ويظهر ككتلة صغيرة في العنق تُسمّى تفاحة آدم، وامتلاك الرجال لحنجرة أكبر هو السبب في جعل صوتهم أغلظ من صوت النساء، إضافةً إلى هرمون التستوستيرون الذكري الذي يمتلكونه، وهذا الهرمون نفسه يؤثّر على لياقة الرجل وصحّته.
شكل الوجه:
تؤدّي الهرمونات الجنسية إلى اختلاف ملامح وجه الرجل والمرأة، فوجه الرجل مربع الشكل، أمّا وجه المرأة فهو على شكل قلب، فزيادة هرمون التستوستيرون الذكري لدى الرجل مقارنةً مع المرأة يجعل حاجبيه، وخط الفك، وعظام الوجنتين أكثر حدّةً ووضوحاً، كما أنّ زيادة هرمون الإستروجين الأنثوي لدى المرأة يؤدّي إلى ارتفاع حاجبيها وامتلاء شفتيها.
وجود العضلات للرجال مقابل انحناءات الجسم للنساء:
يمتاز الرجال بقوّتهم مقارنةً مع النساء، فقوة الجزء العلوي من جسم الرجل تكون تقريباً ضعف قوة المرأة، كما أنّها تزيد بمقدار الثلث في الجزء السفلي من الجسم،
[١] وتمتاز المرأة بانحناءات جسمها التي تعود إلى اختلاف وظيفة عملية التمثيل الغذائي بين الرجل والمرأة، فهي تحرق السعرات الحرارية للرجل بشكل أسرع، أمّا في جسم المرأة فتُحوّل الطعام الزائد إلى دهون يتمّ تخزينها في الأرداف، والثديين، وكدهون في الطبقة السفلية من البشرة.
[١] شكل الهيكل العظمي: يوجد اختلاف واضح بين شكل الهيكل العظمي للرجال والنساء، فالنساء لديهنّ وجه أوسع، ورأس أقصر، وجذع أطول، وذقن أقل بروزاً من ذقن الرجال، وتلك الخصائص معاكسة تماماً لخصائص الرجل، ومن الاختلافات الأخرى أنّ أسنان الذكور تدوم لفترة أطول من أسنان الإناث
(٢] حجم الأعضاء الداخلية: للنساء زائدة دودية، وكليتان، وكبد، ومعدة أكبر من الرجال، ولديهنّ رئتان أصغر
.[٢] الوظائف الفسيولوجية: يوجد لدى النساء ثلاث وظائف فسيولوجية غير موجودة لدى الرجال، وهي الحمل، والرضاعة، والحيض، ولتلك الأمور تأثير واضح على مشاعر وسلوك النساء، فهنّ أكثر استجابةً عاطفياً، كما يختلف تركيب الهرمونات الأنثوية عن الذكرية فالأنثوية أكثر تنوعاً وتعقيداً، إضافةً إلى اختلاف عمل الغدد، فالغدة الدرقية مثلاً لدى المرأة تتميّز بنشاطها وكبر حجمها لتُناسب وظائف المرأة الفيسولوجية فهي تتضخّم أثناء الحيض والحمل
.[٢] ضربات القلب: تتزايد ضربات القلب للنساء عن الرجال، فقلوب النساء تنبض ما يُقارب 80 نبضةً مقابل 72 نبضةً للرجال في الدقيقة الواحدة، ممّا يؤثّر على اختلاف ضغط الدم لديهن، فهو للنساء أقل بعشر نقاط من الرجال ويختلف من دقيقة لأخرى بشكلٍ أكبر من الرجال، لذا فهنّ معرّضات بصورة أقل بكثير لارتفاع ضغط الدم.
[٢] تحمّل درجات الحرارة: للنساء قدرة أكبر من الرجال على تحمّل درجات الحرارة المرتفعة لأنّ عملية الأيض لديهن تتباطأ بشكل أقل.
[٢] الفرق بين الرجل والمرأة عاطفياً يوجد العديد من الاختلافات العاطفية بين الرجل والمرأة، وفيما يأتي أهم تلك الاختلافات: المعالجة العاطفية: يوجد اختلاف في المعالجة العاطفية تبعاً لاختلاف الجنس،
[٣] حيث يُظهر الرجال استجاباتٍ عصبيةً في القشرة البصرية للدماغ، وهذا يسمح لهم بتحويل التأثير العاطفي للصور بعيداً عنهم، بينما تحتفظ النساء بمشاعرهنّ وذلك بسبب نشاط قشرة حزمة الدماغ الأمامي المسؤولة عن معالجة الأحاسيس الجسدية،
[٤] فالنساء تُركّز على الصورة العاطفية وخصوصاً العواطف السلبية بشكل يُثير عواطفهنّ بصورة أكثر من الرجال.
[٣] الذاكرة: فيما يتعلّق بالذاكرة فقد بيّنت الأبحاث وجود اختلافات في الذاكرة بين النساء والرجال، حيث إنّ قدرة النساء على استرجاع الصور تفوق كثيراً قدرة الرجال، وخصوصاً عند تذكُّر الصور الإيجابية، ويتمّ ذلك وفق آلياتٍ مختلفة
.[٣] التعرّف على الانفعالات: أظهرت العديد من الأبحاث وجود اختلافات في فك الشفرة غير اللفظية بين الرجال والنساء، فقدرة النساء على فك رموز العواطف تفوق قدرة الرجال.
[٥] التعبير عن العواطف: للنساء القدرة على التعبير عن عواطفهنّ بصورة أكبر من الرجال، ويعود السبب في ذلك إلى اختلاف بنية الدماغ لكلٍّ منهما، وبفحص عملية معالجة العواطف لدى الإناث والذكور في الأعمار التي تتراوح بين 7 - 17 سنة من خلال الرنين المغناطيسي، تبيّن أنّ العواطف السلبية لدى الأطفال تتركّز في جزء اللوزة الدماغية،
وهذا الجزء لديه عدد قليل من الروابط المباشرة مع مركز اللغة والمنطق في القشرة الدماغية، وذلك يُفسّر سبب مواجهة الأطفال صعوبةً في التعبير شفهياً عن مشاعرهم، وبتقدّم عمر الطفل إلى سنّ المراهقة ينتقل نشاط الدماغ الذي يتعلّق بالمشاعر السلبية من اللوزة الدماغية إلى القشرة الدماغية،
وهذا التغيير يحدث لدى الإناث فقط، لذا عندما يمرّ الرجال بأوقاتٍ صعبة فإنّهم يحاولون تجنّب الاتصال بالآخرين فهم غير قادرين على التعبير عن مشاعرهم، على عكس المرأة التي تُفضّل التواصل في تلك الأوقات
.[٦] الفرق بين الرجل والمرأة في التفكير اختلافات بيولوجية في الدماغ يوجد العديد من الاختلافات في بُنية الدماغ بين الرجل والمرأة، ويُقصد بذلك اختلافات في الأجزاء المكوّنة للدماغ، وكيفية ارتباطها معاً، وكتلتها، وحجمها، فمركز الذاكرة البشرية "الحصين" لدى النساء أكبر ممّا هو عند الرجال،
وهذا يُفسّر سبب كثافة الاتصالات العصبية في الحصين لدى النساء مقارنةً مع الرجال، كما أنّ قدرة النساء على إدخال وإدراك المعلومات الحسية والعاطفية والاحتفاظ بها أكبر من الرجال، وهنّ يشعرن بالأمور التي تحدث حولهنّ طوال اليوم ويُدركنها بصورة تفوق شعور الرجال وإدراكهم لنفس تلك الأمور.
