إن رحمتى سبقت غضبى
حديث قدسى و تفسيره :
(قاربوا وسدوا وأعلموا أنه لن ينجو أحد منكم بعمله)
عن أبي هريرة قال رسول الله صلي الله عليه و سلم (قاربوا وسدوا وأعلموا أنه لن ينجو أحد منكم بعمله)قالوا: وأنت يا رسول ؟ قال ( ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل ) رواه مسلم
وحديث أبي عمرو وقيل أبي عمرة سفيان بن عبد الله رضي الله عنه قال قلت : يا رسول الله قل لي قولا لا أسأل عنه أحدا غيرك قال ( قل:أمنت بالله ثم أستقم) رواه مسلم
ما أبلغ ما رمي به هذان الحديثان . ففيهما من جوامع الكلم ما ينتظم به حال المؤمن السائر إلي الله تعالي
فالمقاربة: القصد بلا غلو ولا تقصير.
والسداد: الاستقامة والإصابة.. لذا جعلنا الله تبارك وتعالي أمة وسطا.
وسطا في أمر دنيانا و ديننا.. ومن كان ذلك كان مستقيما .
قال النووي قال العلماء: معني الاستقامة: لزوم طاعة الله تعالي, قالوا وهي من جوامع الكلم, وهي نظام الأمور.
والحديث يشير إلي الاهتمام بالاستقامة بأن يلزم المؤمن طريق الحق برسوخ وثبات من غير زيادة ولا نقصان ومن غير تبديل ولا تغير..وفيه معني المكابدة..وفيه معني الاعتدال في كل شيء حتى يكون الإنسان مستقيما .
ولا يكفي مجرد القول باللسان ( أمنت ) بل لابد بإقرار القلب واعتقاده اعتقادا جازما لاشك فيه بالإيمان: قول باللسان وتصديق بالجنان وعمل بالجوارح والأركان لذلك أنتظم الأمر بالثلاثة فالاستقامة لا تكون إلا بعد الإيمان.. وأن شرط قبول الأعمال الصالحة أن تكون مبنية علي الإيمان. فكان الترتيب ( قل أمنت ثم أستقم ) .
و تلمح في الحديث أن الاستقامة علي قدر الاستطاعة .
و تلمح عدم اغترار العبد بأعماله الصالحة وإرجاع الفضل دائما إلي الله الذي يتفضل بالإكرام ويتكرم بالإنعام.. ليجب أن يتواضع العبد مع الله مهما بلغ من عمل.
وفيه حرص الصحاب الكرام علي العلم والمسارعة إلي الخير .