التوكل على الله يقود الإنسان إلى القوة في الحياة


لو توكلت على الله.. لقاد خطاك رزقاً ونجاحاً وسعادة حتى تلقاه، ماذا تفعل ليكون الله وكيلك في الحياة؟.. تعرف على تجربة عملية تزيل همومك إذا أردت أن تكون الشخص الذي «توكل على الله» جدد العقد وتوكل على الله الوكيل.. بهذه الطريقة.

قال الدكتور عمرو خالد، الداعية الإسلامي، إن اسم الله «الوكيل» هو أقوى اسم من أسماء الله الحسنى؛ فهو الذي يضمن لك الاستقرار في الحياة، فلا تخاف من أي مشكلة في حياتك»، مصداقاً لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من أراد أن يكون أقوى الناس فليتوكل على الله».

وأضاف «خالد» في سياق شرحه لمعنى اسم الله الكريم في رابع حلقات برنامجه الرمضاني «كأنك تراه»، أن «التوكل على الله يكون بالقلب، واللسان، في كل أمور حياتك، فتستقر روحك بأنك وكلت الله تعالى في كل أمور حياتك، لماذا؟ لأنك وكلت الله في كل أمورك، فأنت لم توكل شخصاً عادياً، ولكنك وكلت الله سبحانه وتعالى».

وتابع: «العجيب أنه لا يمكن أن يأتي اسم الله الوكيل في القرآن الكريم إلا وهو مرتبط بعظمة السماوات والأرض، وكأن الله يخبرك انظر إلى من وكلت وقدرته، فيقول الله تعالى: «رب المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتخذه وكيلاً»، هو الذي يدعوك أن تتخذه وكيلاً فهو رب المشرق والمغرب، وكل الآيات بها طريقة معينة لاستعراض عظمة الله، فهو يأتيك بكل ما تريد من المشرق للمغرب».

وأردف قائلاً: «انظر إلى قول الله تعالى «وتوكل على الحي الذي لا يموت»، وكأن الله سبحانه وتعالى يقول لك، لا تتوكل على الأموات، فأي أحد سوى الله سيموت، وانظر لقوله تعالى: «ولله غيب السموات والأرض وإليه يرجع الأمر كله فاعبده وتوكل عليه»، الله يملك كل معلومات السماوات والأرض كل المعلومات التي تذهب إلى أي شخص ليساعدك فيها،

يملكها الله، وخيوط المواضيع كلها بيده، أنت لديك أقوى وكيل، لماذا لا تتوكلون على الله، فمن رحمة الله أن قال لك إن الدنيا صعبة عليك فأنا وكيلكم في كل أموركم، وكل المطلوب منك أن تقول لله يا رب وكلتك كل أموري، بقلبك قبل لسانك، فمن يتخذ الله وكيلاً ويمضي له عقد وكالة في كل أمور حياته».

خطوات التوكل على الله

وحول خطوات التوكل على الله، نصح «خالد» قائلاً: «اختر موضوعاً معيناً تعاني منه، مثل موضوع العمل، أو موضوع الزواج، وقل بالقلب أولاً: وكلتك يا رب في هذا الأمر، وثانياً باللسان، قل حسبي الله الذي لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم، وثالث أمر أن تبدأ السعي للوصول إلى حل هذا الموضوع، لماذا السعي؟ لأن الله لديه شرط في قبول وكالتك أن تبذل كل جهدك للحل، وهو يوفقك في النهاية إلى حل المشكلة فتسعى وتقوم بكل ما عليك أولاً،

وبعدها توكل الله في الأمر فيقبل وكالتك ويحقق لك ما تتمنى فنم واسترح حينها، وتصل إلى هذا الاستقرار بهذه القوة، لماذا لقول النبي صلى الله عليه وسلم «من أراد أن يكون أقوى الناس فليتوكل على الله»، وهذا أفضل اسم يملأ كيانك بالقوة، ولكي لا تنسى أنك وكلت الله في كل أمورك،

النبي علمنا أن هناك ذكراً تقوله كل يوم 7 مرات صباحاً و7 مرات مساءً، وهذا الذكر يذكرك أنك وكلت الله في كل أمورك، وهو أن تقول، «حسبي الله الذي لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم» فتقول هذا الدعاء من قلبك وتتذكر الموضوع الذي تتمنى أن يحققه الله لك؛ فحينها يحقق لك، ولا تنس أنك وكلت الله في حياتك، إياك أن تنسى هذا الذكر العظيم».