[٧] تكون الروابط داخل دماغ المرأة أقوى، لذلك تمتاز المرأة بتفكيرٍ بديهيٍّ أفضل وقدرة أكبر على تحليل الاستنتاجات واستخلاصها، وفي المقابل يتميّز الرجال بمهارات حركيّة أقوى، كما يوجد اختلاف في جزء المخيخ بين دماغ الرجل والمرأة ممّا يؤثر على اختلاف سلوك وتفكير كلٍّ منهما
.[٨] تختلف أنماط معالجة الدماغ بين الرجال والنساء، فالأدمغة البشرية تحتوي على المادة الرمادية، وهي تضم مجموعةً من الخلايا التي تُساعد على معالجة المعلومات في الدماغ، والتحكّم في العضلات، والإدراك الحسي، وهي تزداد في دماغ الرجال، كما تزداد المادة البيضاء في دماغ المرأة عن دماغ الرجل،
والتي تُساعد على ربط مراكز المعالجة؛ لذا يُمكن تفسير سبب تفوّق النساء عن الرجال في اللغة وفي الأنشطة متعددة المهام، بينما يتفوّق الرجال في المشاريع التي تُركّز على مهمّة واحدة، كما يختلف الرجال والنساء في كيمياء الدماغ، فالأدمغة تُعالج نفس نوع المواد الكيميائية العصبية،
لكن كلّ جنس يُعالج تلك المواد بشكلٍ مختلف، فمثلاً تختلف طريقة معالجة هرمون السيروتونين المرتبط بالسعادة والاكتئاب بين أدمغة الرجال والنساء، وهذا يُفسّر أنّ النساء أكثر عرضةً للقلق والاكتئاب من الرجال.
[٨] اختلافات في طريقة التفكير يوجد العديد من الاختلافات في طريقة التفكير بين الرجل والمرأة،
وفيما يأتي أهم تلك الاختلافات:
[٩] تنشط أجزاء مختلفة من الدماغ لدى الرجال والنساء عند التعامل مع نفس المهمة. يُعتبر الرجال أسرع استجابةً من النساء؛ لأنّ دماغهم أسرع في استيعاب المعلومات. في حال تاه الرجل أو المرأة عن طريقهم، فإنّ المرأة ستتذكّر النقاط المرجعية على الطريق، أمّا الرجل فسيتذكّر الاتجاه والمسافة المقطوعة. يتفوّق الرجال في مواضيع العلوم الدقيقة، بينما تتفوّق النساء في العلوم الاجتماعية. تتكلّم النساء ثلاثة أضعاف الرجال،
فالنساء تمتاز بالثرثرة، ويعود ذلك إلى مركز المتعة في دماغ الأنثى، فالمحادثة تجلب المزيد من المتعة للمرأة. يختلف مفهوم المرح بين الرجال والنساء، فالنساء تستمتع بلغة العرض ومهارة الفكاهة بشكل عام، أمّا الرجال فيُركّزون على النتيجة المرحة لقصة أو عرض ما بشكلٍ أكبر. يمتاز الرجال بأنّهم أكثر قدرةً على المنافسة،
لذا غالباً ما يدخلون بمنافسات، أمّا النساء فهنّ اجتماعيات أكثر من الرجال، وهذا يُفسّر سبب غضب النساء في حال عدم قدرة الرجال على الاستمرار في محادثة طويلة معهم. تُعتبر النساء أقدر على اكتساب مهارات تنظيمية أكثر اكتمالاً من الرجال. يميل الرجال إلى العدوان الجسدي، بينما تميل الإناث إلى العدوان اللفظي.
تتمتّع النساء بالقدرة على فهم المشاعر الرقيقة أفضل من قدرة الرجال على ذلك. يُعتبر الرجال أكثر اتساقاً من النساء، فبالرغم من أنّ الرجال والنساء يمّرون بالعديد من التغيّرات الهرمونية خلال حياتهم، إلّا أنّ التغيرات والتحولات الهرمونية
عند النساء تكون أكثر تكراراً وشدّة. للتعرف أكثر على الفرق بين الرجل والمرأة في التفكير يمكنك قراءة المقال الفرق بين الرجل والمرأة في التفكير
النساء أكثر وداً وقلقاً
وفي استبيانات الرأي هذه صنفت النساء أنفسهن باستمرار على أنهن أكثر دفئاً ووداً وأكثر قلقاً وحساسية لمشاعرهن من الرجال. وصنف الرجال أنفسهم باستمرار على أنهم أكثر حزماً وانفتاحاً على الأفكار الجديدة. بلغة علم نفس الشخصية، سجلت النساء درجات أعلى في المتوسط في التوافق والعصبية وعلى جانب واحد من الانفتاح على التجربة، بينما سجل الرجال درجات أعلى في جانب واحد من الانبساط وجانب مختلف من الانفتاح على التجربة.
