كيفية عقد النكاح
كيفية عقد النكاح الشرعي كيف عقد الزواج محتويات
١ تعريف النكاح
٢ حكم النكاح
٣ عقد النكاح
٤ أركان النكاح
٥ شروط العقد الصحيح
٦ فوائد النكاح
٧ المهر
٨ وقفة مع أولياء الأمور
٩ وقفة مع الشباب
١٠ ختاماً تعريف النكاح النكاح هو:
اتفاقٌ شرعي يباح به استمتاع الزوجين كلاهما بالآخر، ويباح به للزوج أن يطأ زوجته، وله شروط وأركان لابد من اجتماعها.والنّكاح هو الزواج، ويكون النّكاح بعقد شرعي له أركان وشروط، سنتحدث عنها في السطور القادمة إن شاء الله.
حكم النكاح النكاح مستحب عند جمهور العلماء، استدلالاً بقول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حيث قال: "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنّه أغضّ للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنّه له وِجاء"، وقد ذهب البعض إلى وجوبه.
عقد النكاح إن عقد النكاح الشرعي لا يلزم نصاً محدّداً يُقرأ، ولكن ما يلزم هو التقيّد بالشروط اللازمة لصحة هذا العقد، بالإضافة إلى أركان النكاح، وسنتحدّث عنها بشيءٍ من التفصيل الوجيز. العقد هو:
اتفاق بين طرفين، ملزم لكلاهما. أركان النكاح أركان النكاح ثلاثة وهي : الزوجان العاقدان, اللذان تخلو منهما الموانع الشرعية لصحة النكاح, وحريٌ بنا أن نتحدّث قليلاً عن موانع النكاح وهي كالآتي:
المحارم:
وهي إما لنسب، كالأم والأخت وغيرها, أو لمصاهرة، كأم الزوجة وأختها, أو بسبب الرضاع, كالأخت من الرضاعة, والأم في الرضاعة. زواج الشغار: وهو أن يزوّج الرجل ابنته مثلاً مقابل أن يتزوّج هو ابنة الرجل، أي أنّها عمليّة مبادلة، وهي من الأمور التي تبطل عقد الزواج.
زواج التحليل:
وهو أن يتزوج الرجل من امرأة بائنة بينونة كبرى بغرض أن يطلقها فتحلّ لزوجها الأول, وهو زواج باطل ومحرّم.
زواج المتعة:
وهو أن يتزوج الرجل من امرأة زواجاً موقوتاً بمدةٍ محددة, وتحديد مدة الزواج هو من مبطلات الزواج. الزواج من المتزوجة، أي المتزوّجة التي لا تزال متزوّجة. الزواج من أكثر من أربع زوجاتٍ في الوقت نفسه. العقد في عدة المرأة، أي عدّة المطلقة، سواء طلاق رجعي أو بائن،
وعدة الأرملة المتوفّى عنها زوجها. العقد في الإحرام في الحج والعمرة. كفر أحد الزوجين، إلّا أن تكون الزوجة كتابيّة، فإن كانت الزوجة كتابيّة، أي يهوديّة أو نصرانيّة، يجوز للمسلم أن يتزوّجها شريطة أن تكون نيّته الدعوة إلى الله، أي أن إسلامها هدف عند زوجها، أمّا المسلمة فلا يجوز لها أن تتزوّج من كتابيّ، وذلك حفاظاً على دينها.
الإيجاب:
وهو اللفظ الذي يصدر عن وليّ الزوجة، كأن يقول زوّجتك فلانة،
القبول:
وهو اللفظ الذي يصدر عن الزوج، فيقول قبلت. شروط العقد الصحيح التعيين: وهو أن يعيّن كل من الزوجين بتسميتهما أو تحديدهما، كأن يقول الولي: زوّجتك ابنتي خديجة، أو زوجتك ابنتي الصغرى.
