ذبح زوجته ليمنع عنها الشقاء
ذبح زوجته ليمنع عنها الشقاء
لو تأملت في أحوال البشر من حولك ، وتفكرت مليّاً ، تجد في كل يوم يولد آلاف من البشر ، ويعيشون في هذه الدنيا وتمضي بهم الحياة ، ثم يغمضون عيونهم إلى رقدة الموت ، ولم يعلموا لماذا أتوا إلى الوجود ؟ وما الذي يجب عليهم فعله في هذه الدنيا ؟ وأين يكون مصيرهم بعد الموت ؟ .
تخبطٌ وتيه ، يعيشه كل من غابت عنه حقيقة ما بعد الموت ، ويعاني من الضيق والضنك كل من أدار ظهره لما سيؤول إليه حاله في الآخرة ، فكل إنسان غاب عنه الإيمان باليوم الآخر ، أو نسيه أو تناساه ، فإنه سيعيش في هذه الدنيا كحيوان يجري في فلاة ، لا هم له سوى إشباع غرائزه وشهواته ، لا يدري ما الحكمة التي من أجلها جاء إلى هذا الوجود .
هذا الفيلسوف الفرنسي (ميشيل) ، الذي عاصر الرئيس الفرنسي جيسكار ديستاه – " قرر أن الحياة عبث ، وأن انتظار المزيد منها حماقة ، لأن استمرار الحياة ليس إلا مجرد فرصة لتبادل الإساءات مع الآخرين ، فمن أراد أن يجنب نفسه أو أحبابه شر نفسه وشر غيره فليبادر بالتخلص من حياته وحياة أحبابه .
وتطبيقاً لذلك ، فما إن رأى زوجته في سعادة ، حتى تقدم إليها ليمنع عنها أي شقاءٍ قادم فذبحها ، ثم سلم نفسه للشرطة . ورفعت الشرطة أمره إلى أن وصل إلى رئيس الجمهورية- يوم ذاك - الذي قال : عار على فرنسا أن تعتقل عقلها !! ولكن أودعوه مستشفى المجانين!! . ليجعل له بذلك مخرجاً من أن تناله طائلة القضاء " *.
نعم ، فمن يعتقد أنه لا بعث بعد الموت ولا حساب ، فليس مستغرباً أن يكون هذا حاله ، وهذا مصيره ، ((لَهُمْ عَذَابٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَشَقُّ وَمَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ )) [الرعد/34] ، (( وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآَيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى )) [طه/127] .
ولهذا فإن من أعظم القضايا التي لابد أن يعيها المسلم ، هي أن لا ينسى المصير الذي سيواجهه بعد أن يركب قطار الرحيل متوجهاً نحو المستقبل الدائم ، والحياة الأبدية ، هناك حيث لا يسمح له بحمل أمتعةٍ لا حاجة له بها ، سوى عمله ، فإما أن تكون حياته سارة ، وإما أن تكون .....!!!! ، (( فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ )) [الشورى/7] .
فاختر لنفسك ما شئت ...