اختلاف الشخصية يبدأ مبكرا
يبدأ الاختلاف في عمر الثالثة
ظهرت نتائج مماثلة في عام 2008 عندما طلب فريق بحث منفصل من أكثر من 17000 شخص من 55 ثقافة ملء استبيانات شخصية. كان أحد الانتقادات الواضحة أن المشاركين كانوا يصنفون شخصياتهم. ربما اختلف الرجال والنساء لمجرد أنهم كانوا يصفون أنفسهم بالطريقة التي توقعتها مجتمعاتهم أن تكون.
لكن هذا يبدو غير محتمل لأن دراسة أخرى، بقيادة ماكراي ومعاونيه، وجدت نتائج مماثلة إلى حد كبير من 12000 شخص من 55 ثقافة متنوعة على الرغم من أنه طُلب منهم تقييم شخصية رجل أو امرأة يعرفونها جيداً، بدلاً من شخصيتهم.
أظهرت أبحاث أخرى أن الجنسين يبدأون في الاختلاف في الشخصية في وقت مبكر جداً من الحياة. على سبيل المثال، نظرت إحدى الدراسات المنشورة في عام 2013 في تصنيفات مزاج 357 زوجاً من التوائم التي تم إجراؤها عندما كانوا في الثالثة من العمر. تم تصنيف الأولاد على أنهم أكثر نشاطاً، في المتوسط، من الفتيات، بينما تم تصنيف الفتيات على أنهن أكثر خجلاً ولديهن سيطرة أكبر على انتباههن وسلوكهن.
الاختلافات تبعا للثقافات!
يختلفون في الشخصية..في الثقافات الأكثر تطورا
نظرت دراسة أخرى في متوسط الفروق في الشخصية بين النساء والرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 65 و98، وكما هو الحال مع الأبحاث التي أجريت على البالغين الأصغر سناً، تميل النساء المسنات إلى تسجيل درجات أعلى في العصبية والرضا مقارنة بالرجال المسنين.
هذه النتائج منطقية لعلماء النفس التطوريين الذين يقولون إن سماتنا النفسية اليوم تعكس تأثير متطلبات البقاء على قيد الحياة التي واجهها أسلافنا البعيدون، علاوة على أن هذه المطالب كانت مختلفة بالنسبة للرجال والنساء.
الدراسات الثلاث الكبيرة متعددة الثقافات التي أجراها كل من كوستا ومكراي وآخرين وجدت في الواقع أن الرجال والنساء يختلفون في الشخصية المتوسطة بشكل أكبر في الثقافات الأكثر تطوراً والمساواة بين الجنسين.
تطور الشخصيات تبعا للأدوار التقليدية للجنسين
كلما كان التعليم متساويا...ذاد تأثير الذكاء الموروث
يبدو أن هذا يتعارض مع فكرة أن شخصياتنا تتطور من التوقعات الثقافية حول الأدوار التقليدية للجنسين. أحد التفسيرات لهذه النتيجة المفاجئة هو أن العوامل البيولوجية الفطرية التي تسبب اختلافات في الشخصية بين الرجال والنساء هي أكثر هيمنة في الثقافات حيث يكون الجنس أكثر مساواة.
من المؤكد أن مثل هذا السيناريو يتناسب مع ما نعرفه عن التأثير النسبي للجينات والبيئة على السمات النفسية الأخرى - على سبيل المثال، كلما أصبح التعليم متساوياً للجميع، زاد تأثير الذكاء الموروث على النتائج الأكاديمية.