هل سيغيرنا رمضان؟؟
هل سيغيرنا رمضان؟؟
بسم الله الرحمن الرحيم
أحبَّتي:
أقبَلَ الشهر الكريم الذي طالما انتَظرنا نفَحاتِه، وطالما تاقَتْ أنفُسُنا لنَسائِم الإيمان، نتعرَّض فيه لعطايا الرحمن. فيا لغبنِ نفسٍ علمتْ ما فيه من الخيرات، فلم تُرِ الرحمن من نفسها خيرًا! ويا لغبنِ نفسٍ ذهبَ منها شهرُ شعبان؛ فلم تُروِّض نفسها على الخير ألم يكن الرَّسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - يُكثِر فيه من الصِّيام، وقال: ((ذاك شهرٌ يغفل عنه كثيرٌ من الناس))؟ فلنعدَّ العدَّة من الآن بتلاوة القرآن، والتصدُّق والإحسان، وقَضاء حَوائِج الآخَرين، وكذا فلنقضِ حَوائِج العيد من الآن، لا تدعوا بابًا للشيطان إلا أغلَقتُموه. ولنَبنِ لأمَّتنا صرحًا مَجِيدًا وقوَّة مَتِينة، وقد قَرَأنا القرآن فاهِمِين لِمَقاصِده، عامِلين بموجبه، وأنفس امتَثلتْ وقلوب تَلألأتْ. كُنَّا فيما سبق وكانوا يقولون: في العشر الأَواخِر لا تَكاد ترى الأسواق ممتلئة، كلٌّ قد علم صلاته وتسبيحَه والآن وإنْ كانت المساجد مكتظَّة إلاَّ أنَّك ترى بعد الانتِهاء منها مباشرةً الأسواق كذلك. والمقصود: أنَّنا نُرِيد قلوبًا قد تخلَّصتْ فأخلَصتْ، ونفوسًا انقادَتْ فامتَثلتْ، وأرضًا أينعَتْ بالخيرات وفعل الطيِّبات.قال تعالى : {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِلِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواًأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ} [لقمان:6]. في شهر رمضان تصفدالشياطين وتفتح أبواب الجنان وتغلق أبواب النيران, ويعتق فيها الرحمن رقاباًمن بني الإنسان, ويفيض القلب\ويذوب وينساب مع آيات القرآن. فياباغي الخير أقبل ويا باغي الشر اقصر باب من الخير اصطفاك اللهوفضلك على غيرك بحضوره فكم ممن حضر معنا رمضان الماضي هو الآنبين الأموات. ومع استعداد المتقين الصالحين لموسم الطاعات, يعد شياطينالإنس لهم الكثير والكثير من الموبقات ليتسلموا الراية من إخوانهم شياطينالجن, وليقولوا لهم بلسان حالهم, ستصفدون ونحن مكانكم فلا تقلقوا. فالحذرالحذر احبتي أن تضيعوا أوقاتكم بين معصية وأختها, حتى إذا ما ذهب رمضانوذهب معه بعضك فتحت يديك فإذا هما خاويتين, ونفضت ثيابك فإذا هي دنسة منالمعاصي, وكان الأجدر أن تفتح يديك فتجد الكثير من الحسنات تستشعرها بماقدمت من ختمات للقرآن وصدقات للجائع والظمآن, صلوات في دلجةالليل, وركعات مع المسلمين في فرائض وقيام, حلقات للقرآن, ومجالسلتواصل الأرحام, محبة وإطعام ودعوة ودعاء, إخبات ورجاء, فيا الخسارة من ترك كلهذا الخير وارتمى في أحضان اللئام. يا باغي الخير دعك من هذا الهراء, فأهل الفنوالعفن لا يرجون من عملهم إلّا تجارة أجساد يتربحون بها لإثراء دنياهم علىحساب دينهم, أمّا أنت إن تبعتهم فستخسر دينك ودنياك سويا, فلا مربح لك منورائهم إلّا الذنوب, أحبتي إن كنت تريد أن تقدم شهرك هذا قربانا للممثلين\والمنتجين. والمخرجين على حساب دينك, فأقول لك أغبن النّاس من باع دينه بدنياغيره, فاحذروا كل الحذر, وعساها بداية خير لكم احبتي لا تخلوا هذه الأعمال مننساء كاسيات عاريات وأحضان وقبلات, ومعازف وآهات ثم يتبعها حسرات وحسرات, فوفرواعلى نفسك الحسرة وافعلوا بقوله تعالى ), واصبر نفسك مع الذين يدعون ربّهم بالغداة. والعشي.يريدون وجهه.,,)
أحبتي هذه دعوة صريحة لمقاطعة المسلسلات والأفلام في نهار رمضان وليله. قال
النبي صلى الله عليه وسلم: «من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة
أن يدع طعامه وشرابه» احبتي اجعلي رمضان هذا العام مختلف عن غيره من الشهور واتركي المسلسلات وغيرها من المعاصي واجعلي رمضان يغيرك فعلاً وافعلي الأعمال الصالحة وحافظي عليها بعد رمضان وأسال الله أن ، يخرج كل منا من رمضان وقد قالها بكل إيمان: نعم .. رمضان غيرني! وتقبل الله منّا ومنك صالح الأعمال وشهركم مبارك إن شاء الله وكل عام وأنتم والأمة الإسلامية بكل خير, وقد عمّ أرجائها الأمن والأمان والنصروالتمكين واللهم اغفر لي إن اخطأت وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
وصلى الله على خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم