فضل الصيام في رجب وشعبان
رجب وشعبان
الصوم جُنة، وهو عبادة روحية ترتقي بالإنسان وتسمو به، فالصوم ليس الامتناع عن الطعام والشراب فحسب، بل هو الامتناع عن الشهوات بأثرها، ولعل الصوم يعلمنا ويدربنا على الصبر.
لقد فرض الصيام في السنة الثانية من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم، بعد أن هاجر المسلمون وبدأوا يتعلمون فرائض الإسلام، لتهذيب أقوالهم وأفعالهم ونفوسهم.
الصيام في رجب وشعبان:
لم يرد فضل الصيام في شهر رجب بعينه فقد قال الإمام النووي: لم يثبت في صومه نهي ولا ندب لعينه، ولكن أصل الصوم مندوب إليه، وفي سنن أبي داود أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ندب إلى الصوم من الأشهر الحرم ورجب أحدها.
أما شهر شعبان فقد صح في صيامه أحاديث، منها ما جاء في صحيح مسلم عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أنها قالت: كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يصوم حتى نقول لا يفطر، ويفطر حتى نقول لا يصوم، وما رأيت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ استكمل صيام شهر قط إلا رمضان، وما رأيتُه في شهر أكثر منه صيامًا في شعبان.
ويفهم من هذا الحديث الذي سبق ذكره أمرٌ هامٌ وهو أن الرسول الكريم لم يصم شهرًا كاملاً إلا رمضان، وكان يصوم في شعبان كثيرًا حتى قالت عائشة في بعض الروايات: (كان يَصُوم شعبانَ كله، كان يَصُوم شعبانَ إلا قليلًا).
أسأل الله أن يبارك لنا جميعاً في رجب وشعبان وأن يبلغنا رمضان بإذن الله.