دعوات بصلاة الحاجة لمواجهة كورونا
الصلاة لمواجهة "كورونا": الأزهر يوافق.. و"الإفتاء": جائزة بشرط
الأوقاف تحذر من فتح المساجد لتلبية دعوات السوشيال ميديا
دعوات بصلاة الحاجة لمواجهة «كورونا»
تباينت مواقف المؤسسات الدينية تجاه الدعوة على شبكات التواصل الاجتماعى للصلاة من أجل مواجهة «كورونا» اليوم، وهى صلاة جماعية تضرعية إلى الله لرفع بلاء الفيروس عن مصر والعالم.
وأكد الأزهر مشروعية هذه الصلاة، فيما اشترطت دار الإفتاء مراجعة وزارة الأوقاف، لأنها صاحبة الولاية الشرعية على المساجد، بينما رفضت «الأوقاف» فتح أبواب مساجدها للصلاة التى تمت الدعوة إليها على وسائل التواصل.
وأكد مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية، أنه لا مانع من الاجتماع للصَّلاة والدُّعاء؛ والتَّضَرُّع واللجوء إلى الله لرفع بلاء وباء كورونا، وأن ينجِّى النّاس منه ومن كل بلاء وشر؛ لأنه لا كاشف للضر إلا الله، إعمالاً لقوله تعالى: «قُلْ مَن يُنَجِّيكُم مِّن ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَّئِنْ أَنجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ»، مشيراً إلى أن الفزع إلى الصلاة عند وقوع البلاء من سنن الأنبياء.
"فيروس كورونا وطرق الوقاية منه".. ندوة لفرع منظمة خريجي الأزهر بالفيوم
وقالت دار الإفتاء إنَّ التضرع إلى الله أمر محمود ومأمور به فى كل الشرائع والعقائد، وكان النبى إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة، مؤكدة أنه لا مانع شرعاً من التنفّل بالصلاة فى جماعة مع شرط الرجوع إلى جهة الولاية الشرعية والقانونية على المساجد، وهى وزارة الأوقاف.
من جانبها، قالت وزارة الأوقاف إنّها لن تنساق وراء الدعوات المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعى، لأداء صلاة الغائب تارة وصلاة الاستسقاء تارة أخرى، مؤكدة أنّها لن تمكن أصحابها من المسجد لتحقيق دعوتهم، دون الرجوع إلى جهة الولاية الشرعية والقانونية.
وأضافت الوزارة فى بيان، اليوم أنّها ستتعامل بكل حسم مع من يقحم المساجد فى دعوات مواقع التواصل الاجتماعى، وطالبت المساجد بالالتزام بما يكلف به أئمتها من الصلوات المكتوبة وما يصاحبها من سنن ونوافل فى وقتها المشروع والمحدّد، دون الانسياق أو الاستجابة لأى دعوات تصدر عن صفحات أو مواقع، سوى موقع الوزارة الرسمى، ومن خلال التعليمات الرسمية الصادرة للمديريات، لأن اتباع أى جهة غير جهة الولاية الشرعية القانونية تترتب عليه مخاطر.
وحذّرت الوزارة من فتح المساجد لأى شخص أو مجموعة فى غير الأوقات المحددة للصلاة، ومن يخالف ذلك سيتم التعامل معه بمنتهى الحسم، وشددت على جميع مديرى المديريات والإدارات والمفتشين والأئمة وجميع العاملين بالأوقاف بضرورة التزام أقصى درجات الحفاظ على المساجد وعدم السماح لأحد بالخروج على تعليمات الوزارة وموافاة رئيس القطاع الدينى بأى مخالفة.
وقال الدكتور محمود مهنا، عضو هيئة كبار العلماء، إن صلاة الحاجة أمر مشروع، سواء على المستوى الفردى أو الجماعى، مضيفاً صليت ركعتين لقضاء الحاجة مع أساتذة كلية أصول الدين، كنوع من التضرّع إلى الله، ليرفع البلاء عن الأمة، والدعاء لكل المسئولين المصريين فى مواجهة فيروس كورونا، لأنهم خط الدفاع الأول عن الجميع، رغم أننى لا أعرف شيئاً عن هذه الدعوة، ولا مصدرها وكانت صلاتى قبل إطلاقها.
"آمنة": صلاة الحاجة أمر مهم لمواجهة الأزمات
وأكدت الدكتورة آمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة بالأزهر، أن صلاة الحاجة أمر مهم لمواجهة الأزمات والأمور الكبيرة، مثل الأمراض والأوبئة، ويمكن صلاتها بشكل فردى أو جماعى.
وأبدى النائب محمد أبوحامد، تفهّمه جيداً لموقف وزارة الأوقاف، لأن التجمع لمثل هذه الصلاة أمر غير صحى ويسير عكس اتجاه مكافحة الفيروس، موضحاً أن الدعوة المنتشرة على «فيس بوك وتويتر وواتس آب» مجهولة المصدر، ومن الخطر الداهم التعامل مع دعوة مجهولة، حتى لا تستغل جماعة الإخوان التى تقف دائماً وراء هذه الدعوات لتحقيق مصالحها الشخصية.
يجب الأخذ بالأسباب العلمية والطبية والروحية لمواجهة الوباء
وطالب «أبوحامد» بضرورة مواجهة فكرة التواكل والأخذ بالأسباب العلمية والطبية والروحية لمواجهة الوباء، مشيراً إلى أن القفز إلى الأسباب الروحية كالدعاء والصلاة وترك الأسباب العلمية الطبية نوع من «الدروشة»، وينافى ما دعا إليه الشرع.
وقال عبدالغنى هندى، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن صلاة الحاجة مباحة، لكن الدعوة إلى أدائها بشكل جماعى أمر مريب، لأن الصلاة الجماعية فى المساجد لها ترتيبات معيّنة، تجاوزها الداعون بشكل ساذج. وأضاف: لم أصلِ هذه الصلاة، ولن أصليها، لأن العلاقة بالله لا تربطها دعوات وأفكار على «فيس بوك»، فالدعاء مستمر منذ بدء الأزمة ومن قبلها، وسيستمر، لأن علاقتنا بالله لا تحتاج إلى دعوات ساذجة ومشبوهة.