تعرف على عبادات أبوهريرة وأعماله الصالحة
أبوهريرة - أكثر رواة الحديث.. تعرف على عبادته وأعماله الصالحة
له من الأعمال الصالحة الكثير والكثير، وكيف لا يكون كذلك وقد لزم النبي – صلوات الله عليه – وحفظ الحديث عنه، حتى أصبح من علماء الصحابة وأكثرهم رواية وحفظا للحديث النبوي.. كان حريصا على التقرب من الله – سبحانه وتعالى – بالعبادة والأعمال الصالحة.. إنه الصحابي الجليل أبو هريرة – رضي الله عنه - .
يقول عنه ابن كثير في كتابه (البداية والنهاية): "وقد كان أبو هريرة من الصدق والحفظ والديانة والعبادة والزهادة والعمل الصالح على جانب عظيم).
في السطور القليلة القادمة يلقي مصراوي الضوء على بعض العبادات والأعمال الصالحة التي كان أبو هريرة – رضي الله عنه – حريصا عليها؛ منها:
1- التسبيح:
أخرج عبد الله ابن الإمام أحمد في زوائد الزهد من طريق نعيم بن محرز بن أبي هريرة عن جده أبي هريرة أنه كان له خيط فيه ألفا عقدة فلا ينام حتى يسبح به .
وأخرج ابن سعد عن أبي هريرة أنه كان يسبح بالنوى المجزع - يعني الذي حك بعضه حتى ابيض شيء منه ، وترك الباقي على لونه - وكل ما فيه سواد وبياض - فهو مجزع – وفقا لما جاء في (الحاوي للفتاوي) لجلال الدين السيوطي.
وعن عكرمة مولى ابن عباس: (إنا أبا هريرة كان يسبح كل يوم اثنتي عشرة ألف تسبيحة، يقول أسبح بقدر ذنبي) .
كان أبو هريرة كثير التسبيح، والحمد لله تعالى على نعمة الإسلام وغيرها من النعم التي أنعم بها الله تعالى عليه، كما كان شديد الخوف من الله تعالى، كثير التحذير من النار، وفقا لما جاء في (دراسة عن أبي هريرة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وخادمه) للدكتور حارث سليمان الضاري.
2- قيام الليل:
عن حماد بن زيد عن عباس الجريري قال: سمعت أبا عثمان النهدي قال: (تضيفت أبا هريرة سبعا، فكان هو وامرأته وخادمه يعتقبون الليل أثلاثًا – أي: يتناوبون قيام الليل -؛ يصلي هذا، ثم يوقظ هذا، ويصلي هذا، ثم يرقد ويوقظ هذا، قال: قلت: يا أبا هريرة كيف تصوم؟ قال: أما أنا فأصوم من أول الشهر ثلاثا، فإن حدث لي حادث كان آخر شهري)، وفقا لما جاء في المسند للإمام أحمد بن حنبل.
وعن ابن جريج قال: قال أبو هريرة: إني أجزىء الليل ثلاثة أجزاء، فجزء لقراءة القرآن، وجزء أنام فيه، وجزء أتذكر فيه حديث رسول الله) – البداية والنهاية لابن كثير.
3- الصيام:
وقد صح عن أبي هريرة - رضي الله عنه – أنه قال: (أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث: بصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى، وأن أوتر قبل أن أرقد) - صحيح مسلم.
وعن حماد بن سلمة، عن هشام بن سعيد بن زيد الأنصاري، عن شرحبيل أن أبا هريرة: كان يصوم الاثنين والخميس. – وفقا لما جاء في (سير أعلام النبلاء) للذهبي.
وعن حماد بن زيد عن عباس الجريري قال: سمعت أبا عثمان النهدي قال: (....قال: قلت: يا أبا هريرة كيف تصوم؟ قال: أما أنا فأصوم من أول الشهر ثلاثا، فإن حدث لي حادث كان آخر شهري)، وفقا لما جاء في المسند للإمام أحمد بن حنبل.
4- أعمال صالحة أخرى في الميزان:
كان أبو هريرة كريما متواضعا طيب الخلق، فكان معروف عنه تواضعه الجم في كل مراحل حياته حتى بعد أن من الله عليه بنعمة العلم والجاه والفضل، وفقا لما جاء في الدراسة السابق ذكرها.
- التواضع: فقد روي عنه أنه قال: (نشأت يتيما، وهاجرت مسكينا، وكنت أجيرا لابنة غزوان بطعام بطني، وعقبة رجلي، أحدو بهم إذا ركبوا، واحتطب إذا نزلوا، فالحمد لله الذي جعل الدين قواما، وجعل أبا هريرة إماما "، وفقا لما جاء في (حلية الأولياء) لأبي نعيم.
- الكرم: كما كان كريما شديد الكرم لضيوفه، فقد روى أبو نضرة العبدي عن الطفاوي قال: (نزلت أبي هريرة بالمدينة ستة أشهر، فلم أر رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد تشميرا، ولا أقوم على ضيف منه) وفقا لما جاء في (تذكرة الحفاظ) للذهبي.
- بره بوالدته: كما كان برا بوالدته، وله في ذلك مواقف عدة؛ منها: عن أبي مُرَّة قال : كان أبو هريرة - رضي الله عنه - إذا أراد أن يخرج من بيته وقف على باب أُمِّه فقال : السلام عليك يا أمتاه ورحمة الله وبركاته ، فتقول : وعليك السلام يا بُنَيَّ ورحمة الله وبركاته، فيقول : رحمك الله كما ربيتني صغيرًا ، فتقول : رحمك الله كما بررتني كبيرًا ، وإذا أراد أن يدخل صنع مثله ، وفقا لما جاء في كتاب (البر والصلة) لابن الجوزي.
وعن أبي أمامة: أن أبا هريرة كان يلي حمل أمه إلى المرفق وينزلها عنه، وكانت مكفوفة كبيرة) – وفقا لما جاء في (حصول المرام شرح كتاب البر وصلة الأرحام ) للشيخ علي أحمد الطهطاوي .
وفي يوم من الأيام خرج عدد من الصحابة من شدة الجوع، وعندما ذهبوا لرسول الله – صلى الله عليه وسلم -.. قال لهم رسول الله – صلوات الله عليه - : (ما جاء بكم هذه الساعة؟)، فقلنا: يا رسول الله جاء بنا الجوع، قال فدعا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بطبق فيه تمر فأعطى كل رجل منا تمرتين فقال: (كلوا هاتين التمرتين واشربوا عليهما من الماء فإنهما ستجزيانكم يومكم هذا)
قال أبو هريرة: فأكلت تمرة وجعلت تمرة في حجرتي، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: (يا أبا هريرة لم رفعت هذه التمرة؟) فقلت: رفعتها لأمي، فقال: (كلها فإنا سنعطيك لها تمرتين)، فأكلتها فأعطاني لها تمرتين – وفقا لما جاء في (الطبقات الكبرى) لابن سعد.