وأشار إلى أن هذا الأمر عن تجربة شخصية معه، «والله أنا منذ تعلمت اسم الله الوكيل لا أغفل عن قول وكلتك يا ربي حسبي الله الذي لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم، وأقول يا وكيل وكلتك أمري، أقولها بقلبي ثم بلساني».

فإذا حافظت على هذا الذكر يومياً فأنت موقع للعقد وتجدده كل يوم، ومشكلة التعامل مع اسم الله الوكيل أنك تفسخ العقد أحياناً، فكيف تجدد العقد؟ أن تحافظ على ذكر «حسبي الله الذي لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم»، فتجدد العقد بالذكر مع استحضار القلب ثم بذل الجهد لتحقيق الأمر، وعندها يقبلك الله ويكون وكيلك، ولكن أحياناً يختبرك الله في توكلك عليه».

وذكر خالد، قصة شاب مع توكيل الله في مشكلة مر بها وحقق الله له ما يريد، عن شاب كان يحب فتاة جداً ويتمنى أن يتزوجها وظل 7 سنين يقنع أهلها أن يتزوجها وهم يرفضون، فقرر أن يذهب للحج ويدعو الله أن يوافق أهلها على زواجه منها، وهو في الحج حضرته فكرة الوكالة، فقال يا رب وكلتك هذا الأمر لا تكسر خاطري ويدعو يا رب أبوها وأمها بيدك، ، فلا تكسر خاطري،

ثم عاد من الحج وهو كله اطمئنان، ومستبشر وهنا جاء الاختبار من الله، فوجد رسالة من والدها: «لا تكلم ابنتي ولا تراها ولا نسمع صوتك ولا ولا»، فاستغرب وقال يا رب: «أنا لسه داعي لك وأنا ملحقتش أعمل معصية بعد الحج، لكن بعدها فقت وقلت أنا مكمل معك يا رب، يا رب توكلت عليك وأكمل الدعاء».

وذكر أن الشاب تفاجأ بعدها بموافقة أهل الفتاة على الزواج منها، يقول: «بعد هذا الأمر بأسبوعين وجدت أهلها يرسلون إلي نحن موافقون على الزواج» ومن كثرة أني خائف أن يعودوا في رأيهم لم أسألهم لماذا؟ وبعد الزواج سألت زوجتي، لماذا وافقتم على الزواج بعد 7 سنين؟ فقالت والله لا نعرف مرة واحدة وجدنا قلوبنا مستريحة هكذا»، فحافظ على العقد مع الله وجدده باستمرار لتحقق الاستقرار في حياتك».

ونصح الداعية الإسلامي كل من يريد أن يحقق وكالة الله في أموره، وتحقيق ما يتمنى بتجربة عملية، قائلاً: «هذه التجربة نرى بها كيف يكون التوكل مفرغاً للهموم، نتخيل أن نعبئ همومنا في حقيبة، فما هي الهموم التي نضعها في الحقيبة، مثلاً هم العمل وهم الزواج وهم مرض فلان، وهم فقد أحد من الأحبة، وهم الفلوس، وهم الديون، وهم مشروع تتمنى أن تحققه».

وزاد قائلاً: «تخيل أن كل هم مثل حجر نضعه في الحقيبة وكل هم صغير مثله بحجر صغير وكل هم كبير مثله بحجر كبير، وبعد ذلك ارفع الحقيبة ستجدها ثقيلة وصعبة وهي كذلك فهي ثقيلة عليك وهذا هو الحقيقة في حياتنا كل همومنا ثقيلة علينا؛ لأننا لا نتوكل على الله، فالله يقول «لا إله إلا هو فاتخذه وكيلاً».

ومضى الداعية الإسلامي متسائلاً: «لماذا لا تتخذه وكيلاً في كل أمورك وهو يرفع عنك صعوبتها وثقلها، ثم بعد ذلك نبدأ في التسبيح لله ونقول توكلنا على الله ثم نقذف كل حجر من الحقيبة الخاصة بهمومنا لنتخلص منه ونوكل الله فيه، وقبل أن تخرج حجراً تستشعر بأنك وكلت الله في حل هذا الهم فقل: «حسبي الله الذي لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم»، وقل يا وكيل وكلناك أمرنا، هناك فارق كبير عندما تقل همومك بتوكلك على الله».




المقالات ذات صله