موافقة الطرفين، فلا يجوز الإكراه على الزواج، خاصةً الفتاة. حضور الولي، فلا يصح العقد دون الولي، وجدير بالذكر أن للوليّ صفات يجب أن يتصف بها لتصحّ ولايته وهي: أن يكون مسلماً،
بالغاً، عاقلاً، حرّاً، ذكراً، راشداً. وجود شاهدين عدلين مسلمين، فلا يصح العقد دون شهود. عدم وجود موانع شرعية كما أسلفنا الذكر. فوائد النكاح الزواج نعمةٌ عظيمةٌ أنعمها الله سبحانه وتعالى علينا بما له من فوائد كثيرة دينيّة واجتماعيّة،
منها: التكاثر وبقاء النسل البشري، فاستمرار البشر يكون بالزواج والتكاثر. إعقاق النفس وغض البصر وتحصين الفروج. السكينة والمودّة والاستقرار بين الزوجين. حفظ الأنساب وترابط الناس اجتماعياً بالمصاهرة، فالزواج يحفظ الأنساب،
وعلى العكس فإن الزنا والعياذ بالله يؤدي إلى اختلاط الأنساب. النهوض بالأخلاق وسموّها. شعور كلا الزوجين بالمسؤولية تجاه بعضهما البعض، فكلكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيّته. المهر إن المهر هو حقٌّ من حقوق الزوجة، أوجبه الشرع لها، ويكون متفقٌ عليه في عقد الزواج،
ويقسّم المهر إلى قسمين: المعّجل، أو ما يسميه البعض المقدّم. المؤخّر, وهو ما يكون للزوجة في حال طلاقها. والمهر هو هديّة الزوج الأولى لزوجته، والواجب على الأولياء أن ييسّروا في المهور،
فإننا نشاهد وللأسف الشديد أن أولياء الأمور أصبحوا يطلبون مبالغ طائلة, وكأن الفتيات سلعة تباع وتشترى, فحريٌّ بنا أن نقف وقفة مع أولياء الأمور. وقفة مع أولياء الأمور تحدثنا في الفقرة السابقة عن المهر، ولابدّ لنا من سؤال لكل أولياء الأمور الذين يصرّون على طلب مبالغ طائلة كمهر،
هل تقدّرون كريمتكم بمبلغٍ من المال حتى وإن كان عظيماً؟ فوالله الذي لا إله غيره، لا يوجد مالٌ في هذه الدنيا يقدر قدر انسان, أولم تعلموا أن أقلّهن مهوراً أكثرهنّ بركة, أما لكم في رسول الله صلوات الله وسلامه عليه أسوةٌ حسنةٌ, أما علمتم أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قد زوّج رجالاً بآيات من القرآن،
وزوّج آخرين ببضع تمرات، فلابد لكلٍّ منّا أن يعيد حساباته، يجب على الجميع أن يسعى للتيسير، وليس للتعسير. وقفة مع الشباب عندما نتحدّث عن الزواج لابد لنا من كلمة نوجّهها للشباب، إن الله تبارك وتعالى قد وصف الزواج بالميثاق الغليظ،
وذلك ليس عبثاً حاشاه فالزواج حياة، ولابد أن تُبنى هذه الحياة على أسس صحيحة لكي يستمر الزواج دون تعثّر من أول الطريق، ويجب أولاً على الشاب المقبل على الزواج اختيار الزوجة الصالحة التي تراعي ربّها في زوجها وماله وولده، وكذلك يجب على الفتاة أن تختار شريكاً لحياتها صاحب خُلُق ودين،
فقد قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم " إذا جاءكم من ترضون دينه وخُلُقه فزوّجوه"، وكذلك قال عليه أفضل الصلاة وأتمّ التسليم " فاظفر بذات الدين تربت يداك".
ثم على كلا الزوجين أن يراعيا بعضهما البعض، فكلاهما له حقوق وعليه واجبات. ختاماً وفي الختام، لابدّ لنا من تنويه، فكثير من الناس من يعتقد أن البشر عبارة عن جنسين، الذكور والإناث، ولكن الحقيقة أنّ البشر هم جنسٌ واحدٌ،
فكلنا من آدم، وحواء هي قطعة من آدم، من ضلعه الأعوج، فيا أيّها الرجل، لقد خلقت المرأة من ضلع الرجل وفي ذلك حكمة عظيمة، فهي تحت جناحك عليك أن تحميها وترويها من الحنان ما يسدّ حاجتها، فأنتم خُلقتم لتكمّلوا بعضكم،
يا أيّها الرجل، "رفقاً بالقوارير"، يا أيّها الرجل: إنّ من آخر وصايا نبي الرحمة صلوات الله وسلامه عليه بالنساء،
فقال: "استوصوا بالنساء خيراً".
يا أيتها الزوجة الفاضلة: لو سجد بشرٌ لبشرٍ، لكنتٍ الآن تسجدين لزوجك، وذلك لعظيم حقّه عليكِ،
فيا أختاه: إنّ زوجك هو الجنّة لك وهو النار، أي أنّه بابك إلى الجنّة أو النار والعياذ بالله. وختاما فإنه مهما طال بنا الزمن أو نقص يبقى النكاح المسألة التي لا يمكن أن تزول إطلاقا، وأسأل الله أن يوفّق الأزواج لزوجاتهم، وأن يوفّق الزوجات لأزواجهم،
وأن يوفقهم جميعاً لما يحبّه ويرضيه، وصلّ اللهم وسلم وبارك على سيّدنا محمّدٍ وآله وصحبه ومن سار على دربه، والحمد لله ربِّ العالمين.